ناجي أسطا: لكل أغنية توقيتها والتجديد مخاطرة جميلة

نشر في 19-08-2018
آخر تحديث 19-08-2018 | 00:04
ناجي أسطا
ناجي أسطا
بعد النجاح الذي حققه دويتو «رح ترجعي» أطلق الفنان اللبناني ناجي أسطا أغنيته الجديدة «الكلمة كلمتِك» فحازت صدى إيجابياً وهي تختلف قالباً وروحاً عن أغانيه الأخيرة السابقة «قالو قدرت» و«ما في أمل» و«رح ترجعي»، وجاء إصدارها تزامناً مع إحيائه حفلات في المهرجانات اللبنانية. عن أعماله الجديدة وجولاته تحدث إلى «الجريدة». وفيما يلي التفاصيل:
مبارك إطلاق أغنية «الكلمة كلمتِك»، كيف تلقّف الجمهور عملك الجديد؟

الأصداء جيّدة، إنها المرة الأولى التي أطرح فيها أغنية صوتاً وصورة في آن. الأغنية كتابة حياة أسبر التي أتعاون معها للمرة الأولى، وألحان صديقي فضل سليمان، وتوزيع عمر صبّاغ. وبعدما صوّرت غالبية أعمالي مع المخرج الصديق فادي حدّاد رغبت في التعاون هذه المرة مع مخرج جديد فاخترت هيفا فقيه.

بعدما قدّمت أغنية كلاسيكية رومانسية هي «رح ترجعي»، تتميز «الكلمة كلمتك» بجوها الفرح الراقص، هل تعتمد استراتيجية معينة في اختيار أعمالك؟

أتبع سياسة التوقيت المناسب لكل لون غنائي، لأن الاختيار العشوائي يضرّ الأغنية. صراحة، تأخّرت في إطلاقها حتى الآن، بسبب حلول شهر رمضان الفضيل ثم مونديال كرة القدم مع انطلاق موسم الصيف، من ثم كان الجمهور مشغولاً بأمور أخرى غير الفنّ. بحكم وجودنا اليومي معاً فضل سليمان وأنا، تشاورنا بضرورة إصدار أغنية شعبية لبنانية مناسبة لأجواء الصيف والمهرجانات سواء من ناحية اللحن أو الكليب، خصوصاً بعدما قدّمت أغاني كلاسيكية، فكانت «الكلمة كلمتك».

كليبات

فترة وجيزة تفصل بين كليبي «الكلمة كلمتك» و»ما في أمل»، ألم تخش التضارب بينهما؟

فيديو «ما في أمل» لا يندرج تحت إطار ما يسمّى «كليب غنائي»، لأنه جسّد يومياتنا في شوارع أوروبا أثناء جولاتنا الغنائية هناك. نسّقنا المشاهد العفوية مع الأغنية وعرضناها في فيديو.

نلاحظ أيضاً تزامناً في التوقيت بين «قالو قدرت» و»ما في أمل».

صراحة، احترت بين الاثنتين، فقررّت إصدارهما معاً. ثم بعد خمسة أشهر أطلقت دويتو «رح ترجعي» مع الملحن صلاح كردي، وبعد ستة أشهر أطلقت «الكلمة كلمتِك».

ألوان غنائية

أفسحت قدراتك الصوتية أمامك غناء ألوان عدّة، أي منها يعبّر عن شخصيتك أكثر؟

أحبّ الأغاني الكلاسيكية الرومانسية المشابهة لـ«رح ترجعي» التي تؤثر فيّ جداً، علماً بأنني حققت نجاحاً كبيراً عبر الأغاني الشعبية اللبنانية مثل «عم تعمللي بالأعصاب» و «كبراني براسا» و«كذابة انتي».

هل تفرض لوناً معيّناً على الشاعر والملحّن أم تتلقى ما يُعرض عليك؟

أسمع كل ما يُعرض عليّ، فأختار ما يعجبني لإصداره في التوقيت المناسب طبعاً، لذا لديّ مجموعة من الأغاني الجاهزة. أشكر الله على خياراتي الموفّقة في مختلف الألوان الغنائية.

أعمالك المصوّرة منوّعة أيضاً، هل يجد الفنان صعوبة في التنويع لضمان الاستمرارية والتقدّم أكثر؟

عندما يحبّ الجمهور الفنان بلون غنائي معيّن وينجح فيه، يجد أن اختيار لون مختلف بمثابة المخاطرة في جماهيريته واستمراريته. إنما شخصياً، أحبّ التجديد وعدم التكرار في الأعمال رغم تلك المخاطرة.

أهمية التسويق

هل يؤدي التسويق دوراً في هذا الإطار؟

في ظل كثرة الأعمال الفنيّة والأخبار المتناقلة بوفرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من الطبيعي أن يحتاج أي عمل بغض النظر عن جماليته إلى التسويق ليصل إلى الجمهور، وهذا أمر أعتمده إذ أسعى قبل إطلاق العمل أو خلاله أو بعده إلى تسويقه بطريقة لافتة للترويج له.

هل تعتقد أن الذوق العام العربي عموماً واللبناني خصوصاً يتجّه نحو لون غنائي معيّن؟

نلاحظ لشهر أو اثنين موجة عابرة للون غنائي معيّن، لكنها لا تؤثر في الذوق العام العربي عموماً، والدليل إلى ذلك تفاعل الجمهور مع الفنانين الذين يقدّمون أعمالاً جميلة في المهرجانات المهمة. في النهاية، تخضع الأغاني لغربال فيبقى منها الأجمل والأرقى.

مهرجانات

أحييت حفلات في لبنان وخارجه، كيف ترى أصداءها؟

تطغى المهرجانات هذا العام على صيف لبنان لأن القرى والمدن تتنافس على تقديم أفضل ما لديها، ما يشجّعنا كفنانين من جهة، ويفعلّ السياحة في لبنان من جهة أخرى، إذ أصبحنا مقصداً للدول المجاورة لحضور الفنانين اللبنانيين المفضّلين. أولي أهمية للمهرجانات وأحييت عدداً كبيراً منها وعدداً من الأعراس، والأصداء رائعة.

كيف تصف اللقاء مع الجمهور في جولاتك العربية؟

لكل جمهور نمطه الغنائي المفضّل إنما تبقى أعمالي غير اللبنانية محدودة. كفنان لبناني يجب أن أقدّم ما يعبّر عن بيئتي. بعدما مرّت الأغنية اللبنانية بفترة ركود نلاحظ في السنوات العشر الأخيرة أنها تحتل المراتب الأولى في العالم العربي، لذا يجب أن أغني اللهجة التي أتقنها أكثر والفنّ الذي يشبهني. من هنا التزامي بالأغنية اللبنانية. على رغم أنني أملك القدرة على غناء لهجات عربية عدّة ولا شيء يحول دون تقديمي لاحقاً المصري والخليجي.

في أي مناطق سورية أحييت حفلات هذا الصيف؟

أحييت حفلات في طرطوس وحلب والشام واللاذقية. بعدما أصبحت الأزمة السورية على شفير النهاية، من الطبيعي أن يشتاق الشعب هناك لعيش أجواء الفرح والمهرجانات خصوصاً أنه يشبه شعبنا من ناحية العادات والتقاليد والفنّ. لذا نجد الإقبال الجماهيري جميلاً والأجواء رائعة.

هل من جولات عربية وأوروبية مرتقبة؟

ترتكز حفلاتي على المهرجانات اللبنانية هذا الصيف لكنني أحييت حفلة في عمّان الأسبوع الماضي. وأقوم خلال شهر أكتوبر المقبل بجولة أوروبية ثانية على أن أتجه بعد رأس السنة إلى أستراليا.

قلق ودويتو

حققت أغنية «رح ترجعي» نجاحاً لافتاً، هل تشعر بعد هكذا نجاحات بقلق إزاء ما ستقدّم من جديد؟

من الطبيعي أن أشعر بالقلق، لأنه غالباً ما تحصل مقارنة بين العملين في الانتشار والنجاح فيُظلم العمل اللاحق لعمل ناجح جداً. عانيت مشكلة المقارنة بعد نجاح «رح تعمللي بالأعصاب» و«كبرانة براسا» و«مش طبيعي»، لذا اخترت «الكلمة كلمتك» وهي مغايرة جداً عن «رح ترجعي».

لم يكن مخططاً تقديم ديو «رح ترجعي».

في أثناء تسجيلها في الأستوديو طلبت إلى الملحن صلاح كردي أداء جملتين بصوته فيها، وهكذا من دون تخطيط أو سابق تصوّر لطريقة تقسيم الجمل الموسيقية، غنّى كل منّا على ذوقه، فانعكست هذه العفوية نجاحاً كبيراً للأغنية.

هل ترغب في دويتو غنائي مع فنان معيّن؟

لا يحتاج الدويتو الغنائي إلى تخطيط مسبق لأنه يعتمد على تناغم الأصوات وشخصية الفنانيْن. كذلك يحتاج إلى عوامل عدّة لنجاحه، والأهم في رأيي عدم محاولة عرض العضلات فيه والتنافس في الظهور، لأن ذلك سيؤدي إلى فشله حتماً مثلما حصل في أعمال عربية عدّة فيما حققت أعمال أخرى طبعاً نجاحاً كبيراً.

هل ترى أن ثمة تكاملا فنياً بينك وبين أحد الشعراء والملحنين؟

ارتبط اسمي مع الملحن هشام بولس والشاعر منير بو عساف والمخرج فادي حدّاد لأننا قدّمنا أعمالاً عدّة ناجحة معاً، فهم يعرفون ما أريد، وأنا في المقابل أثق فيهم. إنما ذلك لا يحول دون تعاوني مع آخرين، فبعد نجاحات متكرّرة معاً، تعاونت في أغنية «مش طبيعي» مع سليم عسّاف فحققنا «هيت» ناجحاً وجميلاً، كذلك حصل مع صلاح كردي في «رح ترجعي». أتمنى أن يتحقق النجاح أيضاً مع فضل سليمان، خصوصاً أن لدينا أعمالاً جاهزة لطرحها في موسم الشتاء. في رأيي، يجب أن تجمع الفنان والشاعر والملحّن علاقة محبّة وألفة، ما ينعكس نكهة مميزّة في العمل ونجاحاً لافتاً.

هل تعتبر أنك ظُلمت في بداية مسيرتك؟

أبداً، بل أرى أن الأمور كافة في حياتي مدبّرة من الله عزّ وجلّ، الذي يعطينا الفرصة في الوقت المناسب. صحيح أنني اكتسبت خبرة معيّنة بأمور عدّة إنما ثمة ما ينقصني لبلوغ مراتب أعلى بعد. عندما يضع إنسان حلماً نصب عينيه، ويسعى إليه بما أوتي من قوّة، سيحققه حتماً بشرط أن يقوم بواجبه بطريقة صحيحة، وإن مرّ أحياناً بمطبّات، فلا بد من أن يوفّقه الله على مجهوده. فالوصول بعد جهد طويل يُفرحنا أكثر ويُشعرنا بلذة نجاح أكبر.

ألبوم وأغنية منفردة

بعدما حاز ألبوم ناجي أسطا الغنائي الأخير عام 2015 المرتبة الأولى عبر موقع I tunes كأفضل نسبة استماع لألبوم لبناني، يتمنّى إصدار ألبوم غنائي متكامل جديد، كما يقول، خصوصاً أن أغاني عدّة جاهزة، «كذلك بلغت مرحلة معينة تستوجب جمع أعمالي المنفردة والجديدة في ألبوم واحد».

وحول الأغاني المنفردة يقول أسطا: «تفسح في المجال إزاء الفنان ليدلل الأغنية في الترويج والدعم بدلاً من توزيع اهتمامه على سبع أغان في ألبوم واحد فيحتار أياً منها يُسوّق ويروّج».

الفنان «يدلّل» أغنيته المنفردة أكثر من الألبوم

عفوية ديو «رح ترجعي» وراء نجاحه
back to top