موسكو ستدعم أي تحرك للأسد ضد القوات التركية بسورية

•إردوغان يدعو إلى تدخّل دولي في إدلب ومجلس الأمن يناقش وضعها
• إيران: نسعى إلى تفادي كارثة

نشر في 12-09-2018
آخر تحديث 12-09-2018 | 00:04
مقاتل كردي يتابع مروحية أميركية في بلدة الشدادي أمس (أ ف ب)
مقاتل كردي يتابع مروحية أميركية في بلدة الشدادي أمس (أ ف ب)
في خطوة قد تطيح نهائياً محور أستانة الذي يضم تركيا وروسيا وإيران بعد القمة الفاشلة الأخيرة في العاصمة الإيرانية، أكدت روسيا أن قواتها الموجودة في سورية ستدعم أي تحرك للقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد ضد القوات التركية الموجودة في سورية.
في تطور خطير تزامن مع دعوة الرئيس رجب طيب إردوغان لتدخل دولي للحيلولة دون وقوع كارثة كبرى في إدلب، أعلن الجيش الروسي أمس دعمه لأي تحرك عسكري لقوات الرئيس بشار الأسد ضد القوى الغريبة الموجودة على الأراضي السورية بشكل غير شرعي، وفي مقدمتها القوات التركية المنتشرة في الشمال.

واعتبرت القيادة الروسية في قاعدة حميميم، في بيان على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وجود أعداد كبيرة من القوات التركية في سورية غير شرعي، ومن حق دمشق التعامل معه، لافتة إلى أن "البروتوكول الخاص بنقاط المراقبة ينص على تحديد حجم الوجود التركي وتجاوزه يعطي القوات السورية الحق في التعامل معه كوجود أجنبي".

واستعداداً للمواجهة غير المسبوقة، أوعز الجيش التركي لفصائل المعارضة برفع جاهزيتها القتالية والاستعداد للمعركة، قبل أن يعزز نقاط مراقبته بنحو 400 جندي من القوات الخاصة (الكوماندوز)، ونشر وحدات من الجيش الأول في ريف حلب الشمالي، ليصل العدد إلى نحو 2000 مقاتل، وفق قائد عسكري في جيش إدلب الحر.

تدخل دولي

ومع وصوله إلى طريق مسدود مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، طالب الرئيس التركي بتدخل دولي للحيلولة دون وقوع كارثة كبرى في إدلب، مؤكدا أنه فعل كل ما بوسعها وأكثر لوقف المجزرة"، مبينا أن "هدف الأسد من الهجوم ليس محاربة الإرهاب، وإنما القضاء على المعارضة دون تمييز".

وكتب إردوغان، في مقالة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال تحت عنوان "على العالم أن يوقف الأسد"، "في الوقت الذي يلوح بالأفق هجوم محتمل ضد إدلب، على المجتمع الدولي أن يعي مسؤوليته، لأن تكلفة المواقف السلبية ستكون باهظة، وعلى بقية العالم أن يتخلى عن مصالحه الشخصية، ويوجه جهوده لإيجاد حل سياسي".

وأوضح إردوغان أن "إدلب هي الملجأ الأخير، وإذا فشلت أوروبا والولايات المتحدة في التحرك، فإن العالم أجمع سيدفع الثمن، وليس الأبرياء السوريون فحسب".

وفي حين انتقد إردوغان تركيز واشنطن فقط على التنديد بالهجمات الكيماوية، كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أمس الأول، عن اتفاق مع بريطانيا وفرنسا، على أن استخدام دمشق لهذه الأسلحة مرة ثالثة سيؤدي إلى "رد أقوى بكثير" من الضربات الجوية السابقة.

وبعد خطاب ندد فيه بالمحكمة الجنائية الدولية، اعتبر بولتون أن عدم تحرك لاهاي للرد على هجمات كيماوية سابقة دليل على أنها غير فعالة في ردع جرائم الحرب، رافضا المزاعم الروسية، بأن التصرفات الأميركية في سورية تشجع تنظيم القاعدة على استخدام أسلحة سامة وإلقاء اللوم على دمشق.

ووصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف تصريحات بولتون، بأنها تمثل بكل وضوح "ابتزازا وتهديدا للدول الضامنة للتسوية السورية"، مشددا على أن التهديدات الأميركية، بتوجيه ضربة أقوى "إظهار للعضلات" و"تلاعب وقح بالحقائق"، ونهج غير بنَّاء يصب في مصلحة الإرهابيين، ويهدد الأمن الإقليمي.

وشدد ريابكوف على أنه لا يمكن التسامح مع بقاء "بؤرة للإرهابيين" في إدلب، مؤكدا أن "البعض في الغرب" لم يتراجع بعد عن سيناريو استفزاز عسكري جديد، لكن موسكو ستواصل العمل من أجل منع ذلك.

وتعليقا على أنباء نقلتها "وول ستريت" عن مسؤولين أميركيين، أن الرئيس دونالد ترامب يدرس ضرب القوات الروسية والإيرانية، في حال ساعدت النظام في هجومه المرتقب، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن موسكو لا تنظر بشكل جدي لتصريحات وسائل الإعلام الأميركية "لأنها فقدت مصداقيتها، ونركز على البيانات الرسمية".

ولاحقاً، عقد مجلس الأمن، أمس، اجتماعاً علنياً، بطلب من موسكو، ناقش فيه من جديد الوضع في إدلب، واطلع خلاله على نتائج القمة الثلاثية الثالثة بين إيران وتركيا وروسيا، التي عقدت الجمعة في طهران، وأخفقت في التفاهم على حل سلمي.

وبينما جدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الدعوة إلى وقف أعمال القصف التي تنفذها روسيا والقوات السورية على إدلب، ووقف إطلاق النار، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أنصاري، على هامش محادثات جنيف، أمس، أن طهران تشاطر الأمم المتحدة قلقها إزاء احتمال وقوع كارثة إنسانية في المحافظة إدلب، وأنها ستسعى لتفاديها.

والتقى المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا، أمس، ممثلين عن كل من روسيا وتركيا وإيران، لحشد دعم القوى الإقليمية لإجراء مباحثات بين الأطراف المتحاربة لبدء مفاوضات تتضمن محادثات لوضع دستور جديد.

وعلى الأرض، أطلق النظام وحلفاؤه وقوات سورية الديمقرطية (قسد) معركتين في التوقيت ذاته ضد تنظيم داعش في المنطقة الشرقية، التي يتحصن في جيبها الممتد بين محافظتي حمص ودير الزور.

ومع بدء قوات الأسد عمليتها من بادية السخنة من جهة تلة الصاروخ جنوب الشولا باتجاه شمال غرب التنف على الحدود العراقية، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، أمس، عن "مقتل 21 عنصراً منها على الأقل في كمين نصبه (داعش) ليلاً في منطقة تلول الصفا" في بادية السويداء قرب حدود دمشق.

في هذه الأثناء، أطلقت "قسد" أيضا عملية عسكرية ضد التنظيم المتحصن شرق الفرات، موضحة أنها تعتبر المرحلة الأخيرة لحملة "عاصفة الجزيرة" للسيطرة على بلدات هجين والسوسة والشعفة مع القرى والمزارع التابعة.

وفي مؤتمر صحافي، أوضحت "قسد" أن المرحلة الأخيرة تشارك فيها ألوية من مجلس دير الزور وقوات حرس الحدود، وأفواج وحدات حماية الشعب الخاصة وحماية المرأة، وبإسناد من طيران التحالف الدولي، بالتنسيق مع الجيش العراقي.

مساعدة هولندية

وقبل تأكيد البرلمان الألماني (بوندستاغ)، أن مشاركة الجيش في ضربة انتقامية محتملة حال استخدم الأسد أسلحة كيمياوية ستكون مخالفة للدستور والقانون الدولي، واجهت الحكومة الهولندية أمس الأول موجة احتجاجات تقرير بثه التلفزيون الرسمي عن تقديمها "مساعدة غير فتاكة" إلى 22 فصيلاً سورياً معارضاً.

وأشار التقرير التلفزيوني وصحيفة تراو إلى أن الحكومة زودت العام الماضي "الجبهة الشامية" بشاحنات وبزات وتجهيزات أخرى، في حين كان الادعاء العام بروتردام يحقق مع جهادي ينتمي للجبهة المصنفة في وثائق المحكمة بأنها "حركة سلفية وجهادية تسعى لإقامة الخلافة".

back to top