الصرع... اكتشافات جديدة تُغيِّر الأفكار النموذجية عنه

نشر في 17-08-2018
آخر تحديث 17-08-2018 | 00:02
No Image Caption
اكتشف بحث جديد أن نوعين أساسيين من البروتينات الدماغية يرتبطان بالخلل العصبي الذي يتزامن مع الصرع. يقول الباحثون إن هذه النتائج قد تُغيّر الأفكار النموذجية حول هذا الداء، كذلك تُمهّد لظهور علاجات جديدة.
من خلال رصد أنماط النشاط العصبي في الدماغ، تتغيّر العلاجات التي تستهدف الصرع. تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى إصابة 50 مليون شخص بالصرع عالمياً، ما يجعله أحد أكثر الأمراض العصبية شيوعاً في أنحاء العالم.

عند الإصابة بالصرع، تتلقى أجزاء دماغية مستويات مرتفعة وغير طبيعية من الإشارات الكهربائية، ما يؤدي إلى اختلال وظيفتها العصبية الطبيعية، فيما في الحالة الطبيعية يتّكل الدماغ السليم على الإشارات الكهربائية التي تتبادلها الخلايا العصبية.

لذا يمكن تطوير علاجات الصرع من خلال تحسين طريقة فهم الآلية القائمة بين الخلايا العصبية. يبدو أن البحث الجديد يُقرّبنا من تحقيق هذا الهدف.

بدأ علماء الأعصاب، بقيادة الباحثة روشيل هينز من جامعة نيفادا، لاس فيغاس، يحللون طريقة تفاعل البروتينات الدماغية لتنظيم الإشارات الكهربائية المنبثقة من الخلايا العصبية.

تقول هينز إن النتائج التي نشرتها مع فريقها في مجلة «تواصل الطبيعة» قد تُغير الأفكار النموذجية عن الصرع كونها تُحدث ثورة حقيقية على مستوى العوامل التي تتحكم بإطلاق الخلايا العصبية عشوائياً.

كيف يُغيّر بروتينان الموجات الدماغية؟

توضح هينز وزملاؤها في الدراسة الوظائف الدماغية المبنية على الآلية الدينامية القائمة بين الخلايا التحفيزية والخلايا العصبية المُثبِطة. تنظّم هذه الآلية معدلات إطلاق الخلايا العامة وتتحكم بمستوى نشاط الخلايا العصبية موضعياً.

بناءً على هذه الآلية، تؤدي مستقبلات «غابا» من الفئة «أ» دوراً محورياً. تُعتبر عناصر «غابا أ» شكلاً من مستقبلات الناقلات العصبية الكابحة الأساسية في أدمغة الثدييات. تحمل هذه المستقبلات وحدات فرعية متعددة تتراوح بين «ألفا» و{ثيتا».

ذكر بحث سابق أن وحدات «ألفا» الفرعية التي ترتبط بمستقبلات «غابا أ» تشارك في استهداف المستقبلات الدماغية بطريقة انتقائية عند الإصابة بالصرع. لكن لم تتضح حينها الآليات الكامنة وراء هذه العملية.

حصرت هينز وأعضاء فريقها في الدراسة الجديدة المستقبلات القائمة وركزوا على بروتينَين أساسيين: وحدة «ألفا 2» الفرعية (من فئة «غابا أ») والكوليبيستين.

حين كبحوا التواصل بين هذين البروتينَين لدى الفئران، كشفت اختبارات تخطيط الدماغ الكهربائي أن الموجات الدماغية لدى القوارض كانت غير منتظمة وخارجة عن السيطرة ورصدت أنماطاً مشابهة لتلك التي يسجّلها البشر المصابون بالصرع والقلق.

نتائج ثورية وأدوية جديدة

تكلمت هينز عن النتائج الحديثة قائلة: «ربما تُغيّر هذه الاكتشافات الأفكار النموذجية السائدة. في السابق، كنا نتساءل عن طريقة تطابق تلك العوامل وكنا نظن أن ثلاثة بروتينات أو أكثر تتفاعل في ما بينها. لكن يكشف بحثنا وجود تفاعل خاص جداً بين بروتينَين محددَين وسيؤثر هذا الاستنتاج في قدرة علماء الأعصاب على تنظيم هذه المنطقة الدماغية».

من خلال تنظيم هذه «الوحدة» البروتينية الدماغية التي تتحكم بالإشارات الخلوية، قد تتحسن العلاجات الرامية إلى وقف نوبات الصرع أو الوقاية منها.

تابعت هينز قائلة: «إذا تحسّنت طريقة فهمنا نشاط الأنماط الدماغية، نتمكن من فهم الاختلالات الحاصلة عند الإصابة باضطرابات مثل الصرع وفقدان السيطرة على النشاط الدماغي. وإذا فهمنا العوامل التي تتحكم بذلك النشاط، قد نتمكن من تطوير الاستراتيجيات العلاجية وتحسين نوعية حياة المصابين بنوبات الصرع أو حتى أنواع أخرى من المشاكل مثل القلق أو اضطرابات النوم».

شارك ستيفن موس في الإشراف على الدراسة، وهو أستاذ في علم الأعصاب في جامعة «تافتس» في «ميدفورد»، ماساتشوستس. بحسب رأي موس، يُفترض أن تحث هذه النتائج الباحثين على ابتكار أدوية جديدة لاستهداف مستقبلات «غابا أ» من فئة «ألفا 2».

back to top