بيونغ يانغ تغلق مواقع صاروخية بحضور دولي

زعيما الكوريتين يعلنان إعادة الطرق والمنطقة الصناعية وترامب يشيد بالاتفاقيات «المثيرة»

نشر في 20-09-2018
آخر تحديث 20-09-2018 | 00:04
 كيم ومون على مأدبة غداء في بيونغ يانغ أمس (رويترز)
كيم ومون على مأدبة غداء في بيونغ يانغ أمس (رويترز)
في أحدث بادرة على إحياء محادثاتها المتعثرة مع واشنطن حول البرنامج النووي، قررت كوريا الشمالية تفكيك منشآتها الصاروخية الأساسية بشكل دائم في وجود خبراء أجانب لأول مرة.
أعطت ثالث قمة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن زخماً جديداً للمفاوضات النووية، ومهدت الطريق لاجتماع آخر اقترحته بيونغ يانغ على الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي ختام محادثاته في بيونغ يانغ مع مون، أعلن كيم أمس أنّه سيتوجّه إلى سيول قريباً، في زيارة تاريخية للجنوب، ووافق على إغلاق موقع للتجارب الصاروخية في وجود خبراء دوليين.

وفي بيان مشترك وقعه الطرفان، اتفق كيم ومون على تحويل شبه الجزيرة الكورية إلى "أرض سلام خالية من الأسلحة النووية والتهديدات النووية بشكل كامل في القريب"، إضافة إلى سلسلة مشاريع تهدف إلى تعميق العلاقات.

وأوضح الرئيس الكوري الجنوبي أن الزيارة الأولى على الإطلاق لزعيم كوري شمالي إلى الجنوب منذ نهاية الحرب الكورية (1950-1953) قد تحصل هذه السنة، ما لم تكن هناك "ظروف محددة"، مؤكداً أن "الشمال وافق على أن يغلق نهائياً منشأة تونغتشانغ-ري لتجارب محرّكات الصواريخ ومنصات إطلاق الصواريخ، بحضور خبراء من الدول المعنيّة".

انتهاء الحرب

وأكد مون، خلال أول زيارة لرئيس كوري جنوبي لبيونغ يانغ خلال عقد من الزمن بعد زيارة كيم داي-جونغ في 2000 ورو مون هيون في 2007، أيضاً أن كوريا الشمالية يمكن أن تغلق مجمع يونغبيون النووي إذا اتخذت واشنطن "إجراءات مماثلة"، وهو شرط لم يتضح بعد، لكن مستشار الأمن القومي الجنوبي تشونج أوي-يونغ أوضح أن الخطوات الأميركية قد تشمل إعلان انتهاء الحرب.

وتطالب واشنطن "بنزع كامل ونهائي ويمكن التحقق منه للأسلحة النووية"، بينما تريد بيونغ يانغ إعلاناً رسمياً منها ينهي حالة الحرب الكورية التي انتهت في عام 1953 بمجرد هدنة لا باتفاق سلام.

وعلى الفور، رحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهذا الإعلان، وكتب في "تغريدة" أن كيم "وافق على السماح بعمليات تفتيش نووية على أساس مفاوضات نهائية وعلى تفكيك نهائي لموقع تجارب ومنصة إطلاق في وجود خبراء دوليين. وفي الوقت نفسه لن تكون هناك تجارب صاروخية أو نووية"، مضيفاً: "إنه أمر مثير للاهتمام".

اتفاقات منفصلة

واتفقت الكوريتان على بدء العمل في إعادة توصيل السكك الحديدية والطرق خلال العام الجاري. كما ستعملان على استئناف العمل في منطقة صناعية مشتركة في مدينة كايسونغ الحدودية في كوريا الشمالية وتنظيم جولات في منتجع جبل كومجانغ في الشمال عند توفر الظروف المواتية.

واتفقتا أيضاً على السعي لتقديم عرض مشترك لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2032 والاشتراك معاً في منافسات دولية أخرى من بينها أولمبياد 2020 في طوكيو.

واتفق الجانبان على إقامة منطقة عازلة على طول الحدود، ومنطقة حظر طيران على طول خط ترسيم الحدود العسكرية لتفادي حدوث اشتباكات عارضة. واتفقا أيضاً على تعليق التدريبات بالمدفعية والمناورات الميدانية داخل تلك المناطق بدءا من أول نوفمبر.

وقامت صحيفة "رودونغ سنمون" الناطقة باسم الحزب الحاكم في بيونغ يانغ بتغطية واسعة لبدء القمة ونشرت أمس 35 صورة على الأقل على أربع من صفحاتها الست، إحداها للمعانقة بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الكوري الجنوبي في مطار بيونغ يانغ، ثم مشاهد الترحيب بهما حين جابا شوارع العاصمة وأخرى لتبادل الأنخاب خلال العشاء الرسمي.

وقبل حضوره عرضاً دعائياً كبيراً، درجت بيونغ يانغ على تنظيمه، تناول مون والوفد المرافق له أمس العشاء في مطعم سمك فتح أبوابه حديثاً في تايدونغانغ، النهر الذي يجتاز العاصمة، في خيار عكس رغبة الزعيم الكوري الشمالي في مجالسة مواطنين "عاديين".

وفي اليوم الثالث والأخير من زيارته، يعتزم مون الرئيس الكوري الجنوبي اليوم زيارة جبل بايكتو، محل ميلاد جد ووالد كيم.

وفي أعقاب القمة الكورية الثالثة، أعلن السكرتير الصحافي للرئيس الكوري الجنوبي يون يونغ أنه من المقرر أن يجري مون محادثات مع ترامب يوم الاثنين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستعراض نتائج اجتماعاته في بيونغ يانغ.

ضغوط بومبيو

وفي واشنطن، سيترأس وزير الخارجية مايك بومبيو في 27 سبتمبر الجاري اجتماعاً لمجلس الأمن حول كوريا الشمالية لمطالبة الأسرة الدولية بإبقاء ضغوطها عليها لدفعها إلى التخلّي عن سلاحها النووي.

ووفق المتحدّثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت، فإنّ الاجتماع، الذي سيعقد على مستوى وزراء الخارجية، سيتيح "تقييم جهود نزع الأسلحة النووية بشكل نهائي وكامل من كوريا الشمالية"، وأيضاً "التشديد على ضرورة قيام كل الدول الأعضاء بتطبيق العقوبات السارية حالياً" على برامج كوريا الشمالية الذريّة والنوويّة.

الكرملين واليابان

وفي موسكو، أيّد الكرملين الاتفاقات التي توصل إليها زعيم كوريا الشمالية ورئيس كوريا الجنوبية، ووصفها بأنها خطوات فعالة نحو تسوية سياسية.

وفي طوكيو، أعربت المتحدثة باسم الحكومة يوشيهيدي سوجا عن أمل اليابان في أن يؤدي الإعلان المشترك إلى نزع كامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، معتبرة أن "الشيء الأكثر أهمية هو تنفيذ اتفاقيات القمة الأميركية- الكورية الشمالية في يونيو بشكل كامل وسريع".

back to top