آمال : الإنجازات لا تأتي فرادى

نشر في 11-09-2018
آخر تحديث 11-09-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي فجأة، خلعت الحكومة هدوم الكشخة وارتدت "بلسوت الشغل" ورفعت الصوت بأغاني العمال السوفيات، التي كانوا يرددونها قبل البدء في المشاريع الكبرى… فتوالت الإنجازات؛ قبضت على الباعة المتجولين، وأعلنت موعد افتتاح تفريعة في أحد الشوارع المتصلة بدوار التعاون، واشترت ألف وحدة تكييف للمدارس الفاطسة من الحر، ووفرت الكراسي الناقصة لبعض فصول مدارس منطقة صباح الأحمد، بعد أن جلس أطفالنا على الأرض، كما في فيلم عمر المختار، ووو…

ويأتي بعد ذلك حاقد حاسد جاحد ليسأل: أين هي إنجازات الحكومة؟ أيا أعمى البصيرة، هل القبض على بائع "الدلاغات" لم يترس عينك؟ أم أن عنز الفريج لا تحب إلا التيس الغريب، لذلك نشاهدك أنت وأمثالك تتغزلون بنفق مرمراي التركي، وتعتبرونه من عجائب الطرق والإنشاءات، وتستهينون بتفريعة دوار التعاون، وتمتدحون مدارس قطر ودبي لاعتمادها أحدث وسائل التعليم والتكنولوجيا، وتنتقدون مدارسنا التي تقاوم الزمن بلا صيانة ولا ميانة.

المضحك، أو قل المبكي هو أن الحكومة، بكل جدية وزهو، تعتبر تفريعة الدوار وتوفير الكراسي الناقصة والقبض على بائعي الدلاغات إنجازات فعلاً، وتنتظر الشكر عليها وتتحرى الثناء والمدح والتبجيل. وقد يحصل مسؤولوها على "أعمال ممتازة" ودروع وشهادات تقدير، وقد يصدر كتيب يوثق "تضحيات" الحكومة، وقد تجتمع لجان منبثقة من لجان تدرس الاحتفاء والاحتفال بذكرى هذه الإنجازات التي تسابق العصر.

والعين مذمومة، فاذكروا الله، أيها الناس، قبل أن تصيب حكومتكم عين، وكرروا معي: ما شاء الله تبارك الله.

back to top