مصر تودِّع «صانع النجوم» سمير خفاجي

عشق الفن بعد حفل لأم كلثوم... وعادل إمام وأحمد زكي أبرز مَنْ اكتشف

نشر في 23-09-2018
آخر تحديث 23-09-2018 | 00:00
سمير خافجي وعادل إمام
سمير خافجي وعادل إمام
رحل المنتج والمؤلف سمير خفاجي، أمس الأول، عن عمر ناهز الثامنة والثمانين، بعد صراع مع المرض.
شيَّع حشد كبير من الفنانين والسينمائيين والإعلاميين في مصر جثمان المنتج الفني سمير خفاجي، أمس، إلى مثواه الأخير، وخرجت الجنازة من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة، بعدما أصيب بوعكة صحية أطبق على إثرها فمه، أمس الأول، عن عمر ناهز 88 عاماً.

واشتهر المنتج الراحل، الذي واجه صراعا طويلا مع المرض خلال السنوات الأخيرة، بلقب "صانع النجوم"، لإساهمه في اكتشاف وفتح المجال أمام العديد من الفنانين الذين تتصدر أسماؤهم الساحة الفنية، وقد أُصيب بجلطة في سنوات عمره الأخيرة، وكان يكتب مذكراته منذ كان عمره ثمانية أعوام، حتى عام 1970، وتوقف بعد مرضه.

وُلد خفاجي في 13 أغسطس 1930، ووقع في غرام الفن بعد حضوره حفلاً غنائياً لـ"كوكب الشرق" السيدة أم كلثوم، بحضور الملك فاروق، وهو مؤلف ومنتج مسرحي ومؤسس فرقة "ساعة لقلبك" مع يوسف عوف ولطفي عبدالحميد، التي أسهمت في تخريج جيل كامل من الفنانين، أمثال: الخواجة بيجو، أبولمعة، أمين الهنيدي، الدكتور شديد، نبيلة السيد، وبليغ حمدي، الذي كان يتولى مهمة الغناء بالفرقة.

في أعقاب ذلك، كوَّن فرقة "الفنانين المتحدين"، التي كانت سبباً في ظهور جيل آخر من نجوم الفن، أمثال: عادل إمام، أحمد زكي، سعيد صالح، ويونس شلبي، من خلال مسرحيات "هالو شلبي" 1969، "مدرسة المشاغبين" 1973، "العيال كبرت" 1979.

وقدمت "الفنانين المتحدين" العديد من المسرحيات التي حققت نجاحا ساحقا، منها: "حواء الساعة 12" 1968، "سيدتي الجميلة" 1969، "أنا فين وإنتِ فين" 1970، "ريا وسكينة" 1983، "شارع محمد علي" 1991. كما أثرى الشاشة الفضية بكتابته مسلسلات عديدة، أبرزها: "عباس الأبيض في اليوم الأسود"، "كبرياء الحب"، وفي السينما أبدع فيلم "المليونير المزيف" عام 1968.

وقد أصدرت وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبدالدايم، بياناً، نعت فيه خفاجي، وقالت إن "الراحل ترك بصمة واضحة على ساحة الفنون في مصر والوطن العربي، ستظل خالدة في الذاكرة، وكان سبباً في اكتشاف ونجاح كوكبة من النجوم"، كما أعلنت الوقوف دقيقة حدادا على روحه في جميع مسارح الدولة، أمس.

ويُعد الفنان عادل إمام أبرز مَن اكتشفهم خفاجي، واستمر التعاون بينهما حوالي 40 عاماً، قدما خلالها أربع مسرحيات، هي: "شاهد ما شافش حاجة"، "الواد سيد الشغال"، "الزعيم"، وكان آخر عمل هو مسرحية "بودي غارد" عام 1999. قبل أن يظهر الراحل في مقابلة تلفزيونية على قناة النهار عام 2016، ويقول بحرقة إن عادل إمام لم يزره ولو مرة واحدة، وتساقطت دموعه أمام الملايين من المشاهدين.

ورغم ذلك، رقَّ قلب "الزعيم" وأطلق تصريحا أمس الأول، قال فيه إن "خفاجي هو من أنشأ القطاع الخاص المسرحي في مصر، وكان له الفضل في خروج جيل كبير من النجوم".

وعلى درب المحبة ذاته سار نجوم كُثر، من بينهم سميحة أيوب، التي قالت في حزن شديد: "خفاجي أثرى الفن، وخاصة المسرح، بالأعمال الفنية التي كانت نقلة في مشوار العديد من النجوم"، كما نعته رجاء الجداوي، قائلة: "رحل صديقي الغالي، الله يرحمه ويغفر له".

فيما قالت الفنانة والإعلامية صفاء أبوالسعود: "فقدنا اليوم قيمة وقامة عظيمة، لأن سمير خفاجي أحد أعمدة المسرح العربي، ولا تخلو أي خريطة تلفزيونية من أعماله، وخاصة في الأعياد".

وعلى "تويتر" نشرت شريهان صوراً تجمعها بخفاجي، وغرَّدت قائلة: "جزء أصيل مني غادر وسافر عني اليوم (حبيبي). في قلبي وفني وتاريخي وروحي إلى الأبد... حتوحشني".

واختتمت شريهان تغريدتها بعبارة: "منتهى الألم". وفي الفضاء الإلكتروني أيضاً جاء نعي أحمد السقا: "أكبر منتج للمسرح العربي. رحمة الله عليك".

وزارة الثقافة تعلن دقيقة حداداً على روحه في جميع مسارح الدولة
back to top