إلغاء مادة التربية الموسيقية!

نشر في 15-09-2018
آخر تحديث 15-09-2018 | 00:06
 أسامة العبدالرحيم قبل أيام عَلت النغمة النشاز بتحركات ومطالبات من بعض قوى الإسلام السياسي داعية إلى إلغاء مادة التربية الموسيقية، وهي نغمة متناسبة تماماً مع نهج الإرهاب الفكري في التكفير والإقصاء وفرض الوصايا على الناس بالتدخل في خياراتهم وحرياتهم الشخصية. وللأسف غالباً ما تخضع الحكومة لضغوطهم وتحريضهم فتكون النتيجة منع كتب وإلغاء ندوات تثقيفية وأمسيات غنائية حتى تصل أحياناً إلى ترحيل شخصيات تطرح أفكاراً وآراء مختلفة بعد أن كانت الكويت منارة للحريات.

لا أرى أن الموسيقى مضرة بل العكس فهي غذاء الروح ومصدر لسعادة الإنسان وفرصة لإزالة الطاقة السلبية وشعوره بالراحة النفسية بعد مشاغل الحياة، وكثير من الدراسات العلمية تنصح بها وتؤكد أهميتها في التعليم وخصوصاً للأطفال بما لها من تأثير إيجابي على وظائف المخ وتنشيط الذاكرة حتى لكبار السن، وفي الحقيقة فإن ما يضر الطلبة هو العزف الطائفي والقبلي والعنصري الذي يتفنن بعزفه البعض ويتاجر به سياسياً وانتخابياً وهو ما يشق وحدتنا الوطنية.

كان من الأولى التركيز على تطوير المناهج وتحديثها والمطالبة بحل مشاكل الخدمات الأساسية في المدارس بالإضافة إلى الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار والفساد المالي والإداري ووضع الحلول لمشاكل السكن والطرق وغيرها، لكن هؤلاء الرجعيين يريدون إلهاء الناس عن القضايا الرئيسية التي تمس معيشتهم اليومية فيتحدثون عن قضايا جانبية تافهة لإثارة الرأي العام، فنجد بعضهم يطرح موضوعاً لهدف طائفي أو يطالب بهدم الكنائس أو إزالة شجرة كريسمس أو يهاجم الرياضة النسائية ويمارس دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في بعض الدول المجاورة.

الكويت دولة مدنية يحكمها دستور لا فتاوى، وسنتصدى لأي محاولة من هذه القوى الظلامية بتحويل الكويت لدولة دينية وهو حلم إبليس بالجنة. في النهاية الموسيقى ليست خطراً على المجتمع، وعلى مدى التاريخ لا أتذكر أن إرهابياً كان يعزف على آلة موسيقية وفجر نفسه على ألحان وسيمفونية بيتهوفن.

back to top