الصداع النصفي أكثر شيوعاً بين النساء؟

نشر في 20-08-2018
آخر تحديث 20-08-2018 | 00:00
No Image Caption
الصداع النصفي ليس صداعاً عادياً. يشكّل حالة شديدة الألم تترافق غالباً مع الغثيان، واضطرابات في الرؤية، وحساسية مفرطة تجاه الروائح، والأضواء، والأصوات. قد تكون هذه النوبات موهنة وتعوق إلى حد كبير الحياة اليومية. ويُعتبر الصداع النصفي أكثر انتشاراً بين النساء مقارنةً بالرجال، ويتساءل الباحثون عن السبب.
يعتقد العلماء في جامعة ميغيل هيرناندير الإسبانية أن الجواب عما يجعل الصداع النصفي أكثر انتشاراً بين النساء يكمن في نشاط الهرمونات الجنسية.

يذكر البروفسور أنتونيو فيرير-مونتييل: «نلاحظ اختلافات مهمة بين الذكور والإناث في نماذجنا الاختبارية للصداع النصفي. ونسعى إلى فهم الروابط الجزيئية المسؤولة عن هذه الاختلافات».

يضيف: «صحيح أن هذه عملية معقدة، إلا أننا نعتقد أن تحوير الهرمونات الجنسية الجهازَ الوعائي الثلاثي التوائم يؤدي دوراً لم يُدرس بالشكل الوافي».

يتألف الجهاز الوعائي الثلاثي التوائم من خلايا عصبية تتوافر في عصب قحفي يُدعى العصب الوعائي الثلاثي التوائم. ويشير الباحثون إلى أن هذا الجهاز يؤدي دوراً في آليات الصداع النصفي.

في الدراسة الجديدة، يعتقد البروفسور مونتييل وفريقه أن نشاط هرمونات جنسية محددة يتفاعل مع الجهاز الثلاثي التوائم بطريقة تجعل خلاياه العصبية أكثر حساسية تجاه محفزات نوبات الصداع النصفي.

نُشرت هذه الاكتشافات في عدد من مجلة Frontiers in Molecular Biosciences ركّز خصوصاً على أهمية استهداف البروتينات في أغشية الخلايا كمقاربة علاجية فاعلة في الطب.

في المستقبل، يأمل مونتييل وزملاؤه بأن تقود اكتشافاتهم إلى مقاربة أفضل لإدارة الصداع النصفي تتلاءم أكثر مع حاجات المريض الفردية.

هل يحمل الإستروجين الجواب؟

راجع الباحثون دراسات تناولت الهرمونات الجنسية، ما يعزِّز الحساسية تجاه الصداع النصفي، وكيفية تفاعل الأعصاب مع محفزات نوبات هذا الصداع. سعى الفريق إلى فهم كيف يمكن لهرمونات جنسية محددة أن تسهّل ظهور نوبات الصداع النصفي.

اكتشف الباحثون بسرعة أن هرمونات جنسية محددة، مثل التيستوستيرون، تؤدي على ما يبدو دوراً حمائياً. لكن هرمونات أخرى، مثل البرولاكتين، تعزِّز على الأرجح حدة الصداع النصفي، وفق العلماء.

يشير الباحثون إلى أن هذه الهرمونات إما تزيد حساسية الخلايا تجاه محفزات الصداع النصفي أو تفقدها حساسيتها، وذلك بالتفاعل مع قنوات الخلايا الأيونية. تشكّل هذه القنوات نوعاً من بروتينات الأغشية يسمح للأيونات (جسيمات مشحونة) بالعبور والتأثير في حساسية الخلايا تجاه محفزات شتى.

أولاً، لاحظ الفريق أن الإستروجين ارتبط بانتشار أكبر للصداع النصفي بين مَن يكن في مرحلة الحيض. علاوة على ذلك، اكتشفوا أن أنواعاً معينة من الصداع النصفي ارتبطت بتبدلات في معدلات الهرمونات خلال الفترة المحيطة بالحيض.

تبين لمونتييل وزملائه خصوصاً أن التبدلات في معدلات الإستروجين تعني أن خلايا العصب الثلاثي التوائم قد تصبح أكثر حساسية تجاه المحفزات الخارجية، ما يؤدي بدوره إلى نوبة صداع نصفي.

لكن الباحثين نبهوا في الوقت عينه إلى ضرورة ألا يتوصل أحد إلى خلاصات بالاستناد إلى الأدلة التي جُمعت حتى اليوم. فهذه دراسة أولية، وثمة حاجة إلى كم أكبر من الأبحاث بغية تحديد بدقة الأدوار التي تؤديها الهرمونات في ظهور الصداع النصفي والوقاية منه.

بالإضافة إلى ذلك، ركزت الدراسة الجديدة على اكتشافات من أبحاث أُجريت في المختبر أو على نماذج حيوانية. لذلك يوصي مونتييل وزملاؤه بأهمية إجراء دراسات طولية تضمّ مشاركين بشراً في المستقبل.

ولكن إذا ثُبتت اكتشافاتهم ورُسخت، يعتقد العلماء أنها قد تؤدي إلى إستراتيجيات محسّنة لإدارة الصداع النصفي.

يختم مونتييل: «إذا نجحنا، نكون أسهمنا في تطوير طب أفضل لعلاج الصداع النصفي يتلاءم أكثر مع حاجات كل مريض».

back to top