الزمن الجميل... لماذا؟

نشر في 25-09-2018
آخر تحديث 25-09-2018 | 00:09
لم يسجل التاريخ أن تعرضت الكويت للمجاعة التي ضربت مدن المنطقة بل كانت السند والمعين لأشقائها، فقام أهل الكويت بتزويد أشقائهم بكل المواد التموينية، وكانت سفن الكويت تجوب الخليج العربي وصولا إلى سواحل عمان إلى بحر العرب والهند وسواحل إفريقيا، هكذا كانت الكويت وهكذا ستبقى نبع خير وراية سلام.
 يوسف عبدالله العنيزي غالباً ما نطلق على فترة الخمسينيات وما حولها الزمن الجميل، ولكن لماذا؟ فهل كانت الحياة ميسورة وتتميز بالرخاء والرفاهية؟

إن أهل الكويت، بالرغم من شظف العيش وقسوة الحياة، عملوا بكل الحرف التي تخطر أو لا تخطر على البال، وصولاً إلى رحلات الغوص والسفر، فجابوا الدنيا وجلبوا الخير لديرة الخير الذي عمّ أهلها، فلم يسجل التاريخ أن تعرضت الكويت للمجاعة التي ضربت مدن المنطقة بل كانت السند والمعين لأشقائها، فقام أهل الكويت بتزويد أشقائهم بكل المواد التموينية، وكانت سفن الكويت تجوب الخليج العربي وصولا إلى سواحل عمان إلى بحر العرب والهند وسواحل إفريقيا، هكذا كانت الكويت وهكذا ستبقى نبع خير وراية سلام.

كما أن الكويت كانت من أنظف مدن المنطقة، وذلك لعدم وجود "مجلس بلدي"، بل كانت دائرة صغيرة تتولى شؤون النظافة والإشراف على البناء، وكانت ربات البيوت من أمهاتنا وجداتنا، جزاهن الرحمن خير الجزاء، عنواناً للوفاء والإخلاص، ويقمن بكل المهمات من رعاية الأطفال إلى الطبخ والخبز والنظافة، بل حتى تولي ميزانية البيت بكل صدق وأمانة، مصداقاً للمثل الكويتي الصادق في معناه "عمار بيت ولا سفر بنغاله".

فلم نكن نعرف في ذلك الزمان العمالة الوافدة أو العمالة المنزلية أو المربية، ولم نكن نعرف الأجهزة الإلكترونية بكل مسمياتها، بل كانت السكة هي هوانا وملعب صبانا، ألعاب اخترعناها فغدت جزءا من حياتنا، فنقضي اليوم كله في السكة حتى يبدأ الليل بإسدال أستاره، فنهرع إلى البيت خوفاً من الطنطل والسعلو أو أم السعف والليف.

من ناحية أخرى ولمعرفة إن كان ذاك الزمان جميلا، فقد طرحت هذا السؤال على نخبة من الرعيل الأول ممن بنوا هذا الوطن بسواعدهم، وعلى الرغم من وجود غصة من قسوة الحياة وقلة الموارد المادية فإنهم أجمعوا على أن ذلك الزمن كان جميلاً بكل ما فيه، وهنا تولى الحديث العم "بو سليمان" قائلا "في ذلك الزمن الجميل لما تقعد على السفرة وجدامك الصينية وعليها مطبق زبيدي وعليه الحشو وريحة الدهن العداني تفوح، ويم الصينية بادية الدقوس، ويمها المعبوج، وتطك بالخمس وبعدين تلحفه بطاسه لبن خاثر مع فندوس تمر، وتحس راسك صار أثقل من الطابوقة، ولما تحط راسك على المخدة والله لو مر يمك قطار ما تحس فيه". يا لها من صورة رائعة معبرة عن البساطة ورضا النفس والقناعة التي نفتقدها الآن.

من ناحية أخرى واستكمالا للاستفتاء، فقد طرحت هذا السؤال على نفسي: هل كان ذاك الزمان جميلا؟ فقد عشت فترة الخمسينيات في ذلك البيت المحبب في منطقة المرقاب، حيث أنعم الله علينا بجيرة طيبة من أمثال عائلات المزيني والقندي والعيسى والمسباح والرقم والخلفان والعتيقي والفهد وغيرهم من عائلات هذه الديرة الطيبة.

وتكملة الحديث عن الزمن الجميل ستكون في المقال القادم إن شاء الله، حفظ الله الكويت وقيادتها من كل سوء ومكروه.

تهنئة من القلب

إلى الأخ العزيز أحمد الفهد، وذلك بمناسبة صدور مرسوم أميري كريم بتعيينه وكيلا للديوان الأميري ومديراً لمكتب سمو أمير البلاد، فتهنئة من القلب للأخ العزيز "بوفهد" مع الدعاء للمولى القدير بالمزيد من التوفيق والنجاح، وقد عرفته عنوانا للإخلاص والتفاني في العمل، وعملت برفقته في وزارة الخارجية بمكتب الأستاذ راشد عبدالعزيز الراشد، ثم في مكتب الأخ الفاضل سليمان ماجد الشاهين، ومؤخرا في الديوان الأميري. لكم أخي الكريم أطيب التهاني مع الدعاء بالتوفيق والنجاح.

back to top