كتائب الزنتان تعود إلى طرابلس و«الوفاق» تدعو العالم للتدخل

• هدوء حذر والهدنة الجديدة على المحك
• الأمم المتحدة والجامعة العربية لوقف المعارك فوراً

نشر في 03-09-2018
آخر تحديث 03-09-2018 | 00:04
ليبي قرب سيارة متضررة بفعل الاشتباكات في مدينة بن عاشور في طرابلس أمس الأول	 (اي بي آي)
ليبي قرب سيارة متضررة بفعل الاشتباكات في مدينة بن عاشور في طرابلس أمس الأول (اي بي آي)
مع اقتراب الهدنة في العاصمة الليبية من الانهيار، عادت قوات «جهاز الأمن العام» من الزنتان إلى طرابلس بعد 4 أعوام، في حين دعت حكومة الوفاق المجتمع الدولي إلى التدخل.
على وقع هدوء حذر بالعاصمة طرابلس عقب ليلة دامية من الاشتباكات العنيفة، شهدت الساحة الليبية أمس دخول عنصر جديد يتمثل بقوات «جهاز الأمن العام» القادمة من مدينة الزنتان بقيادة عماد الطرابلسي، لأول مرة منذ خروجها بعد معارك طاحنة دارت عام 2014.

وبعد انسحاب «كتيبة 301» المكلفة من المجلس الرئاسي تأمين جنوب غربي العاصمة، سيطر جهاز الأمن العام على «معسكر 7 أبريل» في الضاحية الجنوبية الغربية للعاصمة، ووصل إلى تقاطع «جمعية الدعوة الإسلامية».

وأكد الطرابلسي تمركزه بالمناطق المذكورة، مفيدا بتلقيه تعليمات من القائد الأعلى للجيش رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، بهذا الخصوص، وقال: «مهمتنا تأمين مناطق غرب طرابلس».

وفي الضاحية الجنوبية الشرقية، تقدمت قوات «اللواء السابع» القادمة من مدينة ترهونة بعد تراجع «كتيبة غنيوة» إلى منطقتي «مشروع الهضبة» و«أبو سليم» المكتظة بالسكان، والتي تشهد تجمعا لـ «قوات غنيوة» في أرجاء واسعة منها، وإنشاء سواتر ترابية، إضافة إلى إغلاق الدوائر الحكومية فيها تحسباً لنشوب القتال.

حكومة الوفاق

وفي وقت سابق، دانت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، بشدة محاولة البعض تقويض وقف النار وخرق الهدنة، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته تجاه هذه الخروقات وتحميل المسؤولية للجهة التي يثبت اختراقها لوقف إطلاق النار.

وحسب آخر حصيلة صدرت عن وزارة الصحة، فإنّ المعارك في طرابلس أوقعت أربعين قتيلاً وأكثر من مئة جريح منذ الاثنين الماضي، معظمهم من المدنيين.

وتشهد العاصمة الليبية منذ فجر الاثنين الماضي مواجهات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين اللواء السابع وكتائب مسلحة من طرابلس تتبع داخلية الوفاق، على رأسها كتيبتا «ثوار طرابلس والنواصي» وقوة الأمن المركزي المعروفة بكتيبة «غنيوة». وأعلنت هدنة الثلاثاء ثم وقف لإطلاق النار الخميس، لكن لم يصمد الاتفاق إلا ساعات، وشهدت طرابلس الجمعة سقوط 16 صاروخا على الأقل.

ووقعت ثلاث قذائف قرب مطار معيتيقة الوحيد العامل في العاصمة الليبية، مما أجبر سلطات المطار على تعليق الرحلات 48 ساعة على الأقل لدواع أمنية.

هدنة جديدة

وإثر تلك الحوادث، أعلنت هدنة جديدة مساء الجمعة، لكنّ سقوط القذائف استمر أمس الأول، مثيرا مخاوف من تجدد المواجهات الدامية.

وبالتزامن، استهدفت سيارة مفخخة، أمس، مقرا لكتيبة تابعة للجيش الليبي في مدينة سبها الجنوبية. وأكدت مصادر محلية أن مجموعة مسلحة شنت هجوما على مقر الكتيبة بعد انفجار السيارة مباشرة.

في غضون ذلك، أفاد مصدر عسكري ليبي بأنه تم العثور على اللواء محمد الحداد آمر المنطقة العسكرية الوسطى المكلف من المجلس الرئاسي، مغمى عليه في بيت شقيقه بمنطقة كرزاز شرق مصراتة، موضحاً أنه تم نقله الى مستشفى طوارئ مصراتة.

وكانت مصادر عسكرية من مصراتة أكدت أمس الأول، اختطاف اللواء الحداد عقب خروجه من اجتماع عسكري في المدينة.

غوتيريس والجامعة

وحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، «جميع الأطراف على وقف الأعمال العدائية فورا» في ليبيا والالتزام باتفاقات وقف النار المبرمة في الماضي برعاية الأمم المتحدة.

ودان غوتيريس «استمرار العنف في العاصمة الليبية ومحيطها، بما في ذلك القصف العشوائي الذي تلجأ إليه جماعات مسلحة تقتل وتجرح مدنيين بينهم أطفال».

وفي القاهرة، أعرب الامين العام للجامعة العربية احمد ابوالغيط في بيان عن استنكاره للتصعيد الخطير في الوضع الأمني في طرابلس، وجدد المطالبة «بالوقف الفوري للاشتباكات وبالتوصل الى حل جذري وشامل للتهديد الذي تمثله الميليشيات المسلحة على سلامة الدولة، الذي لا يمكن بمعزل عنه استكمال الاستحقاقات السياسية والانتخابية والدستورية التي يتطلع اليها الشعب الليبي واتمام عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد».

وفي وقت سابق، دانت الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا تصاعد العنف في العاصمة الليبية ومحيطها، مؤكدة أن الجماعات المسلحة التي قوضت أمن ليبيا ستحاسب.

وفي تونس، أحيا العشرات من أنصار العقيد الليبي الراحل معمر القذافي الذكرى 49 لثورة الفاتح من سبتمبر التي توافق اعتلاءه السلطة عام 1969 عبر انقلاب عسكري.

ونظمت جمعية ليبية تطلق على نفسها و«اعتصموا» و«تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا» احتفالا في «منتجع ياسمين الحمامات» السياحي بحضور عدد من «المهجرين» الليبيين ونشطاء من المجتمع المدني التونسي وممثلين عن أحزاب.

وفي نجامينا، أفاد مصدر أمني بأن الجيش التشادي قصف، أمس الأول، منطقة تيبستي في أقصى شمالي البلاد على الحدود الليبية حيث يطارد متمردين منذ أسابيع. واستهدف القصف موقعا بين ميسكي ويبيبو.

موالون للقذافي في تونس يحيون الذكرى الـ 49 لـ «ثورة الفاتح»
back to top