Game of Thrones

نشر في 31-08-2018
آخر تحديث 31-08-2018 | 00:04
 فواز يعقوب الكندري أبدع «جورج مارتن» في تأليف قصّة لعبة العروش الملحميّة الخياليّة، صوّر أنّ هناك قارّتين من الخيال أطلق عليهما «ويستروس» و»إيسوس»، ويقابل ذلك صراع العوائل السّبع للاستيلاء على «العرش الحديدي»، وعدم اكتراث هؤلاء بما يحصل في الجانب الآخر من حروب أهليّة واستخدام الدين وغياب العدالة وانعدام الولاء، فالمتابع لهذا العمل المثير يدرك تماماً سعة أفق المؤلف في تصويره العبقري لحياكة المؤامرات.

هذه القصّة الخياليّة المجنونة جعلتني أصنع مشهداً خيالياً آخراً يمتدّ من «نيوجيرسي» حيث ميلاد المؤلف هناك إلى منطقة الرّميثية حيث ميلادي، أغمضت عيني ورأيت على جدار جفوني الباشا المؤلف «جورج» يحمل حقائبه قادماً للكويت، فأرحّب به قائلاً: حللت أهلاً، ووطئت سهلاً أيّها الفذ، أنت الآن يا صديقي العجوز في دولة الكويت، حيث المكان الذي ترجم خيال عملك إلى واقع مع اختلاف بعض المصطلحات ولا تحزن إن أفسدنا جزءًا من خيالك الذي تظنّ أنّنا لن نصل إليه.

أخذت بيده إلى قمّة برج التّحرير، جلسنا في مقهى يطلّ على المدينة، جاء النّادل إلينا بقائمة المشروبات، تصفّحها السّيد جورج يميناً ويساراً ورفع عينه نحوي قائلاً: لا أجد في القائمة «الهينيكن»، فابتسمت شارحاً له سبب منعه حيث إنّه حرام، لكنّك إن كنت مصراً على أن تشرب شيئاً ممنوعاً، فهناك «كوكافساد» و»كوكتيل مناقصات» و»عوار قلب»، و... إلخ. فاختار «قارورة ربا» وبدأ يتأمّل من النّافذة.

فاجأني حين سألني عن قصّة «الإسطبل» فلم أجد له جواباً كافياً، وزاد من دهشتي بأفق خياله الواسع حين سألني عن خروج الوزير محمد عبدالله المبارك من الحكومة، وعن قضيّة تزوير الشهادات التي نُثرت أوراقها للسّاحة ولُملمت، وكان يتصفّح إحدى الصّحف وهو يسألني عن موضوع اندماج البنكين الذي أجهله، فشاهد حينها المانشيت الذي يتحدّث عن أغذية فاسدة، فأغلق الصحيفة وأكمل شرابه وابتسم.

قال صديقي «جورج» حينها: كيف تملكون عقولاً تصنع كل هذه المشاكل وتثيرها في شهر واحد؟! فأغلق دهشتي به قائلاً: عليكم أن تتمسكّوا بكلمات (لطفي بوشناق) وهو يترنّم بصوته الجميل مغنياً: «خذو المناصب، والمكاسب، بس خلّولي الوطن».

back to top