تركيا تخترق مركز ثقل الأسد... وتجهّز إدلب لمعركة طويلة

• موسكو تشترط على أنقرة فصل المعارضة المعتدلة
• النظام أرسل 4 آلاف مقاتل لحلب معظمهم إيرانيون

نشر في 13-09-2018
آخر تحديث 13-09-2018 | 00:04
مع تكثيفه الإمدادات العسكرية لفصائل إدلب تحضيراً لمعركة طويلة، نفذ الجيش التركي عملية استخبارية غير مسبوقة في محافظة اللاذقية، التي تعد أهم معاقل الرئيس السوري بشار الأسد وتضم القاعدة الرئيسية لحليفته روسيا، تمكنت خلالها من جلب المتهم الرئيسي في هجوم الريحانية المزدوج في 2013.
في اختراق غير مسبوق لمركز ثقل الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة اللاذقية، أوقفت أجهزة الاستخبارات التركية يوسف نازك العقل المدبر المفترض للهجوم المزدوج الذي استهدف مدينة الريحانية الحدودية في 11 مايو 2013 وأوقع 53 قتيلاً.

وأوردت وكالة أنباء "الأناضول" أن نازك "اعترف" خلال استجوابه بأن الاستخبارات السورية أمرت بتنفيذ الاعتداء على "ريحانلي" بسيارتين مفخختين، غير أنها لم تشر إلى أي تعاون محتمل بين الأجهزة التركية ونظيرتها الروسية، الموجودة بكثافة بالمحافظة خصوصاً في قاعدة حميميم العسكرية.

وبينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وصول أكثر من أربعة آلاف من قوات النظام والمقاتلين الإيرانيين مع آلياتهم وعتادهم إلى ريف حلب الشمالي منذ مطلع الشهر الحالي، كشف مسؤولون كبار بالمعارضة عن تكثيف تركيا إمدادات السلاح لفصائل إدلب وحولها منذ فشل قمة طهران في التوصل إلى اتفاق لتجنب الهجوم على المنطقة.

وقال قائد كبير بالجيش الحر، إن "الأتراك تعهدوا بدعم عسكري كامل لمعركة طوية الأمد. ولن يستطيع النظام أن يصل إلى ما يريد". وأوضح قائد آخر أن "هذه الشحنات من الذخائر ستسمح لأن تمتد المعركة وتضمن ألا تنفد الإمدادات في حرب استنزاف".

استخدام الكيماوي

وقبل تأكيد فريق الأمم المتحدة ارتكاب قواته جرائم حرب إطلاقها غاز الكلور المحظور في غوطة دمشق الشرقية وخان شيخون هذا العام، كشف وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس عن تحذير الرئيس السوري من استخدام أي أسلحة كيماوية في الهجوم المتوقع على محافظة إدلب المكتظة بالسكان.

وقال ماتيس، لصحافيي وزارة الدفاع أمس الأول، "في إدلب نحن نراقب عن كثب ما الذي سيفعله نظام الأسد بمساعدة الإيرانيين والروس"، مشيراً إلى أنه مني بخسائر جسيمة في قواته الجوية في الضربات الأميركية الصاروخية على قاعدة الشعيرات في أبريل 2017، وفي ضربة ثانية نفس العام شاركت فيها قوات بريطانية وروسية.

وأوضح ماتيس أنه "في المرة الأولى خسر 17 في المئة من مقاتلاته الجوية ذات الرؤوس المدببة"، في إشارة إلى الرؤوس المخروطية غير المعتادة للمقاتلات الروسية الصنع، مضيفاً: "سنرى ما إذا كان سيتصرف بحكمة".

وفي تقرير جديد، أكدت الأمم المتحدة أمس، ارتفاع عدد الهجمات الكيماوية الموثقة من قبل لجنة التحقيق منذ عام 2013 إلى 39 منها 33 هجوماً منسوباً للحكومة. ولم يتم تحديد هوية المتسبب في الستة الأخرى.

تدخل ألماني

وألمحت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل أمس، إلى استعداد الجيش (بوندسفير) للمشاركة في ضرب النظام السوري في حال إقدامه على استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه، مؤكدة أن ألمانيا لا يمكنها أن تدير ظهرها لدى حدوث ذلك وتكتفي بالرفض الشفهي.

ووجهت ميركل، في البرلمان، انتقادات لاذعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي شريك حزبها في الائتلاف الحكومي الموسع بسبب رفضه القاطع التدخل عسكرياً في سورية، مشددة على أنها لن تقف جانباً أمام خرق المواثيق الدولية وأن جميع القرارات المتعلقة بالتدخلات العسكرية سيتم اتخاذها وفقاً للدستور وفي إطار السلطة التشريعية الأولي "بوندستاغ".

فصل المعارضة

ومع استمرار الجيش التركي في إرسال التعزيزات إلى نقاط المراقبة، اشترط المبعوث الروسي الخاص ألكسندر لافرينتيف لتفادي استخدام القوة وتسوية الوضع في إدلب سلمياً أن تقوم تركيا بواجبها في فصل المعارضة المتطرفة عن المعتدلة.

وقال لافرينتيف، بعد محادثات في جنيف مع مبعوث الأمم المتحدة ستافان ديميستورا، إن "عدد المتشددين مازال كبيراً جداً وبعضهم يستخدم المدنيين دروعاً بشرية والرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان يعملان بجد للتوصل لحل"، مؤكداً أن الجيش سيسعى إلى تقليل عدد الضحايا من المدنيين إلى أدنى حد في حالة نشوب معركة.

حمّام دم

وفي وقت سابق، حذّر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس أمس الأول الأسد وداعميه من شنّ هجوم شامل على إدلب وتحويلها إلى "حمّام دم"، مشدّداً على أن "مكافحة الإرهاب لا تعفي المتحاربين من التزامهم بالقانون الدولي".

وأكد غوتيريس أنّ الهجوم على إدلب "سيطلق العنان لكابوس إنساني لم يسبق له مثيل في الصراع السوري الدموي"، داعياً "إيران وروسيا وتركيا إلى عدم ادّخار أي جهد من أجل إيجاد حلول لحماية المدنيين، والمحافظة على الخدمات الأساسية كالمستشفيات".

شرق الفرات

وفيما أكد التحالف الدولي بقيادة القوات الأميركية دعمه الجوي والمدفعي للمرحلة النهائية من حملة "عاصفة الجزيرة" لتطهير شرق سورية من فلول "داعش"، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) تقدمها على محورين باتجاه المعقل الأبرز للتنظيم شرق الفرات، موضحة أنها تركز على قرية الباغوز فوقاني شرقاً، وسيطرتها على مسافة ثلاثة كيلومترات.

وفي اليوم الأول للعملية، حققت "قسد" تقدماً أيضاً على محور جبهة الكسرة بمسافة ستة كيلومترات، مشيرة إلى مواجهات عنيفة تدور على المحورين بمشاركة طيران التحالف.

لجنة الدستور

سياسياً، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، عن توصل مباحثات جنيف إلى اتفاق مبدئي على قوائم المرشحين لللجنة الدستورية، مشيرة إلى نقاط عدة، أهمها أن يكون الحوار سورياً والحفاظ على السيادة الوطنية.

ووفق بيان نشرته الخارجية الإيرانية على موقعها، فإنه تم التأكيد خلال اجتماع ممثلي روسيا وإيران وتركيا مع ديميستورا يومي الاثنين والثلاثاء، على الحاجة إلى تعديل تكوين أعضاء اللجنة بطرق مقبولة لدى مختلف الأطراف، وإنجاز تشكيلها بالسرعة والجودة اللازمتين، مشيرة إلى الاتفاق على عقد جولة ثالثة من هذه المشاورات نهاية أكتوبر المقبل.

back to top