القلق... علاجات طبيعية تتفوّق على الأدوية

نشر في 03-09-2018
آخر تحديث 03-09-2018 | 00:02
No Image Caption
يصاب كثيرون بحالات مزمنة من الضغط النفسي والقلق، ويواجهون أعراضاً مثل العصبية وفرط الحركة والتوتر وتسارع ضربات القلب وألم الصدر. ويُعتبر القلق إحدى أبرز المشاكل النفسية.
في بعض الحالات تؤدي مشكلة صحية أخرى، كفرط نشاط الغدة الدرقية، إلى نشوء اضطراب القلق. لذا يمكن أن يتلقى المريض أفضل علاج من خلال تشخيص حالته بدقة. نستكشف فيما يلي مجموعة واسعة من العلاجات الطبيعية والمنزلية لتخفيف الضغط النفسي والقلق.

يمكن استعمال العلاجات الطبيعية بكل أمان تزامناً مع العلاجات الطبية التقليدية. لكن قد تؤثر التعديلات التي تطاول الحمية الغذائية وبعض المكملات الطبيعية في مفعول الأدوية المضادة للقلق، لذا من الضروري أن تستشير طبيبك قبل تجربة تلك الحلول. يمكن أن يوصي الطبيب أيضاً بعلاجات طبيعية أخرى.

1. الرياضة

الرياضة طريقة ممتازة لتفريغ مشاعر القلق وتميل الأبحاث إلى تأييد استعمالها لهذه الغاية.

بعد مراجعة 12 تجربة عشوائية في عام 2015، تبيّن أن الرياضة قد تكون علاجاً فاعلاً للقلق. لكن لفتت تلك المراجعة إلى أن الأبحاث عالية الجودة وحدها قادرة على تحديد مستوى فاعليتها.

قد تسهم الرياضة أيضاً في تخفيف القلق الذي ينجم عن ظروف عصيبة. ذكرت نتائج دراسة من عام 2016 مثلاً أن الرياضة قد تفيد المصابين بقلق مرتبط بالإقلاع عن التدخين.

2. التأمل

يسهم التأمل في إبطاء تدفق الأفكار وتسهيل التحكم بالضغط النفسي والقلق. يمكن الاستفادة من مجموعة واسعة من أساليب التأمل، من بينها الاسترخاء الذهني والتأمل تزامناً مع ممارسة اليوغا.

بدأ التأمل المبني على الاسترخاء الذهني يزداد شيوعاً في الأوساط العلاجية. ذكرت مراجعة تحليلية في عام 2010 أن هذا الشكل من التأمل قد يكون فاعلاً جداً بالنسبة إلى المصابين باضطرابات مرتبطة بالمزاج والقلق.

3. تمارين الاسترخاء

يميل بعض الناس إلى شدّ عضلاتهم وفكّهم عن غير قصد رداً على المواقف المقلقة. يستفيد هؤلاء من تمارين الاسترخاء التدريجي.

حاول أن تتمدد وتتخذ وضعية مريحة وابدأ بشدّ وإرخاء كل مجموعة عضلية ببطء، بدءاً من أصابع القدم وصولاً إلى الكتفين والفكّين.

4. الكتابة

يمكن تسهيل التحكم بالقلق من خلال إيجاد الطريقة المناسبة للتعبير عنه. تكشف أبحاث أن تدوين اليوميات أو اللجوء إلى أشكال أخرى من الكتابة قد يسمح للناس بالتكيّف مع قلقهم بدرجة إضافية. اكتشفت دراسة من عام 2016 مثلاً أن الكتابة الإبداعية تساعد الأولاد والمراهقين على التحكم بالقلق.

5. التحكّم في الوقت

يشعر بعض الناس بالقلق إذا ارتبطوا بالتزامات كثيرة في الوقت نفسه. قد تتعلق تلك الالتزامات بالعائلة والعمل أو بنشاطات مرتبطة بالصحة. لكن يمكن تجنب هذا النوع من القلق من خلال التخطيط مسبقاً للخطوات الضرورية في المرحلة اللاحقة.

يستفيد الناس من تطبيق استراتيجيات فاعلة للتحكم بالوقت عبر التركيز على مهمة واحدة في كل مرة. يمكن أن تكون كتب التخطيط والمفكرات الإلكترونية مفيدة في هذا المجال كونها تمنع الناس من أداء مهام متعددة في الوقت نفسه.

على صعيد آخر، يستفيد البعض من تقسيم المشاريع الكبرى إلى خطوات يسهل التحكم بها بهدف إتمام المهام بأقل قدر من الضغط النفسي.

6. العلاج بالعطور

يمكن تخفيف الضغط النفسي والقلق من خلال شمّ الزيوت النباتية المهدئة. يفيد بعض الروائح فئة من الناس دون سواها، لذا من الأفضل تجربة خيارات متنوعة في المرحلة الأولى.

قد يكون الخزامى مفيداً بشكل خاص. اختبرت إحدى الدراسات في عام 2012 آثار العلاج بعطر الخزامى على الأرق لدى 67 امرأة يتراوح عمرهن بين 45 و55 عاماً. تثبت النتائج أن العلاج بالعطور يبطئ ضربات القلب على المدى القصير ويسهم في تخفيف مشاكل النوم على المدى الطويل.

7. زيت الكانابيديول

يشتق زيت الكانابيديول من نبتة القنب أو الماريجوانا. لكن على عكس أشكال الماريجوانا الأخرى، لا يحتوي هذا الزيت على عنصر التتراهيدروكانابينول المسؤول عن الشعور بالنشوة.

يمكن شراء زيت الكانابيديول من دون وصفة طبية في عدد من متاجر المنتجات الصحية البديلة. تذكر الأبحاث الأولية أنه يستطيع تخفيف القلق والهلع.

في المناطق التي شرّعت استعمال الماريجوانا لأغراض طبية، قد يتمكن الأطباء أيضاً من وصف هذا الزيت.

8. شاي الأعشاب

تتعدد خلطات شاي الأعشاب القادرة على تخفيف القلق وتسهيل النوم. يستعيد بعض الناس الهدوء من خلال تحضير الشاي وشربه، لكن قد تعطي أنواع محددة من الشاي أثراً مباشراً في الدماغ وتسمح بتخفيف مستوى القلق.

تشير نتائج تجربة صغيرة جرت في عام 2018 إلى أن البابونج يغيّر مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالضغط النفسي.

9. مكملات عشبية

مثل شاي الأعشاب، تَعِد مكملات عشبية بتخفيف القلق. لكن تقلّ الأدلة العلمية التي تدعم هذه الادعاءات. لذا لا بد من التعاون مع طبيب مطّلع على آثار المكملات العشبية وتفاعلاتها المحتملة مع الأدوية الأخرى.

10. تمضية الوقت مع الحيوانات

تضمن الحيوانات الأليفة رفقة ممتعة وتعطي شعوراً بالحب والدعم. أكّد بحث نُشر في عام 2018 منافع الحيوانات الأليفة بالنسبة إلى البشر المصابين بمشاكل نفسية، بما في ذلك القلق.

يفضّل كثيرون القطط والكلاب وثدييات صغيرة أخرى، لكن يجب أن يعرف المصابون بالحساسية أن الحيوانات الأليفة يجب ألا تكون مكسوة بالفراء بالضرورة كي تقدم الدعم اللازم.

كشفت دراسة من عام 2015 أن الاعتناء ببعض الحشرات يُحسّن الصحة النفسية لدى كبار السن. تسمح تمضية الوقت مع الحيوانات أيضاً بتخفيف القلق والضغط النفسي المرتبطَين بالصدمات. ذكرت نتائج مراجعة منهجية من عام 2015 أن الاعتناء بالأحصنة وتمضية الوقت معها يخففان جزءاً من تلك الآثار.

خيارات علاجية أخرى

يحتاج القلق المزمن أو الذي يؤثر في قدرة الشخص على العمل إلى علاج. في حال غياب أي مشاكل طبية كامنة، مثل اضطراب الغدة الدرقية، سيكون العلاج النفسي أفضل خيار علاجي.

بفضل العلاج النفسي، يفهم الشخص العوامل المُسببة للقلق في حالته. يسهم هذا العلاج أيضاً في إحداث تعديلات إيجابية في أسلوب الحياة وتجاوز الصدمات.

يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي أحد أكثر العلاجات فاعلية لاستهداف القلق. يتعلق الهدف الأساسي بمساعدة الشخص على فهم طريقة تأثير أفكاره في عواطفه وسلوكياته واستبدال تلك التفاعلات بردود إيجابية أو بناءة.

قد يسمح العلاج السلوكي المعرفي بتخفيف القلق العام والقلق المرتبط بمشاكل محددة مثل العمل أو الصدمات. يمكن أن يسهم الدواء أيضاً في التحكم بالقلق المزمن. قد يصف الطبيب أدوية من الفئات التالية:

• مضادات قلق من فئة البنزوديازيبين، منها الزاناكس والفاليوم.

• مضادات اكتئاب من فئة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، منها البروزاك.

• أدوية منوّمة إذا كان القلق يؤثر في النوم.

قد تصبح علاجات القلق الطبيعية بديلة أو مُكّمِلة للعلاجات التقليدية.

العلاج السلوكي المعرفي أحد أكثر العلاجات فاعلية لاستهداف القلق

الاعتناء بالأحصنة وتمضية الوقت معها يخففان القلق
back to top