«High Light»: العفو الشامل

نشر في 29-09-2018
آخر تحديث 29-09-2018 | 00:04
 د. حمود حطاب العنزي مع قرب دور الانعقاد، ازدادت وتيرة المطالبات الشعبية ذات الحس الوطني الصادق بالعفو الشامل عن كل قضايا الرأي العام، ولا سيما قضية دخول المجلس، تلك القضية التي لا يخفى على أحد أنها سياسية بامتياز.

وكان من ضمن أولويات المطالبات الشعبية الإعلان عن إنشاء اللجنة الشعبية للتضامن مع محكومي قضية دخول المجلس، والذي تم في جمعية المحامين الكويتية يوم الثلاثاء الموافق 2018/9/25، وفي السياق ذاته أعلن ستة نواب تشكيل كتلة نيابية تتبنى التصويت ضد الإعدام السياسي بإسقاط عضوية النائبين الحربش والطبطبائي، وتعهد هؤلاء النواب بالضغط على زملائهم بالمجلس بعدم تحويل الموضوع إلى المحكمة الدستورية، وبالتالي التصويت على عدم إسقاط العضوية في المجلس مباشرة في الجلسة ذاتها، كذلك تعهد النواب بتشكيل لجان شعبية بكل الدوائر الانتخابية تضغط وتخدم هذا التوجه.

وغني عن البيان نبل المقصد من قبل المحكومين الذين تحركوا بكل وطنية معبرين عن رفضهم لموجة الفساد في ذلك الوقت ولا سيما قضية القبيضة.

ومن أشد درجات التناقض سجن النخبة الوطنية والقبيضة أحرار طلقاء! لتتشكل أبشع صورة للإهانة السياسية، لذلك من الحكمة السياسية ومن الحس الوطني طرح قضية العفو الشامل عن سجناء الرأي في مجلس الأمة للتصويت عليها، ولا سيما أننا نعيش أجواء إقليمية ملتهبة تنذر بالأخطار.

ولب العظة هنا هو تقوية الجبهة الداخلية، فهذا وحده- بعد لطف الله تعالى- هو القادر على مواجهة التحديات الوجودية بالمنطقة، فالوضع الجيوسياسي بالمنطقة يلقي علينا العبر والعظات فهل من مُعْتَبر؟

ختاماً:

الكل مسؤول، حكومةً ومجلساً وشعباً، عن نزع فتيل الأزمات وإتمام العفو الشامل، لفتح صفحة سياسية جديدة ملؤها الأمل والصفاء والمحبة والتعايش وتقبل الآخر، إلى غير ذلك من قيم وطنية، فالأمم لا تتقدم إلا بسواعد المخلصين من أبنائها، فما ظنكم بمستقبل أمة تقطع سواعدها لا قدر الله؟

وصدق مصطفى صادق الرافعي حين قال:

وما يرفع الأوطان إلا رجالها

وهل يترقى الناس إلا بِسُلَّمِ؟

ودمتم بخير.

back to top