آمال : والسلام عليكم…

نشر في 26-08-2018
آخر تحديث 26-08-2018 | 00:18
 محمد الوشيحي هذا وما زال الكويتيون يتذمرون: "حقائب السفر تصل متأخرة أكثر من ساعتين وأحياناً ثلاثاً"، "انتظار حقائب السفر يستغرق وقتاً أطول من الرحلة ذاتها". وكأن مسؤولي الطيران المدني يعنيهم رضى المواطنين وسخطهم، وكأن المواطنين هم من اختار المسؤولين بناء على برامج ووعود، وكأن صيحات المواطنين ترن في آذان المسؤولين، كما يرن جرس الهاتف القادم من الأعلى!

يا سيدات ويا سادة، احمدوا ربكم بكرة وأصيلاً أن المطار ما زال يحوي "سير حقائب"، وأنه ما زالت هناك عمالة آسيوية تقوم بإنزال حقائبكم من الطائرة وتنقلها إلى السير المتحرك، وأن المطار يضم شاشات تعرض أرقام الرحلات، ويحوي دورات مياه، وكاونترات، وأرضيات وأسقفاً، ووو…

احمدوا ربكم، ولا تبطروا النعمة، فلا شيء لكم عندهم، ولا جميل لكم عليهم، ولا فضل. وما يفعلونه تجاهكم ما هو إلا تكرم منهم عليكم، وإلا فلا سلطة لكم عليهم، ولا أنتم الذين منحتموهم الكراسي، ولا أنتم تستطيعون خلعهم من كراسيهم.

ستقولون: "نحاسب الوزير عبر نوابنا"، وسيضحك الناس عليكم ضحكاً مبيناً، فلا محاسبة بقيت ولا عقاب إلا حساب ضمير المسؤول نفسه وعقاب وجدانه.

وأخشى إن ازداد تذمركم أن يلغوا رحلات المواطنين، ويقتصر دور المطار الدولي على رحلات المسؤولين وأقربائهم وأصدقائهم وأتباعهم، فلا تبطروا، وارضوا بالقليل، كي لا تخسروا كل شيء. والسلام عليكم أيها المسؤولون.

back to top