تباين مواقف في قمة طهران... وإدلب تستعد للأسوأ

• بوتين: الاستقرار على مراحل
• روحاني: إدلب جزء من مهمتنا
• إردوغان يحذّر من حمام دم ويدعو إلى هدنة
• ديميستورا يطالب مجلس الأمن بإنقاذ المدنيين من كارثة
• فرنسا: تداعيات الهجوم ستصل إلى أوروبا

نشر في 08-09-2018
آخر تحديث 08-09-2018 | 00:09
مع استعداد المدنيين والطواقم الطبية في أكبر معاقل المعارضة السوري للأسوأ، خيّم تباين في المواقف على مصير إدلب خلال قمة طهران، التي جمعت رؤساء روسيا وإيران وتركيا، في وقت تواصلت التحذيرات من أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ اندلاع النزاع في سورية قبل أكثر من 7 سنوات.
قبل ساعات من اجتماع لمجلس الأمن دعت إليه الولايات المتحدة لمناقشة الوضع في سورية، اتفق رؤساء روسيا، فلاديمير بوتين، وإيران، حسن روحاني، وتركيا، رجب طيب إردوغان، أمس، في طهران على معالجة الوضع في محافظة إدلب المهددة بهجوم من قوات النظام، «بروح من التعاون الذي طبع محادثات أستانا».

ورفض بيان مشترك صدر في ختام القمة الثلاثية، التي ظهر فيها تباين واضح في تصريحات الرؤساء الثلاثة، «كل محاولة لخلق أمر واقع على الأرض بحجة مكافحة الإرهاب»، مؤكدا التصميم «على مواجهة كل المشاريع الانفصالية الهادفة إلى المس بسيادة سورية ووحدة أراضيها».

ووفق البيان، فإن الثلاثي اتفق على ضرورة القضاء على تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة» في سورية، وعقد قمة أخرى في روسيا.

وفي مؤتمر صحافي مشترك، شدّد الرئيسان الإيراني والروسي على ضرورة استعادة حليفتهما دمشق السيطرة على إدلب، بينما حذّر نظيرهما التركي من «حمام دم»، ودعا إلى إعلان «وقف لإطلاق النار» في المحافظة الواقعة على حدوده.

واعتبر بوتين أن «الحكومة السورية الشرعية لها الحقّ في استعادة السيطرة على كل أراضيها الوطنية، وعليها أن تقوم بذلك»، متهما «عناصر إرهابية» في إدلب بـ «مواصلة الاستفزازات والغارات بواسطة طائرات مسيرة والقصف».

وفي ختام القمة، قال بوتين: «بحثنا في إجراءات ملموسة من أجل استقرار على مراحل في منطقة خفض التوتر في إدلب، بينها احتمال الاتفاق مع من هم مستعدون للحوار»، مضيفا: «نعمل وسنواصل من أجل مصالحة أطراف النزاع، مع استمرار استبعاد المنظمات الإرهابية. ونأمل أن تتحلى بما يكفي من المنطق لتسليم سلاحها ووضع حدّ للمواجهة».

تصفية الإرهاب

وقال بوتين «إن أولويتنا المشتركة وغير المشروطة هي تصفية الإرهاب نهائيا في سورية، وهدفنا الأساسي في الوقت الحالي طرد المقاتلين من محافظة إدلب، حيث يشكل وجودهم تهديدا مباشرا لأمن المواطنين السوريين وسكان المنطقة كلها».

واتهم «الإرهابيين» باستخدام المدنيين دروعا بشرية، مؤكدا أن لديه «إثباتات غير قابلة للجدل» بأنهم يحضرون «لمحاولات لاتهام السلطات السورية باللجوء إلى الأسلحة الكيميائية».

وأكد روحاني أن «محاربة الإرهاب في إدلب جزء لا بد منه من المهمة المتمثلة بإعادة السلام والاستقرار إلى سورية»، مضيفا: «إلا أن هذا يجب ألا يكون مؤلما للمدنيين، وألا يؤدي إلى سياسة الأرض المحروقة».

كارثة ومجزرة

في المقابل، حذر إردوغان، الذي اجتمع بروحاني وبوتين، كل على انفراد قبل القمة الثلاثية، من أن هجوما على إدلب سيؤدي إلى «كارثة ومجزرة ومأساة إنسانية»، مضيفا: «لا نريد على الإطلاق أن تتحوّل إدلب إلى حمام دم».

ودعا الرئيس التركي إلى إعلان وقف لإطلاق النار في المحافظة، وقال «إذا توصلنا إليه، فسيشكل ذلك إحدى النتائج الأكثر أهمية لهذه القمة، وسيهدئ إلى حد كبير السكان المدنيين». وقال: «يجب أن نتوصل إلى نتيجة عقلانية تأخذ بالاعتبار قلقنا المشترك».

وأشار إلى إمكان نقل فصائل المعارضة «إلى أماكن لا يتمكنون فيها بعد ذلك» من مهاجمة قاعدة حميميم العسكرية الروسية.

معركة مروعة

وفي نيويورك، أكد المبعوث الدولي ستيفان ديميستورا، في جلسة ​مجلس الأمن برئاسة واشنطن​ أن «​الأمم المتحدة​ على استعداد للعمل مع جميع الجهات لإجلاء المدنيين من إدلب»، محذرا من أن «أي معركة فها ستكون مروعة».

وأكد المندوب الفرنسي لدى ​الأمم المتحدة​ ​فرانسوا ديلاتر​ أن «جلسة مجلس الأمن تتزامن مع أوضاع حرجة في إدلب»، مشيرا إلى أن «​الجيش السوري​ وحلفاءه يعدون لعملية عسكرية واسعة ستنتج عنها كارثة إنسانية جديدة، وستكون تهديدا للأمن الإقليمي، وسيتردد صداها في ​أوروبا​».

غارات وتحذيرات

ميدانيا، نفذت طائرات روسية، أمس، غارات على مقار تابعة لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وأخرى لحركة «أحرار الشام» في محيط بلدة الهبيط الواقعة في ريف إدلب الجنوبي الغربي، مما أسفر، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل اثنين وإصابة 14 لم يعرف ما إذا كانوا مدنيين أم مقاتلين.

وغداة فرار مئات المدنيين من مناطق في إدلب خوفا من الهجوم وشيك، يستعد المدنيون والطواقم الطبية للأسوأ، في وقت حذرت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أن هجوما واسع النطاق على المحافظة سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

ودعت ثماني منظمات غير حكومية ناشطة في سورية، أمس، بينها منظمة «سايف ذي تشيلدرن»، القادة الثلاثة المجتمعين في طهران إلى «العمل معا لتجنب» أسوأ كارثة إنسانية في سبع سنوات من الحرب في سورية».

تظاهرات واسعة

وتزامنا مع قمة طهران، تظاهر آلاف المدنيين في مدينة إدلب في مدن وبلدات عدة في المحافظة، كما في ريفي حلب وحماة المجاورين، رفضا لهجوم وشيك لقوات النظام على مناطقهم، معولين على الجهود التركية لتجنيبهم خيار الحرب. وندد المتظاهرون خلال اعتصامهم بالقمة الثلاثية، مؤكدين أن مصير منطقتهم لا يمكن أن يحدد في طهران. ورفع المشاركون رايات المعارضة السورية، ورددوا هتافات مطالبة بإسقاط النظام.

back to top