السيسي: التيارات الإسلامية استغلت الثورات ولم تحافظ على الدول

القاهرة وأديس أبابا لإنجاز اتفاق «النهضة» بما يحفظ حقوق مصر وطموحات إثيوبيا

نشر في 03-09-2018
آخر تحديث 03-09-2018 | 00:03
السيسي بأكاديمية الحزب الشيوعي الصيني في بكين أمس 	(الجريدة)
السيسي بأكاديمية الحزب الشيوعي الصيني في بكين أمس (الجريدة)
اتهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التيارات الإسلامية باستغلال الفراغ الناجم عن ثورات الربيع العربي للوصول إلى السلطة دون أن تهتم بالحفاظ على «الدولة الوطنية»، مشيراً إلى أن «الهدف خلال السنوات الأربع الأخيرة كان الحفاظ على أركان الدولة والحيلولة دون انهيارها، وذلك من خلال إعادة بناء المؤسسات، فضلاً عن إعادة الاستقرار والأمن والتصدى للإرهاب، وفي الوقت نفسه تنفيذ خطة تنموية طموحة تشمل الإصلاح الاقتصادى والاجتماعي ومشروعات عملاقة وأن المرحلة القادمة ستشمل الاهتمام بتطوير وتحديث التعليم والصحة والإصلاح الإداري».

جاءت تصريحات السيسي، خلال حوار مع مسؤولي أكاديمية الحزب الشيوعي الصيني، والتي تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الصين، التي تتولى تدريب القيادات وتأهيلهم لتولى المناصب العليا، حيث ألقى كلمة خلال الزيارة على هامش مشاركته في قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي «فوكاك» التي تبدأ أعمالها اليوم.

وقال الرئيس المصري، في كلمته، إن مفتاح الخروج من المأزق الليبي هو المعالجة الشاملة لأزمة غياب الدولة، من خلال حكومة تمثل جميع الليبيين وتمارس سلطاتها على جميع أنحاء ليبيا، وجيش قوي يواجه الإرهاب ويحمي الاستقرار، وانتخابات حرة تستكمل المؤسسات التشريعية للدولة.

وحول الوضع في سورية، طالب بحل سياسي يبدأ بإعادة كتابة الدستور السوري بالطريقة التي تؤدي لإعادة بناء النظام السياسي والدولة الوطنية، كما شدد على أن الحل في اليمن يتوقف على «انهاء كل محاولات طرف معين الاستقواء بأطراف غير عربية لفرض إرادته على سائر بني وطنه بقوة السلاح»، في اشارة واضحة إلى الميليشيات الحوثية.

وأشار السيسي إلى أن «النظام الإقليمي العربي تعرض خلال السنوات الماضية لأزمات حادة، لعلها الأخطر منذ انتهاء حقبة التحرر الوطني، وبات مستقبل، بل ووجود الدولة الوطنية ذاتها مهددا، بفعل ضغوط داخلية وتدخلات خارجية تهدد بتقويضها، وتفضي لفراغ استراتيجي أثبتت التجارب أنه لطالما مثل البيئة الملائمة لنشوء التوترات الطائفية والأعمال الإرهابية التي تواصل مصر التصدي لها بصرامة ومن خلال مقاربة شاملة تضم بجانب النواحي العسكرية والأمنية، الأبعاد الاجتماعية والثقافية والفكرية».

في سياق آخر، وفي خطوة لاكتمال المنظومة التشريعية المنظمة للصحافة والاعلام، صدّق السيسي على قانونين لتنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بعد يوم من التصديق على قانون الهيئة الوطنية للصحافة.

في سياق منفصل، عقد رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، مصطفى مدبولي، اجتماعاً، أمس، مع وزير قطاع الأعمال العام، هشام توفيق، حيث عرض الأخير تقريراً حول الخطط الخاصة بتطوير الشركات التابعة للقطاع والنهوض بها، ووجه مدبولي، بسرعة البدء في تطبيق خطة التطوير للشركات التابعة لقطاع الأعمال العام، لإدارتها على النحو الذي يحقق عوائد أفضل، بما يخدم أهداف الاقتصاد القومي ومصالح العاملين بها، مشددا على ضرورة الاهتمام بمتابعة تنفيذ الخطة أولاً بأول، وتقديم تقارير دورية عن ذلك.

وفيما يتعلق بالشركات التي تحقق خسائر، فقد تم الاستقرار على خطط للقضاء على خسائر 26 شركة أغلبها شركات صناعية، بلغت خسائرها في يونيو 2017 حوالي 6.7 مليارات جنيه، بما يعادل 90 في المئة من إجمالي خسائر الشركات الخاسرة الـ 48.

وخلال قمة جمعتهما أمس في بكين على هامش مؤتمر التعاون الصيني- الإفريقي، أبدى السيسي ورئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد عزمهما على التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سد النهضة على أساس احترام حقوق مصر المائية في نهر النيل وحق اثيوبيا في التنمية. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن السيسي أكد اهتمام مصر بعلاقتها مع إثيوبيا، وحرصها على تعزيز التواصل والتعاون وترسيخ مبادئ العمل المشترك من أجل تحقيق مصالح البلدين، في إطار من المنفعة المتبادلة وعدم الإضرار بمصالح أي طرف، وبما يُحقق التنمية والازدهار للشعبين الشقيقين.

back to top