آن الأوان لنركّز على نشر كوريا الشمالية الأسلحة

نشر في 24-09-2018
آخر تحديث 24-09-2018 | 00:00
 ناشيونال إنترست بينما تخوض الكوريتان الشمالية والجنوبية مفاوضات بشأن إعلان "نهاية الحرب" ودفع الولايات المتحدة إلى القيام بالمثل، من الضروري أن تتذكّر واشنطن أن كوريا الشمالية تبقى أحد التهديدات الأكثر خطورة في العالم، فلا معنى لإعلان "نهاية الحرب" مع الولايات المتحدة بما أن الحرب على شبه الجزيرة كانت عملاً عسكرياً اتخذته الأمم المتحدة مصنفةً كوريا الشمالية معتدياً عدائياً، إذ دعا قرار الأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الدفاع عن الجنوب، وقادت الولايات المتحدة هذا الجهد.

إذاً، كي تنتهي الحرب على شبه الجزيرة يلزم أن تقنع كوريا الشمالية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أنها لم تعد قوة عدائية، ولا شك أن إثبات ذلك مهمة صعبة بالنسبة إلى بيونغ يانغ، نظراً إلى المخاطر المتعددة التي ما زال كيم يونغ أون ونظامه يمثلانها.

لا تساهم كوريا الشمالية في دعم برامج الأسلحة السورية فحسب، بل يبدو أيضاً أن إيران تشكّل عميل كوريا الشمالية الأكبر، وتشير التقديرات إلى أن بيونغ يانغ تبيع طهران أسلحة تقليدية وأسلحة دمار شامل بقيمة ثلاثة مليارات دولار سنوياً، منها أنواع مختلفة من صواريخ سكود ومنشآت نووية تحت الأرض، ونظراً إلى استراتيجية إيران الإقليمية التي تقوم على استخدام المجموعات الموالية لها للترويج لمصالحها، فلا عجب في أن يستخدم المتمردون الحوثيون صواريخ سكود هذه في اليمن، وبما أننا شهدنا هفوات مهمة في السابق، فينبغي للكونغرس اليوم أن يضغط على المجتمع الاستخباراتي ليقدم كل ما يعرفه عن عمليات نقل كوريا الشمالية المزيد من الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل إلى أنظمة مارقة أخرى ومجموعات إرهابية مثل حزب الله، فمن غير المنطقي معاودة الضغط على إيران فيما نخفف من تشددنا في التعامل مع مزودها الأكبر: كوريا الشمالية.

علاوة على ذلك لا يعزز إعلان إسرائيل أخيراً تدميرها منشأة نووية كورية شمالية في سورية وممارستها التاريخية السابقة الثقة في أن بيونغ يانغ أوقفت نشرها الأسلحة خلال هذه المرحلة من اللقاءات والقمم بين الكوريتين وبين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. صحيح أن لكيم أسباباً تدفعه إلى تعليق تجاربه الصاروخية والنووية في الوقت الراهن، لكنه ما زال يحتاج إلى جني العائدة من شبكته لنشر الأسلحة، ولا شك أن الكمية الإضافية المزعومة من المواد الانشطارية التي أنتجها خلال هذه الفترة ستُباع لأسوأ اللاعبين في العالم.

تمحور الجزء الأكبر من المناظرة خلال مرحلة الضغط الأقصى و"النار والغضب" حول ما إذا كان من الممكن ردع كيم عن استخدام أسلحته النووية ضد الولايات المتحدة وحلفائها، لكن هذه المناظرة لم تكن كافية البتة، بما أن الصواريخ البالستية العابرة للقارات المزودة بأسلحة شكّلت تطوراً جديداً تطلب أسلوب تفكير جديدا في معنى الردع، لكن ما نعرفه يقيناً أن من غير الممكن ردع كيم عن نشر الأسلحة، فقد خسرت الولايات المتحدة فرصة بناء رادع مماثل عندما سمحت لإسرائيل بضرب المفاعل السوري بدل أن تقوم بذلك هي بنفسها.

نتيجة لذلك تبقى الاستراتيجية الوحيدة القادرة على عرقلة موجة نشر الأسلحة هذه ممارسة الضغط الأقصى، الذي يشمل مواصلة التركيز على جميع الشركات الصورية المستخدمة لنشر الأسلحة، والتخفيف من الخطر من خلال إعادة تنشيط برامج مثل المبادرة الأمنية لمكافحة الانتشار، والدبلوماسية التي تقوم على العمل الجماعي والتعاون مع دول أخرى بغية الكف عن التعاطي مع كوريا الشمالية كدولة عادية، في حين أن سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية تُستخدم لهدف نشر الأسلحة.

حققت إدارة ترامب تقدماً أكبر من أي إدارة سابقة في حشدها حملة ضغط عالمية تستطيع، إذا سُمح لها بالاستمرار، أن تؤدي إلى انهيار نظام كيم، كذلك ذهب ترامب نفسه أبعد من أي رئيس سابق في دبلوماسيته الشخصية.

إذاً ترتكز إدارة ترامب على أسس متينة في عودتها إلى نسخة مضخمة من الضغط الأقصى، والحد من الخطر العالمي، وإضعاف كيم عموماً، فقد منحت السلام فرصة واكتشفت أن كيم لن يتخلى عن أسلحته ونشره الأسلحة طوعاً.

* دان بلومنثال

* «ناشيونال إنترست»

back to top