سرطان الثدي الأوليّ «يوقف انتشاره بنفسه»

نشر في 08-09-2018
آخر تحديث 08-09-2018 | 00:03
No Image Caption
بعد تشخيص الإصابة بسرطان الثدي، تعتمد فرص المريضة على عوامل عدة، من أهمها المرحلة التي بلغها السرطان وما إذا كان انتشر خارج موقع السرطان الأصلي.

على سبيل المثال، يبلغ معدل النجاة لخمس سنوات في حالة النساء المصابات بسرطان الثدي في المرحلة الثانية نحو 93%. ولكن بعد انتشار السرطان (مرحلة الانبثاث)، يتراجع المعدل إلى 22%. نتيجة لذلك، يركّز عدد أكبر من الأبحاث على عملية الانبثاث على أمل بتكوين فهم أفضل عنها، ما يؤدي إلى إستراتيجية وقاية أكثر فاعلية.

يسلّط بحث جديد نُشر في مجلة Nature Cell Biology ضوءاً مماثلاً على عملية انبثاث سرطان الثدي، كاشفاً ناحية منها كانت مجهولة سابقاً. قادت العلماء الذين أجروا البحث الدكتورة ساندرا ماكاليستر من مستشفى Brigham&Women's وكلية الطب في جامعة هارفارد، وكلاهما في بوسطن بماساشوستس، بالتعاون مع الدكتورة كريستين شافر من معهد غرافان للأبحاث الطبية في سدني بأستراليا.

أجرت الدكتورتان ماكاليستر وشافر مع فريقهما تجارب على فئران وأورام بشرية. في نموذج الفئران من سرطان الثدي، اكتشف الباحثون أن الأورام الأولية قادرة على وقف خلايا السرطان «المتفلتة» ومنعها من الانتقال إلى مواقع أخرى من الجسم.

يحفِّز الورم الأولي بذلك رد فعل مناعياً من جهاز المناعة. وعندما ينشط جهاز المناعة، يرسل «دوريات بحث» من خلايا مناعية إلى مختلف أنحاء الجسم، دورها الرئيس العثور على المواقع التي تحاول الخلايا المتفلتة الاستقرار فيها وإنشاء أورام جديدة.

توضح الدكتورة شافر: «عندما تسعى هذه الخلايا المتفلتة إلى الاستقرار قبل أن تنشئ ورماً جديداً، تكون ضعيفة لأنها تمر بمرحلة انتقالية ولا تكون هويتها قوية جداً. في هذه المرحلة، يستطيع الجهاز المناعي التدخل».

أظهرت التجارب أن الخلايا المناعية، حين ترصد الخلايا المتفلتة، تستطيع «تجميدها»، موقفةً بالتالي انبثاث السرطان. تذكر الدكتورة ماكاليستر: «عندما تُرغَم الخلايا المتفلتة على البقاء في المرحلة الانتقالية، لا تنمو جيداً وتتراجع إلى حد كبير قدرتها على تشكيل ورم جديد». «إذاً، من اللافت أن الورم الأولي، بتنشيطه رد الفعل المناعي، يوقف انتشاره الخاص»، وفق الدكتورة ماكاليستر.

back to top