طهران تطالب بغداد بتسليم «إرهابيين» وتقصف قرى حدودية

• تقارير عن توغل إيراني 20 كيلومتراً داخل العراق
• قاسمي: لن نجامل بالرد على الاعتداءات

نشر في 12-09-2018
آخر تحديث 12-09-2018 | 00:05
عاملان يعدان ملصقات دعائية للمرشحين بانتخابات كردستان في أربيل أمس (أ ف ب)
عاملان يعدان ملصقات دعائية للمرشحين بانتخابات كردستان في أربيل أمس (أ ف ب)
صعدت إيران لهجتها ضد بغداد على خلفية قيام الأولى بهجوم استهدف معارضين من الأكراد على الأراضي العراقية، وطالبتها بتسليم من وصفتهم بـ«الإرهابيين»، في حين انطلقت الحملات الدعائية للانتخابات المحلية في إقليم كردستان شمال العراق، على وقع مطالبات حزبية بوقف ما وصف بـ«حملات التعريب»، التي تقوم بها السلطات الاتحادية.
تزايد التوتر بين إيران والعراق على خلفية شن الأولى هجوما استهدف عناصر حزب كردي إيراني معارض على الأراضي العراقية السبت الماضي في خطوة نددت بها بغداد واعتبرتها خرقا لسيادتها، وطالب رئيس أركان الجيش الإيراني، محمد حسين باقري، السلطات العراقية بضرورة تسليم "الإرهابيين الأكراد" المسؤولين عن القيام بهجمات على حراس الحدود الإيرانيين.

وقال باقري، في تصريحات أمس: "يجب على سلطات إقليم كردستان العراق والسلطات العراقية تسليم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأشخاص المتورطين في الأعمال الإرهابية ضد إيران".

وهدد المسؤول الإيراني بتنفيذ ضربة صاروخية جديدة "في حال عدم توقف نشاط الجماعات الإرهابية الكردية".

وأسفر الهجوم، الذي شنه "الحرس الثوري" السبت الماضي دون تنسيق مع بغداد، عن مصرع 15، وإصابة 30 من عناصر الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، أقدم الأحزاب الإيرانية المعارضة.

وجاءت الضربة التي استهدفت المعارضين ببلدة كوبيسنجق داخل عمق أراضي إقليم كردستان بعد يوم من إحراق القنصلية الإيرانية في مدينة البصرة خلال احتجاجات ضد الفساد وتردي الخدمات بالمدينة.

قصف حدودي

وبعد ساعات من تصريحات باقري، أفادت مصادر حكومية بإقليم كردستان العراق، بأن المدفعية الايرانية عاودت قصفها لعدد من القرى الحدودية بمحافظة أربيل.

وقال مدير ناحية حاجي عمران فرزنك أحمد: "لم نبلغ بوقوع خسائر بشرية، لكن القصف أدى إلى اشتعال حرائق في البساتين والغابات الجبلية المنتشرة في المنطقة، كما أدى إلى نشر الهلع بين السكان المدنيين، مما دفع بعض العوائل الى النزوح عن قراها".

وأشار إلى أن "هذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها القوات الايرانية بقصف نفس المنطقة بالمدفعية خلال أسبوع، إذ تعرضت المنطقة إلى قصف الجمعة الماضي".

تقارير عن توغل

وذكر تقرير صحافي أمس، أن الجيش الإيراني توغل داخل العراق، وسيطر على جبل سورين، مضيفاً أن هذا التوغل هو الأول من نوعه منذ سنوات طويلة.

ونقل التقرير عن مصادر عراقية كردية في وزارة البيشمركة وأخرى محلية في السليمانية، ان "الجيش الإيراني توغل بمسافة تبلغ نحو 20 كلم داخل الأراضي العراقية في إقليم كردستان العراق، واستقر في قمة جبل سورين شمال محافظة السليمانية".

لن نجامل

وفي وقت سابق، شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على أن طهران لن تجامل أحداً بشأن أمنها القومي "خاصة حين يتعلق الأمر باعتداءات من مجموعات مسلحة تعمد إلى شن هجماتها من خارج البلاد".

وقال في تصريح خاص لـ"الجزيرة"، إن بلاده تأمل وتطالب بأن تكون الحدود مع إقليم كردستان العراق آمنة ومستقرة، واصفاً تلك الحدود بأنها حساسة ومهمة.

وأضاف قاسمي أن "قصف المعارضة الكردية المسلحة بكردستان العراق لا يشكل الخيار الأمثل لبلاده"، لكنه اعتبر "استهداف مقار هذه الأحزاب خياراً إجبارياً يأتي بدافع الردع والرد على اعتداءات تلك الأحزاب المسلحة وقتلها عددا من حرس الحدود قبل أسابيع".

واشنطن

في السياق، دان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، في مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، هجمات إيران الصاروخية التي "تهدد بزعزعة استقرار" أقرب جيرانها، في حين ذكرت قناة "العربية" أن محتجين أكرادا اقتحموا القنصلية الإيرانية بهليسنكي عاصمة فنلندا خلال وقفة منددة بالهجوم الصاروخي.

انتخابات كردستان

إلى ذلك، انطلقت فترة دعاية انتخابات برلمان كردستان العراق رسمياً، منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء، والتي ستستمر 18 يوماً، حتى يوم 29 سبتمبر الجاري أي قبل 24 ساعة من بدء عملية التصويت.

وبسبب تأجيل موعد انطلاق الحملة الانتخابية الذي كان مقرراً في 5 سبتمبر إلى يوم 11 من الشهر ذاته، فإن مدة الحملة الانتخابية تقلصت الى نحو أسبوع، الأمر الذي يزيد حدة التنافس بين الأحزاب.

وامتلأت شوارع مدينة أربيل عاصمة كردستان بصور وملصقات المرشحين، في حين أفادت تقارير بأن الدعاية للانتخابات جاءت دون المتوقع بمدينة السليمانية.

وجاء انطلاق الحملات الترويجية على وقع مطالبة أحزاب كردستانية في كركوك السلطات العراقية بـ"إيقاف التعريب وإنهاء سلطة الجيش والحشد الشعبي".

واجتمعت الأحزاب في كركوك، أمس، بمشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني، للمرة الأولى منذ الاحداث التي أعقبت قيام سلطات الإقليم بإجراء استفتاء للاستقلال عن بغداد. ودانت الأحزاب الهجوم الإيراني على أراضي كردستان العراق.

واتفقت أيضاً على إعادة العلاقات مع المكونات بشكل متآخ، وتوحيد الخطاب للأحزاب الكردية في بغداد وكركوك، وإعادة الوضع الطبيعي لكركوك وأهلها، لأن هناك "تهميشا" بالنسبة للمكون الكردي، بحسب الأحزاب الكردية المجتمعة في كركوك.

شح المياه

في سياق آخر، وبينما خيم هدوء حذر على البصرة التي تشهد اضطرابات واحتجاجات وأعمال شغب جراء نقص مياه الشرب وانقطاع الكهرباء، قال نائب وزير الزراعة مهدي القيسي إن العراق، أحد كبار مشتري الحبوب في الشرق الأوسط، سيقلص المساحة المروية المزروعة بالقمح والشعير إلى النصف في موسم الزراعة 2018-2019، في ظل شح المياه الذي تعانيه البلاد.

واضطر العراق لمنع المزارعين من زراعة الأرز وغيره من المحاصيل الصيفية الكثيفة الاستهلاك للمياه بسبب الجفاف وتناقص تدفقات الأنهار. ومن المرجح أن تؤدي الخطوة الجديدة إلى زيادة واردات القمح كثيراً.

وتضمنت خطة العراق الزراعية 1.6 مليون هكتار من القمح في الموسم الماضي 2017-2018. ورُوي نحو مليون هكتار من تلك المساحة، بينما اعتمد الباقي على مياه الأمطار.

الأحزاب الكردية العراقية وواشنطن تدينان القصف الإيراني
back to top