وصاية «الحرس» تشمل خامنئي وخطاباته

حذْف ندمه على مفاوضة واشنطن ورفْض تضامنه مع روحاني

نشر في 17-08-2018
آخر تحديث 17-08-2018 | 00:04
روحاني مكرماً أسرة طيار قضى بالحرب العراقية - الإيرانية بحضور عدد من قدامى المحاربين في طهران أمس الأول (إرنا)
روحاني مكرماً أسرة طيار قضى بالحرب العراقية - الإيرانية بحضور عدد من قدامى المحاربين في طهران أمس الأول (إرنا)
في خطوة تبرز تصاعد هيمنة "الحرس الثوري" وتزايد انخراطه في وضع قيود ووصاية على إدارة الشؤون السياسية بإيران، علمت "الجريدة" من مصادر في مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، أن اللجنة الإعلامية بمكتبه برئاسة مندوب الحرس اللواء علي أصغر حجازي حذفت مقاطع وأجزاء من كلمة متلفزة، تحدث فيها المرجع الديني ورأس السلطة عن ارتكابه أخطاء استراتيجية تضمنت السماح لدبلوماسييه بالدخول في مفاوضات مع أميركا أفضت إلى الاتفاق النووي 2015، عند نشرها على المواقع الإخبارية الرسمية.

وأضافت المصادر أن حجر مندوب الحرس على حديث خامنئي جاء لأنه لا يجوز التفوه بمثل تلك الكلمات التي تعطي انطباعاً بأن المرشد الأعلى غير معصوم عن الخطأ في قراراته، مثل أي مسؤول في البلاد، وأنه شريك لحكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني في إبرام "الاتفاق"، الذي يرى الجهاز الأمني أنه أدخل البلاد في مشكلة.

وأشارت إلى أن اللجنة اتخذت قرارها بالحذف الذي فوجئ به المراقبون، وتذرعت بضرورة الحفاظ على "هالة القدسية" التي يحيط بها النظام منصب المرشد الأعلى، وتنزيهه عن القرارات الخطأ.

اقرأ أيضا

وذكرت أن اللجنة اعتبرت أن اعتذار المرشد، في ظل الظروف المتوترة التي تشهدها إيران مع تشديد واشنطن، التي انسحبت من الاتفاق وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران، يمكن أن يعطي انطباعاً بأنه شريك في جميع أخطاء الحكومة التي تواجه انتقادات في عدد من الملفات، في مقدمتها تردي الأوضاع المعيشية والبطالة والفساد الإداري، وهو ما قد يضر بموقف الأصوليين و"الحرس" الذين يدعمون الولي الفقيه، ويعتبرون أن قراره هو الفيصل والنهائي والصائب في كل شؤون البلاد، ولا يجوز لأحد أن يشكك في كلامه.

وأكدت أن وصاية اللجنة جاءت بعد اعتراضات متعددة من قادة "الحرس" والشخصيات السياسية الأصولية، الذين اعتبروا أن الكلمات التي وردت على لسان المرشد ترفع الحمل عن "أخطاء روحاني بالنسبة إلى الاتفاق"، في حين أنهم يحاولون تحميل حكومته مسؤولية جميع المشاكل السياسية والاقتصادية للبلاد، التي تتعرض لضغوط كبيرة من إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وأوضحت أن اللجنة أطلعت المرشد على خطوتها، وأكد لها أنه تعمد الإدلاء بتلك العبارات كي يكون نموذجاً لباقي الشخصيات السياسية في البلاد، لتتعلم الاعتراف بالخطأ إذا ارتكبته، وأنه ليس إماماً معصوماً، لكن أمام إصرار اللجنة على الحذف، بسبب الظروف الحرجة للبلاد، تراجع المرشد وتم حذف كلماته.

وعممت اللجنة قراراً على جميع وسائل الإعلام الداخلية بالنص المعدل من حديث خامنئي للنشر على شبكة الإنترنت، وفوجئ كثر بحذف أجزاء من خطاب المرشد الذي ألقاه الاثنين الماضي واستبداله بنص آخر عند نشره.

واستهدف الحذف مقاطع من كلام المرشد، الذي أشار فيه إلى ندمه على إعطاء إذن لروحاني بمفاوضة الولايات المتحدة عام 2015، معتبراً أنه تعرض لضغوط كبيرة من السياسيين الإيرانيين للدخول في تلك المفاوضات مع واشنطن بشكل مباشر، كما تضمن تحدثه عن رسم خطوط حمر للمفاوضات لم تلتزم بها بعض الشخصيات السياسية في البلاد، وهو ما قابله بالسكوت تغليباً لـ"مصلحة البلاد".

وحذفت اللجنة في وقت سابق مقاطع من كلام المرشد خلال لقاءات متعددة، قبل بثها، لكن هذه هي المرة الأولى التي تعدل على كلمته بعد بثها.

back to top