زعيما الكوريتين يعقدان ثالث قمة لتكريس التقارب

كيم جونغ أون: اللقاء مع ترامب في سنغافورة حقق استقراراً سياسياً

نشر في 19-09-2018
آخر تحديث 19-09-2018 | 00:00
زعيما الكوريتين يحييان الجماهير في بيونغ يانغ أمس 	(أ ف ب)
زعيما الكوريتين يحييان الجماهير في بيونغ يانغ أمس (أ ف ب)
عقد الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أمس قمة في بيونغ يانغ هي الثالثة بينهما، لمواصلة مسار التقارب بينهما وإنعاش المحادثات بين الشمال وواشنطن حول نزع الأسلحة النووية، في مسعى لانهاء واحد من أقدم النزاعات في العالم.

ووصل مون أمس إلى بيونغ بيانغ في مستهل زيارة تستمر ثلاثة أيام، وكان في استقباله في المطار الزعيم الكوري الشمالي. ومن هذا المطار كان كيم قد أشرف العام الماضي في أوج التوتر بين البلدين الجارين، على إطلاق صواريخ.

وتعانق الرجلان اللذان رافقتهما زوجتاهما قبل أن يتبادلا بضع كلمات، بينما كان مئات الأشخاص يلوحون بأعلام الشمال وآخرون يرفعون رموز التوحيد. والشعار الوحيد الظاهر لكوريا الجنوبية كان على طائرة البوينغ 747 التي أقلت مون.

وقال كيم إن قمته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يونيو حققت استقرارا سياسيا مضيفا أنه يتوقع المزيد من التقدم. وأثنى كيم على مون قائلا إنه جعل عقد قمة بينه وبين ترامب في سنغافورة أمرا ممكنا.

واصطف آلاف المواطنين على جانبي الطرق في بيونغ يانغ حاملين باقات زهور وهم يهتفون بصوت واحد «لتوحيد البلد» فيما انطلق كيم ومون في سيارة مكشوفة مرت أمام قصر كومسوسان حيث دفن والد كيم وجده.

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن القمة «ستشكل فرصة مهمة لتسريع تطوير العلاقات بين الكوريتين اللتين تفتحان صفحة جديدة في التاريخ».

وستستمر زيارة مون ثلاثة أيام. وهو يسير بذلك على خطى الرئيسين السابقين كيم داي جونغ الذي زار بيونغ يانغ في العام 2000، ورو موهيون في 2007.

وهذه الزيارة الأولى لرئيس كوري جنوبي إلى بيونغ يانغ في عقد من الزمن، هي ثالث لقاء بين الزعيمين بعد قمتين في ابريل ومايو في المنطقة الفاصلة بين الكوريتين.

ولعب مون الذي التقى كيم مرتين هذه السنة، دور الوسيط الحاسم للتوصل إلى تنظيم القمة التاريخية بسنغافورة التي التزم كيم فيها بـ «إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية»، وهي عبارة قابلة لتفسيرات عدة. ويتواجه الطرفان منذ ذلك الحين لتحديد المعنى الدقيق لهذه العبارة.

وتريد واشنطن «نزعا نهائيا وكاملا يمكن التحقق منه للاسلحة النووية» للشمال، فيما تريد بيونغ يانغ إعلانا رسميا لانتهاء الحرب الكورية التي استمرت بين 1950-1953 وتندد بوسائل «العصابات» التي تتبعها الولايات المتحدة في مطالبتها بنزع الأسلحة من جانب واحد.

وكررت مقالة في صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب الحاكم في الشمال الانتقاد نفسه أمس. وقالت إن واشنطن تتحمل «كامل المسؤولية» عن تعثر المحادثات مضيفة بأن «الولايات المتحدة تصرّ بعناد على نظرية نزع الاسلحة النووية أولا».

مع تحرك سيول وواشنطن بسرعتين متفاوتتين في تقاربهما مع بيونغ يونغ، سيسعى كيم لضمان مزيد من المشاريع الممولة من الجنوب في الشمال.

من ناحيته سيسعى الرئيس الكوري الجنوبي المؤيد للحوار، إلى تقريب المسارين لخفض تهديد نزاع مدمر على شبه الجزيرة.

وسيعقد مون جولتين على الاقل من المحادثات مع كيم وسيسعى لإقناعه باتخاذ خطوات ملموسة نحو نزع الأسلحة يمكن له أن يعرضها أمام ترامب المتوقع أن يلتقيه في وقت لاحق هذا الشهر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ونُقل عن مون قوله قبل مغادرة سيول أنه «إذا أفضت هذه الزيارة بشكل ما إلى استئناف المحادثات الأميركية الكورية الشمالية، فستكون ذات أهمية كبيرة بحد ذاتها».

ومون الذي تظهر استطلاعات الرأي تراجع شعبيته وسط صعوبات اقتصادية في الجنوب يدفع باتجاه التعاون بين الكوريتين. لكن وسائل الإعلام الكورية الجنوبية تضغط من اجل التزام الحذر وتطالب بتحقيق تقدم ملموس نحو نزع السلاح النووي بينما تحاول وسائل الاعلام الاميركية التقليل من اهمية ما تحقق بسبب نزاعها مع ترامب.

back to top