روسيا تخسر طائرة قبالة اللاذقية بصاروخ سوري وتلوم إسرائيل

تل أبيب أبلغت موسكو بشن ضربة على المدينة قبل دقيقة وحملت الأسد وطهران مسؤولية الحادث

نشر في 19-09-2018
آخر تحديث 19-09-2018 | 00:05
طائرة روسية من نوع IL-20M تهبط في مكان مجهول. وألقت روسيا باللوم على إسرائيل في خسارة طائرة عسكرية من طراز IL-20M للنيران السورية
طائرة روسية من نوع IL-20M تهبط في مكان مجهول. وألقت روسيا باللوم على إسرائيل في خسارة طائرة عسكرية من طراز IL-20M للنيران السورية
بعد ساعات من اختفائها قبالة الساحل السوري أثناء تعرض مدينة اللاذقية لهجوم بصواريخ إسرائيلية، أكد الجيش الروسي أن الدفاعات الجوية السورية أَسقطت طائرة للاستطلاع والإشارة على متنها 14 عسكرياً، محملاً تل أبيب مسؤولية الحادث ومحذراً من ردود محتملة على «استفزازاتها المعادية».
في تطور ألقى بظلال ثقيلة على الوضع المعقد في سورية، أعلن الجيش الروسي أمس أن الدفاعات الجوية لدمشق أَسقطت طائرة استطلاع "إيل -20" على متنها 14 عسكرياً قبالة الساحل السوري، محملاً إسرائيل مسؤولية الحادث بسبب "استفزازاتها المعادية"، وعدم إبلاغها بعملية نفذتها في محافظة اللاذقية إلا قبلها بأقل من دقيقة.

وقبل استدعاء الخارجية الروسية السفير الإسرائيلي، حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في اتصال هاتفي، من أن موسكو "تحتفظ بحقها في الرد في المستقبل بتدابير مضادة"، مؤكداً أن تل أبيب "تتحمل المسؤولية الكاملة عن سقوط الطائرة ومقتل طاقمها".

وقال شويغو لليبرمان: "على الرغم من الاتفاق بين إسرائيل وروسيا حول منع الحوادث الخطيرة بينهما، تم إبلاغ الجانب الروسي فقط قبل دقيقة من توجيه المقاتلات الإسرائيلية ضربات على سورية"، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع الروسية دعت مرارا الجانب الإسرائيلي إلى ضبط النفس بشأن الهجمات على الأراضي السورية، مما يهدد أمن الجنود الروس.

غارات واتصال

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية ليل الاثنين- الثلاثاء أن "الاتصال قطع بطاقم الطائرة إيل-20 فوق البحر الأبيض المتوسط على بعد 35 كلم من الساحل السوري في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية"، تزامناً مع إغارة أربع مقاتلات إسرائيلية من طراز "أف-16"على بنى تحتيّة في محافظة اللاذقية.

ولاحقاً، أكدت وزارة الدفاع مقتل "15 روسياً في الخدمة" في الحادث، واتهمت الطيارين الإسرائيليين بأنهم "جعلوا من الطائرة الروسية غطاء لهم، ووضعوها بالتالي في مرمى نيران الدفاع الجوي السوري"، معتبرة أن "هذه الاستفزازات من جانب إسرائيل معادية"، و"نحتفظ بحقنا في الرد بالطريقة المناسبة".

وقال المتحدث باسم الجيش الروسي إيغور كوناتشنكوف إن القيادة الإسرائيلية "لم تبلّغ" موسكو بالعملية، وفعلت ذلك قبل "أقل من دقيقة" من حصول الهجوم، "وبالتالي، لم يكن في الإمكان إعادة إيل-20 إلى منطقة آمنة".

وأضاف كوناتشنكوف: "أوجدت الطائرات الإسرائيلية عمداً وضعاً خطراً للسفن والطائرات الموجودة في المنطقة"، مشيراً إلى أن القصف حصل بالقرب من مكان توجد فيه الفرقاطة الفرنسية "أوفيرن" و"على مقربة تماماً" من الطائرة.

تعمد الاستفزاز

علاوة على ذلك، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن وسائط التوجيه الإسرائيلية وطياري مقاتلات "إف 16" كان بمقدورهم رؤية الطائرة التي بدأت في الهبوط من ارتفاع 5 كلم، بل إنهم تستروا بها عن سابق تصميم وتعمد ونفذوا هذا الاستفزاز.

وأعلنت وزارة الدفاع انتشال حطام الطائرة وأشلاء أفراد طاقمها شرقي البحر المتوسط، موضحة أن 8 من السفن وسفن الإسناد للبحرية الروسية تجري عملية بحث وإنقاذ في منطقة سقوطها على بعد 27 كم غرب مدينة بانياس بريف اللاذقية.

وأعرب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن قلق القيادة الروسية البالغ لكارثة إسقاط الطائرة "إيل-20"، معرباً عن تعازي الرئيس فلاديمير بوتين لذوي وزملاء طاقم الطائرة المنكوبة".

نفي ولوم

وبينما نفت واشنطن أي علاقة لها بالهجوم، وسارعت باريس إلى نفي اتهامات الجيش الروسي السابقة بأن الفرقاطة الفرنسية "أوفيرن" المرابطة قبالة سورية بأنها أطلقت صواريخ في اتجاه اللاذقية، ألقى الجيش الإسرائيلي باللوم على قوات الرئيس بشار الأسد في إسقاط الطائرة الروسية، مؤكداً أن بطارياتها المضادة للطائرات أطلقت النار عشوائياً ولم تكلف نفسها ضمان عدم وجود طائرات روسية في الجو.

صواريخ معادية

ووفق مصدر عسكري سوري، فإن الدفاع الجوي "تصدى لصواريخ معادية قادمة من عرض البحر باتجاه مدينة اللاذقية"، و"اعترض عدداً منها قبل الوصول إلى أهدافها".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، استهدف القصف "مستودعات ذخيرة موجودة داخل مؤسسة الصناعات التقنية" التابعة للسلطات السورية على الأطراف الشرقية لمدينة اللاذقية، من دون أن "يتّضح ما إذا كانت المستودعات تابعة لقوات النظام أم للإيرانيين"، مؤكداً مقتل شخصين وإصابة عدد آخر بجروح بينهم سبعة من قوات النظام.

واستهدف هجوم صاروخي إسرائيلي مطار دمشق الدولي مساء السبت، كما أصاب قصف مماثل محافظتي حماة (وسط) وطرطوس (غرب) في الرابع من الشهر الجاري، وقال المرصد إنه أصاب مواقع عسكرية إيرانية.

وأقرّت إسرائيل الشهر الجاري بأنّها شنّت مئتي غارة في سورية في الأشهر الـ18 الأخيرة ضدّ أهداف غالبيتها إيرانية، في تأكيد نادر لعمليات عسكرية من هذا النوع.

شويغو حذر ليبرمان باتخاذ تدابير مضادة و«الخارجية» تستدعي السفير
back to top