الأغلبية الصامتة: أيها الوقح

نشر في 04-10-2018
آخر تحديث 04-10-2018 | 00:09
إن اللغة العربية ثرية، وبالإمكان استعمال عشرات الكلمات التي تقود إلى المعنى نفسه، دون أن يمارس علينا هذا التزوير العلني الذي وجدوه حلاً سهلاً لعدم تقطيع سياق الفيلم أو المسلسل، علما أن وسيلة مسح الصوت مفيدة وذات جدوى للذوق العام إذا استعملت بحرفية، وإن كنت أفضل الترجمة الحقيقية الممزوجة باللباقة.
 إبراهيم المليفي كلنا نعرف المعنى الحقيقي لهذه الجملة إذا قرأناها في ترجمة أحد الأفلام الأميركية، لماذا؟ لأننا نسمع كلماتها بشكل واضح، ونعلم أن معانيها الحقيقية شيء والكلام المكتوب شيء آخر، قمة التناقض والسخرية أن يكون الجميع يعلم ولكنه يؤدي دور الذي لا يعلم!!

إن اللغة العربية ثرية، وبالإمكان استعمال عشرات الكلمات التي تقود إلى المعنى نفسه، دون أن يمارس علينا هذا التزوير العلني الذي وجدوه حلاً سهلاً لعدم تقطيع سياق الفيلم أو المسلسل، علما أن وسيلة مسح الصوت مفيدة وذات جدوى للذوق العام إذا استعملت بحرفية، وإن كنت أفضل الترجمة الحقيقية الممزوجة باللباقة.

إن الأعمال الأميركية لمن يراها من زاوية واحدة لا تصلح للمشاهدة العائلية، ولكن الواقع يقول إن تلك الأعمال مصنفة الأعمار، والفيلم العائلي مكتوب عليه للعائلات، مع ملاحظة العائلي هناك غير العائلي هنا، من زاوية تطابق ما يدور في المنزل والشارع والعمل مع أحداث الفيلم الذي لا يشعر أحد أنه يخص كوكباً آخر، كما أن تلك الأفلام متنوعة وتلبي جميع الأذواق والاهتمامات.

لعل اللغة وجه واحد من مشكلة الانفصام بين الواقع وبين ما يعرض في التلفزيون، وأعمالنا الكويتية خير مثال على ذلك، أنا لا أطالب بإعادة نشر البذاءة– مو ناقصين– ولكن أطالب بالموضوعية التي تسمح بتوسيع دائرة الموضوعات التي بلا شك هي أكثر بكثير مما نشاهد في حلقات الدائرة المفرغة، على الأقل نريد أن يكون سقف الأعمال الكويتية (مسرح وتلفزيون) قريبا من سقف الصحافة الكويتية الورقية، فما ينشر فيها قريب من الواقع، أما الوضع الحالي فلا يخرج عن الدائرة الضيقة في بلد مليء بالحركة والكلام.

back to top