المخرج اللبناني جان شمعون في ذكرى وفاته الأولى

• عرض «أرض النساء» ونقاش حول تجربة أسيرات محررات

نشر في 21-08-2018
آخر تحديث 21-08-2018 | 00:00
جان شمعون خلال تصوير أحد الأفلام في السبعينيات
جان شمعون خلال تصوير أحد الأفلام في السبعينيات
في الذكرى الأولى لوفاة المخرج اللبناني جان شمعون، نظمت اللجنة الثقافية والفنية في «الحزب الشيوعي اللبناني»، لقاء عرض خلاله فيلم «أرض النساء» (2004)، الذي يتمحور حول عرض لتجارب ثلاث نساء: الشاعرة الفلسطينية الراحلة فدوى طوقان وتجربتها في سجن أسرتها، وسميحة خليل التي قاومت طوال حياتها دفاعاً عن العدالة والسلام، والأسيرة المحررة كفاح عفيفي.
يتناول فيلم «أرض النساء» في شقه الأوسع حياة الأسيرة المحررة كفاح عفيفي منذ كانت في الثانية عشرة من العمر، عندما شاهدت مجزرة صبرا وشاتيلا بلبنان في المخيم الذي تسكنه، وفقدت الأقارب والجيران، وعندما قاربت الثامنة عشرة من عمرها، اعتقلها جنود الاحتلال في منطقة كفركلا أثناء محاولتها تنفيذ عملية عام 1988، وبقيت في الأسر في معتقل الخيام لغاية عام 1995. وبعد تحريرها تزوجت من الأسير المحرر محمد رمضان، وأنجبا أربعة أولاد، وأطلقت كفاح على ابنتها البكر اسم سهى تيمناً باسم رفيقتها في الأسر سهى بشارة.

كذلك يركز الفيلم على مقابلات قصيرة مع الأسيرتين المحررتين سهى بشارة وسكنة بزي، والمصور الصحافي الياباني أوري غاوا، الذي كان في طليعة من دخلوا مخيم شاتيلا يوم وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 على أيدي الجيش الإسرائيلي.

نقاش

بعد عرض الفيلم، في لقاء بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة المخرج اللبناني جان شمعون، دار حوار بين الحضور وعفيفي، التي عادت بالذاكرة إلى أيام المعتقل التي دامت سبع سنوات، والتعذيب الذي ذاقته، مؤكدة أنه لا يوصف، لكن إرادتها كانت أقوى على التحمل والصبر لقهر إرادة سجانها. كذلك استذكرت شجرة التين التي كانت تلمحها من خلف قضبان غرفة المعتقل وكانت ترى فيها طفلاً ينمو.

وتحدثت أيضاً عن دورات محو الأمية في المعتقل، ولوفة الحمام التي كانت تستخدم لمحو الأحرف، والألفة التي سادت العلاقة بين الأسيرات ومساعدة بعضهن بعضاً.

ووجهت تحية ملؤها العاطفة إلى جان شمعون، ووصفته بأنه «كان إنساناً قبل أن يكون فناناً، وكان أباً وأخاً وصديقاً ومتواضعاً ومثقفاً وشجاعاً وكريماً»، موضحة أن أهمية الفيلم تكمن في أنه جسد حياة أسيرات في معتقل الخيام، الذي أسمته «معتقل الموت»، مشيرة إلى محاولة إسرائيل تدميره في عدوانها على لبنان في تموز 2006.

كذلك تحدثت عن محاولة غاوا تأمين محامية لها عندما علم أنها دخلت المعتقل، ثم بعد خروجها منه عمل على تسجيلها في دورة تعليم لغات، وتأمين عمل لها في «بيت أطفال الصمود». وختمت موجهة تحية إليه وإلى أمثاله من الشرفاء.  

يُذكر أن «أرض النساء» عرض في 9 مارس 2006 في قاعة كمال ناصر في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، ضمن فعاليات مهرجان «نساء رائدات»، الذي نظمه مسرح وسينماتيك القصبة، بالتعاون مع دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية في الجامعة.

الحرب ومآسٍ وقضايا

أخرج جان شمعون أفلاماً وثائقية تمحورت في معظمها حول القضايا التي عصفت بلبنان ابتداء من سبعينيات القرن الماضي من بينها: «تل الزعتر» (1976): يعكس الفرد الفلسطيني في صورته الإنسانية المحضة، داخل مخيّمات تتحوّل إلى صورة مختزلة لبلدٍ مفقودٍ.

• «تحت الأنقاض» (1983): يتناول مرحلة حصار بيروت والاجتياح الإسرائيلي، وحكايات قرى الجنوب في مواجهة الهمجيّة الإسرائيليّة.

• «زهرة القندول» (1985): يصوّر نضال المرأة في الجنوب، وتحملها أكبر عبء في الصمود والمقاومة.‏

• «بيروت - جيل الحرب» (1989): يرصد جانباً من الحرب اللبنانية وهمجيتها وصمود الشعب اللبناني وتلاحمه.

• «أحلام معلقة» (1992): عمل ميداني حقيقي تتقاطع فيه صور قصف المخيمات الفلسطينية والضاحية الجنوبية، وحكايات قرى الجنوب في مواجهة الهمجيّة الإسرائيليّة...

• «رهينة الانتظار» (1994): يتمحور حول طبيبة نسائية تعود من باريس لتستقر في الجنوب مع الصامدين ضد الاحتلال، ولمعاينة الواقع كما هو.

• «طيف المدينة» (2000): أول فيلم روائي لجان شمعون، يتناول قصة شاب يضطر إلى حمل السلاح خلال الحرب اللبنانية بعدما خطف مقاتلون والده.

back to top