رابطة الأدباء!

نشر في 01-09-2018
آخر تحديث 01-09-2018 | 00:19
 د.نجم عبدالكريم ربما كان في ذهن مَن اختار كلمة "رابطة"، وليس جمعية، أنها تذكِّره بالرابطة القلمية، التي تأسست بنيويورك في أوائل القرن التاسع عشر، وكانت تضم: جبران، ونعيمة، وأبوماضي، وعريضة وغيرهم... وهذه الأسماء أثرت الحركة الأدبية والفكرية والثقافية والنقد في العالم العربي.

***

• والكويت لم تخلُ من منتديات أدبية، على امتداد تاريخها، ورابطة أدباء الكويت الحالية ما هي إلا استمرار لذلك التاريخ. بل حتى في السنوات التي لا تجمع الأدباء في الكويت منتديات، كان الحراك الأدبي لا ينقطع على صعيد النشاط الاجتماعي، بدليل أن أول مؤتمر للأدباء العرب عُقد في الكويت عام 1958، وحضرته وفود كبيرة من الأدباء العرب، ودارت فيه مناقشات مهمة حول العديد من القضايا الساخنة، وكان للشاعر محمد مهدي الجواهري الصوت الأرفع في تلك المناقشات التي ضمَّتها مطبوعات ذلك المؤتمر، ولم تكن رابطة الأدباء في ذلك الحين قد أُنشئت.

***

• فرابطة أدباء الكويت الحالية قامت وتأسست بجهود الغالبية العظمى من الكُتاب والأدباء والشعراء، وكانوا يتناوبون على إدارتها وفق قانون جمعيات النفع العام بانتخابات غالباً ما تكون توافقية تتم فيما بينهم جميعاً، لتحمُّل مسؤولية أعباء إدارتها.

***

• ولكن بعد اجتياح عواصف لعبة الدمقرطة في انتخابات جمعيات النفع العام، وهبوب رياح القبلية والطائفية فيها، ونتيجة لاشتعال صراعاتها أصاب – للأسف – "طشاش" دمقرطة هذه المعارك رابطة وقورة وذات خصوصية حضارية ولها حضورها المميز عبر المحافل الأدبية والفكرية والثقافية في الوطن العربي والعالم.

• فقانون الرابطة يتيح مجال العضوية فيها لكل مَن لهم نشاط في مجال الكتابة، مما أتاح للكثيرين أن يرشحوا أنفسهم لرئاستها، وكانت الأمور تسير على ما يرام وفق اجتهاداتهم التي وفِّق الكثيرون منهم فيها.

***

• لكن لعنة لعبة دمقرطة جمعيات النفع العام ذات الصراعات القبلية والاحتفاظ بالمراكز المهمة في الجمعيات لأكبر فترة ممكنة قد اختارت المكان الخطأ لتلعب لعبتها!

لأن مَن يرأس الرابطة حالياً فتح المجال على مصراعيه للعضوية لأناس يمتون إليه بصلة الموالاة، لكي يضمن الأصوات الأكثر في الانتخابات، ليبقى مدة أطول في رئاسة الرابطة، أو يرثها مَن ترشحهم القبيلة!

• مما دفع أعضاء اللجنة الإدارية المشاركة معه في مجلس إدارة الرابطة إلى تقديم اعتراضاتهم واحتجاجاتهم على هذا السلوك، لكن رئيس الرابطة لم يعرهم اهتماماً، فما كان منهم إلا أن قدَّموا استقالاتهم، فخسرت الرابطة كاتبة نشطة كالإعلامية أمل عبدالله، وخسرت كذلك رئيس العلاقات العامة الكاتب والمؤلف د. محمد حمد البغيلي.

***

• أي نعم من حق الذين لهم نشاط في مجال الكتابة الانضمام لعضوية الرابطة، لكن لابد من خضوع ذلك لمعايير النقد بـ"الكم" و"الكيف".

• فأنا على سبيل المثال: عاصرت الرابطة منذ نشأتها، ومرتبط بعلاقات حميمية مع جميع مؤسسيها، وأعمل في حقل الكتابة منذ نصف قرن، ولي العديد من المؤلفات، لكنني حتى هذه الساعة لم أجرؤ على طلب الانضمام لرابطة الأدباء، لشعوري بأن تلك مسؤولية قد أكون غير جدير بشرف القيام بها.

back to top