بين مطرقة العسكرية وسندان «التربية»

نشر في 08-09-2018
آخر تحديث 08-09-2018 | 00:05
 يوسف سليمان شعيب من النظرة الأولى لعنوان المقال، يطرأ على الذهن سؤال عن ماهية العلاقة والرابط بين العسكرية و«التربية»، وما علاقتهما بالمطرقة والسندان؟! فنجيب عن هذا التساؤل مبتعدين كل البعد عن حرف الواو المكتوب بين مطرقة العسكرية وسندان التربية، لنوضح مقدار الخلل الموجود (من وجهة نظرنا) في هاتين المؤسستين الحكوميتين، اللتين تتعاملان مع فلذات أكبادنا بشكل مباشر.

وعندما نقول مطرقة العسكرية، فنحن نوجز وصف كل ما يتلقاه أبناؤنا في الكليات العسكرية من تدريب وتعليم بأنه لا يخرج عن نطاق وحدود الشدة والقوة والتحمل والجَلَد، فبعض العاملين في هذا المجال قد ينسون أو يتناسون الإنسانية في التعامل أو يطبقونها في حدود معينة، مفترضين أن هذا الطالب المتدرب قد يقع في الأسر يوما ما، وهذه الافتراضية تصح ونؤمن بها إذا كانت الكويت دولة عدائية لا تفتر عن محاربة جيرانها عسكريا بين الفينة والأخرى، أو أن الجيش الكويتي على مدى 70 سنة وأكثر لم يكن له عمل إلا الحروب والمعارك والقتال، وهذا الأمر بطبيعة الحال سينتج عنه أسرى من الجيش يقعون في أيدي من نحاربهم.

نود أن نذكر القياديين في السلك العسكري بأن الكويت قد أبرمت أكثر من اتفاقية أمنية مشتركة مع الدول الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وغيرها من الدول الصديقة، وهي على أتم الاستعداد لتوفير قوة دفاعية على مستوى عالٍ لحماية الكويت والدفاع عنها، فالأمر في النهاية لا يتطلب كل هذه التمارين القاسية، وكأنها نوع من أنواع التعذيب بذريعة التدريب على التحمل إذا وقع أسيراً في يد العدو.

نعم لابد أن يكون العسكري ذا قوة وتحمل وبأس وشدة، ولكن هذا يأتي بالتدريب والتقييم والمتابعة، والأخذ بعين الاعتبار أن الذين بين أيدينا هم أبناؤنا، فنكون لهم عوناً لا عذابا.

أما عندما نقول سندان «التربية»، فنحن نوجز وصف كل ما تقوم به وزارة التربية من تصريحات قبل بداية العام الدراسي، عن استعدادها لاستقبال الطلبة، وتجهيز جميع المرافق من خلال صيانتها وتوفير المستلزمات المذكورة بأنه كلام على الأوراق فقط، مما يجبر أبناءنا الطلبة الذين هم في أعمار الزهور، على استقبال المفاجأة والصدمة التي أَسقطت بالضربة القاضية متعة اليوم الدراسي الأول، ولقاء الأحبة والأصدقاء، لتتبخر تصريحات المسؤولين في «التربية» ويعيش أبناؤنا نفس المأساة والمعاناة التي يعيشونها كل عام، وكأنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من العملية التربوية.

المعاناة هي بذاتها في كل عام (التكييف - دورات المياه - برادات الماء - الكتب.... إلخ)، مما يجعلنا نطرح سؤالاً على وزير التربية، وقطاع صيانة المنشآت في الوزارة بشأن دوره في هذا الموضوع، وكيف تتم صيانة المدارس بهذه الطريقة الفاسدة؟ وأين المهندسون والمشرفون والفنيون؟ ما دورهم في أعمال الصيانة؟ ثم كيف لم يضع مجلس وكلاء التربية في حسبانه مناخ الدولة عندما أقر تقديم موعد بداية العام الدراسي؟ وما دور وكيل قطاع المنشآت في هذا القرار؟

المطرقة والسندان كانا يستخدمان في الصناعة والتقدم وتطوير الإنسان، ولكننا بتنا نستخدمهما اليوم في إفساد وتدمير فلذات أكبادنا.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top