السخاء يبعد القلق ويُعزِّز سعادتك

نشر في 10-09-2018
آخر تحديث 10-09-2018 | 00:00
No Image Caption
كشفت دراسة جديدة أن أنواعاً متعددة من السخاء تعطي آثاراً مختلفة في الدماغ، وقد يسمح نوع محدد منها بتخفيف الضغط النفسي والقلق.
من المعروف أن التصرف بسخاء يُسعد الناس. يشير تأثير «التوهج الدافئ» إلى شعور إيجابي ينتابنا عند مساعدة الآخرين، وتعتبر النظرية المرتبطة بهذه الظاهرة أن السبب الرئيس وراء جميع الأعمال السخية يتعلق بالسعادة التي تمنحنا إياها.

تعمّق بحث حديث بطريقة تأثير السخاء في مختلف جوانب راحتنا، وأثبت أن السخاء يزيد سعادتنا فعلاً، وأكدّ هذه النتيجة عبر تسليط الضوء على المناطق الدماغية المرتبطة بهذه العملية.

لكن ما أهمية هوية الأشخاص الذين نساعدهم؟ هل من فرق بين تقديم المال إلى المقربين منا ومنحه إلى الجمعيات الخيرية؟ وهل تتحسن صحتنا بفضل الأشكال المختلفة من السخاء؟

اعتبرت دراسة جديدة أجرتها تريستن إيناغاكي ولورين روس من جامعة «بيتسبيرغ» في «بنسلفانيا» أن أول شكل من الدعم يكون «مستهدفاً» والثاني «غير مستهدف».

بدأت إيناغاكي وروس التحقيق بآثار هذين النوعين من الدعم في الدماغ ونشرتا نتائجهما في مجلة «الطب النفسي: مجلة الطب السلوكي الحيوي».

السخاء واللوزة الدماغية

أجرت إيناغاكي وروس تجربتين. خلال التجربة الأولى، طُلِبت مهمة محددة من 45 مشاركاً وقيل لهم إنهم يستطيعون الفوز بمكافأة مالية لمصلحة شخص مقرّب منهم يحتاج إلى المال أو لمصلحة جمعية خيرية أو لهم شخصياً.

بعد كل شكل من تقديم الدعم، أجرى الباحثون مسحاً لأدمغة المشاركين باستعمال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.

خلال المسح الدماغي، شارك المتطوعون في «مهمّة الوجوه العاطفية»، فطُلِب إليهم تقييم العواطف بناءً على تعابير وجوه الناس.

كما كان متوقعاً، أدى نوعا الدعم إلى زيادة النشاط في منطقة المخطط البطني الدماغية، علماً بأن رابطاً كان اكتُشِف سابقاً بين ذلك الجزء الدماغي والعطاء ومنطقة الحاجز. ترتبط هاتان المنطقتان الدماغيتان معاً برعاية الوالدين ضمن فئة الثدييات.

لكن تعلقت أهم نتيجة بارتباط الدعم المستهدف أيضاً بتراجع النشاط في اللوزة الدماغية. إنها البنية الدماغية التي تشبه شكل حبة اللوز وتتولى تحليل العواطف. في ظل الظروف العصيبة، ترسل هذه المنطقة «إشارة استغاثة إلى الوطاء» لإبلاغ الدماغ بضرورة تشغيل نمط الهرب أو المواجهة.

زاد نشاط اللوزة الدماغية خلال نوبات القلق والرهاب واضطراب إجهاد ما بعد الصدمة. لكن لم يرتبط الدعم غير المستهدف بأي نشاط في اللوزة الدماغية.

خلال التجربة الثانية، سجّل 382 مشاركاً في الدراسة سلوكياتهم المبنية على تقديم الدعم الاجتماعي. كما حصل في التجربة الأولى، طلب العلماء إلى المشاركين أن يقيّموا العواطف أثناء وجودهم في آلة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.

مجدداً، تراجع نشاط اللوزة الدماغية لدى الأشخاص الذين اعترفوا باعتيادهم تقديم الدعم المستهدف. في المقابل، لم يُعطِ الدعم غير المستهدف أي أثر.

تكشف النتائج أن تقديم الدعم المستهدف ربما يعطي منافع صحية استثنائية من خلال تخفيف القلق والضغط النفسي.

كتب المشرفون على الدراسة: «يُطوّر البشر روابط اجتماعية ويستفيدون حين يضعون نفسهم في خدمة الآخرين».

لكن يشير أثر العطاء المستهدف في منطقة الحاجز واللوزة الدماغية إلى وجود مسار عصبي ينعكس على الصحة عند تقديم الدعم، ويكون ذلك المسار خاصاً بالأشكال المستهدفة من تقديم الدعم، مثل مساعدة المحتاجين.

استنتجت إيناغاكي وروس في النهاية: «ثمة رابط فريد من نوعه بين تقديم دعم مستهدف إلى فرد محتاج وبين تراجع نشاط اللوزة الدماغية، ويسهم هذا الرابط في فهم الظروف التي تجعل تقديم الدعم مفيداً من الناحية الصحية».

back to top