من قلوب الملايين...... شكراً

نشر في 11-09-2018
آخر تحديث 11-09-2018 | 00:09
هل لنا أن نتصور حجم ذلك الجهد الذي بذلته الجهات السعودية للإشراف وتسهيل الدخول والخروج من الأراضي السعودية، ومن كل المنافذ من مطارات وتجهيزاتها أو موانئ وإعداداتها، إضافة إلى المنافذ البرية، ثم نقل هذه الأعداد إلى المشاعر المقدسة بشبكة طرق حديثة تربط بين المملكة وأطرافها المترامية؟!
 يوسف عبدالله العنيزي بعد الحمد والمنة لله، أدى حجاج بيت الله الحرام مناسك الحج بكل يسر وسهولة، وعاد الحجيج إلى ديارهم بحج مبرور وذنب مغفور ونفوس راضية، ليعود الحجيج إلى هذه الديار المقدسة في القادم من الأعوام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهنا لابد من وقفة صادقة، فهل لنا أن نتصور حجم ذلك الجهد الذي بذلته القيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية وجميع الجهات المعنية فيها لاستقبال هذه الأعداد التي قاربت ثلاثة ملايين في فترة زمنية محددة، وفي بقعة محدودة من الأرض، وتوفير التنقل بين المشاعر المقدسة لهذه الأعداد الغفيرة؟ هل لنا أن نتصور حجم ذلك الجهد الذي بذلته جميع الجهات المعنية في المملكة لتوفير السكن والمأكل والمشرب وجميع الخدمات الضرورية لهذا العدد الذي قارب الثلاثة ملايين؟ والأهم توفير الرعاية الصحية في ظل هذه الأوضاع والازدحام الذي قد يؤدي بالضرورة إلى نقل بعض الأمراض؟

ثم من ناحية ثانية، هل لنا أن نتصور حجم ذلك الجهد الذي بذلته الجهات السعودية للإشراف وتسهيل الدخول والخروج من الأراضي السعودية، ومن كل المنافذ من مطارات وتجهيزاتها أو موانئ وإعداداتها، إضافة إلى المنافذ البرية، ثم نقل هذه الأعداد إلى المشاعر المقدسة بشبكة طرق حديثة تربط بين المملكة وأطرافها المترامية، وفي يوم الحج الأكبر يوم الوقوف «بعرفات الله» الذي يأتي على سنام مناسك الحج، حيث يجتمع على هذا الصعيد الطيب ما يقارب الثلاثة ملايين من الحجيج تلهج ألسنتهم وقلوبهم بالدعاء لله وحده لا شريك له في منظر مهيب، يتباهى به الرحمن أمام ملائكة السماء، فطوبى لمن تقبل الله منه حجه المبرور.

من جهة أخرى، لم تنسَ الجهات السعودية المعنية أن هذه الأعداد الغفيرة تتحدث بكل لغات الدنيا، فحرصت السلطات السعودية المختصة على توفير كل الإمكانيات والترتيبات لكي تستطيع التواصل مع كل لغات الدنيا لإيصال التعليمات، وكل ما يمكن من أداء المناسك، حسب ما تقتضيه السنة الشريفة, وهنا لابد من الإشادة بذلك الرقي في تعامل رجال الأمن السعودي الذي تجاوز الجانب الامني إلى الجانب الإنساني، ورعاية كبار السن والمرضى وكل من يحتاج إلى الرعاية، مما أدى بالضرورة إلى إشاعة روح الود والمحبة بين تلك الجموع التي شعرت بأنها بين أهلها.

أما الحديث عن مشاريع تطوير منطقة بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة فحديث يطول، ولا يمكن الوفاء به، سواء من حيث الجسور أو الأنفاق أو الطرق أو المستشفيات، وغيرها من الخدمات، فلم تدخر القيادة السعودية الحكيمة جهداً في البناء والتعمير بغض النظر عن التكاليف المادية، فالهدف رضا الرحمن بخدمة ضيوفه، فحازت الشكر والتقدير والدعاء الصادق من قلوب الملايين في كل أنحاء الدنيا، فطوبى لهذه القيادة إن شاء الله برضا الخالق جله قدرته. حفظ الله المملكة العربية السعودية وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه. وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top