الكلمة الطيبة

نشر في 28-09-2018
آخر تحديث 28-09-2018 | 00:09
 محمد العويصي يقول نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الشريف: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت".

يبين رسولنا الكريم في هذا الحديث النبوي الشريف أن المسلم الذي يؤمن بالله رباً إذا أراد الحديث مع الناس أن يتكلم بالخير، فيقول كلاماً طيباً حسناً، لأن الكلمة الطيبة تسعد ولا تفسد، وإن لم يجد كلاما حسناً، فالأولى أن يلتزم فضيلة الصمت، وقديماً قالوا: "العاقل إذا سكت فكّر وإذا نطلق ذكر، وإذا نظر اعتبر". وقالوا في الأمثال: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب".

وسائل التواصل الاجتماعي نعمة ونقمة، نعمة إذا أحسن الإنسان استغلالها بالخير، ونقمة إذا أساء استخدامها.

ومن الكلم الطيب رسالة جميلة وصلتني عبر التواصل الاجتماعي أعجبتني كثيراً، فأحببت أن أنشرها في جريدتي المفضلة "الجريدة" لكي تعم الفائدة الجميع.

يقول نجيب محفوظ رحمه الله: "نصف جمال الإنسان لسانه، فأحسنوا حديثكم". ويقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: "هناك كملة تعمر، وهناك كلمة تدمر، فأحسن اختيار كلماتك".

والشيء بالشيء يذكر، قالوا في الأمثال :" الملافظ سعد"، وقالوا أيضاً: "حلّ لسانك، كل الناس خلانك"، صدق الشيخ المرحوم علي الطنطاوي عندما قال هناك كلمة تعمر، فعلى سبيل المثال لا الحصر قول الزوج لزوجته يا حبيبتي ويا نور عيني، وياحوريتي في الجنة، هذا الكلام الجميل والغزل يؤدي إلى زيادة الحب بين الزوجين واستمرار العلاقة الزوجية وعدم تفككها.

أما الكلمة التي تدمر العلاقة الزوجية وتؤدي الى تفككها فهي الكلمات الجارحة المتبادلة بين الأزواج، فعلى سبيل المثال يخبرني أحد الأزواج عن زوجته السليطة اللسان، والتي لا تحترمه حتى أمام أولادها، فيقول: "تزوجتها منذ ربع قرن، لكني لم أجد السعادة الزوجية معها، بسبب لسانها الجارح وتسلطها، وعندما نتناقش في موضوع ما تصر على رأيها، وتتلفظ بالكلام جارح، لذا فإني أبتعد عنها في البيت، ولا أجلس معها، فمن الكلمات الجارجة التي قالتها لي: "إذا أنت رجل طلقني"، "أكرهك"، "أنت معول هدم في الأسرة"، "أنت مجرد سائق"، هذه بعض الكلمات الجارحة التي كانت تتلفظ بها زوجتي أثناء غضبها، وهذه الكلمات بلا شك تدمر ولا تعمر، وكما يقول الشاعر:

جراح السنان لها التئام

ولا يلتئم ما جرح اللسان

لذا علينا أن نلتزم بوصية حبيبنا ونبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، ونجعلها نبراساً لنا في حياتنا: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً، أو ليصمت".

* آخر المقال:

اقرأ واتعظ

قال تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ". وقال سبحانه: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً".

back to top