خارج السرب: كوكب العربان

نشر في 12-09-2018
آخر تحديث 12-09-2018 | 00:10
 فالح بن حجري فلكياً تختلف سنوات كواكب المجرة بحسب دورانها حول الشمس، فالسنة الأرضية كمثال تعادل 365 يوماً، أما السنة في عطارد فتعادل 88 يوماً أرضيا فقط، بينما السنة في زحل تعادل 29 عاماً أرضياً، بمعنى لو أن رجلاً عمره 29 عاماً أرضياً فسيصبح في الـ82 عاماً في عطارد، ويا الله حسن الختام، ولو كان زحلياً لصار عمره عمر رضيع أرضي يستيقظ صباحاً ليبحث عن رضعته، وينام ليلاً ليحلم بقنوات السبيس تون.

وعلى ذكر الدوران المحدد للوقت بالمجرة الشمسية، هنا في كوكبنا الأرضي نظام دوراني آخر يحكم الوقت ويجعله يختلف من منطقة إلى منطقة، فتصغر الأيام هنا وتكبر هناك وتتباعد السنوات "هنيه" وتقصر "مناك", مثلاً في كوكب اليابان لا يستغرق دوران كويكب المعاملة حول شمس الأختام والتواقيع سوى جزء من يوم أرضي واحد، بينما في المنطقة العربية كويكب المعاملة ذاته قد يحتاج إلى 666 يوماً أرضياً على الأقل، وهي مدة دوران المعاملة المعتاد حول شمس هاجرة البيروقراطية اليعريية.

وأيضاً مشوار كوكب السويد كاملاً لا يتعدي يوماً أرضياً، وربما أقل، بينما كوكب العربان المشوار فيه يحتاج إلى يوم حظ صافٍ مشرق لتجتاز ربع مسافة مواعيدك فقط، فمن بعد حزام كويكبات الزحمة قد يصادفك نيزك البنية التحتية الملتهب فيلدغك أو يترك المهمة لعقارب الوقت التي لن يقصر سم توترها السنافي معك حتماً كعادته، ولا تستغربوا ذلك، فظروف الكواكب تختلف بحسب نظامها الإداري، فكوكب اليابان يرى الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، بينما كوكب العربان سيقطعك سيقطعك بالسيف أو بالشوكة أو عاري اليدين وبالخمس لا يهم، تعددت الأسباب والقطع واحد، لذلك ترون كوكب اليابان المزدهر يصدر إلى العالم المنتجات بشتى أنواعها، بينما كوكب العربان المتدهور بدوره يصدر إلى العالمين في الصحف ومواقع التواصل المناشدات بشتى لوعاتها ويرسلها إلى السادة المسؤولين لكي يرحموا عزيز معاملة ذل، وهو يقف بالشهور على أبوابهم أملاً ورجاء لنيل حظوة تواقيعهم المجيدة وأختامهم الشريفة، أما المشوار وما أدراك ما المشوار، فحدث ولا حرج أو "حراج" تباع فيه حروف سخطك بربع سعرها دراهم حبر معدودات!

مشوار كوكب السويد يحميه غلاف جوي من وسائل النقل العتيدة التي تخترق الجبال والبحار والطرق الجديدة، وبنية تحتية متينة يدعمها تخطيط يعمل للغد وكأنه يراه، بينما مشوار كوكب العربان يعمل للماضي، وكأنه أعمى وينظر إلى الحاضر بعين عوراء تقود على الورق، والمانشتات فقط غدنا المبصر نحو المجهول!

back to top