الحياة مع الله

نشر في 29-09-2018
آخر تحديث 29-09-2018 | 00:02
 محمد اليمني الحياة مع الله تعني الكثير والكثير، لاسيما إذا كنت تائها في هذه الحياة ولا تدري في أي طريق تمشي وترحل، وأنت تسأل نفسك ألف سؤال: لماذا خلقت في هذه الدنيا المليئة بالهموم وعدم الراحة؟ هل أنا في الطريق الصحيح أم أحتاج إلى بعض الوقت حتى أجمع أفكاري ويرزقني الله النور ويهديني إليه لأنه خالقي ورب العالمين الذي بيده ملكوت كل شيء، الذي بيده السعادة الأبدية والذي بيده التوفيق والصلاح والنجاح.

الحياة مع الله سعادة وتقرب ومحبة للخالق سبحانه وتعالى، من أجلها خُلِقنا، من حقك أن تضحك وتلعب وتمرح وتذهب هنا وهناك ولكن لابد أن تعلم أننا سوف نقف بين يدي الله وسوف نحاسب على كل شيء، وعندئذ سيتعجب المجرمون: "مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا"، نحتاج في كل وقت أن نفكر في خلق الله سبحانه وتعالى، ونفكر في عظمته، وقوته وجبروته، ورحمته وعفوه وجنته وناره، وكيف يرزقنا الله الإجابة على الملكين في القبر، ثم بعدها يرزقنا الجنة، ونفكر في المال الذي نكسبه: هل من حرام أو حلال، ونفكر في الكلمة التي تخرج من أفواهنا، وفي أخلاقنا مع الناس، هل حسنة أم سيئة، وفي الصلاة والخشوع والخضوع لله عز وجل، وفي سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفي الصالحين، وندعو الله أن نكون أمثالهم، وفي الظالمين حتى نأخذ العظة والعبرة، وفي قدرة الله تعالي كيف يقول للشيء كن فيكون، وفي قول الله تعالي "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ"، وفي قول الرسول، صلى الله عليه و سلم: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، كل هذا وذاك يعطينا الحقيقة الكبري التي نغفل عنها كثيرًا بأن الحياة قصيرة وأنها دار ممر، ستحدد الطريق التي سنسير فيه هل طريق النور أم طريق الظلام، ومهما عاش الإنسان من سنوات فإنه سيلاقي الله في يوم ما وسيسأله عن كل شيء. الحياة مع الله غالية وغالية جدًا، تحتاج منا أن نبذل قصارى جهدنا حتى يرضى عنا ويدخلنا جنته سبحانه وتعالى، وأخيراً تمسك بالله العظيم الحليم الكريم التواب الرحيم السلام المعطي الوهاب.
back to top