العلاقات الأميركية - التركية إلى اللاعودة وضغوط روسية لنقل أنقرة لمعسكرها

أضرار شديدة تحتاج سنوات لإصلاحها... وعدواها تشمل 3 قارات

نشر في 15-08-2018
آخر تحديث 15-08-2018 | 00:10
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمرهما الصحفي بعد اجتماعهما في مؤتمر السفراء العاشر في أنقرة
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمرهما الصحفي بعد اجتماعهما في مؤتمر السفراء العاشر في أنقرة
«تدهور العلاقات الأميركية - التركية قد يكون دخل مرحلة اللاعودة، أو على الأقل مرحلة التوتر الشديد، مصحوباً بأضرار شديدة قد تحتاج إلى سنوات لإصلاحها»، هذا ما عبرت عنه أجواء «الكابيتول» بواشنطن، حيث ينخرط المزيد من أعضاء الكونغرس بمجلسي الشيوخ والنواب في مناقشة الأزمة مع تركيا.

ولا تخفي أوساط الكونغرس استياءها الشديد من المآل الذي وصلت إليه العلاقة مع أنقرة، وخصوصاً أن الكثير من مؤيدي الرئيس دونالد ترامب يسعون إلى الاستفادة القصوى من سياساته الخارجية، لتقوية علاقاتهم مع قاعدته الشعبية، التي تتعامل مع «تغريداته» كنصر يدعم أفكارها وطموحاتها، مع اقتراب موعد انتخابات التجديد في نوفمبر المقبل.

وبينما أكدت وزارة الخارجية الأميركية صعوبة إعادة تسوية العلاقة مع حكومة رجب طيب إردوغان، ما لم تُحل قضية القس الأميركي أندرو برونسون، شدد أعضاء الكونغرس من الحزبين على حسم قضية صفقة الصواريخ «إس 400» مع روسيا، وعدم تسليم طائرات «إف 35»، وضمان العلاقة مع أكراد شمال سورية، ووقف اللغة التحريضية المستخدمة ضد الولايات المتحدة.

ولا يخفي أعضاء الكونغرس، أو عدد كبير منهم، استياءه من إردوغان، وأسهمه المتدنية منذ حادثة اعتداء حرسه الخاص على متظاهرين معارضين له في واشنطن، قبل أكثر من عام ونصف العام.

وبينما يتوقع البعض أن يعمد ترامب إلى إطلاق «تغريدات» جديدة ضد تركيا، أعربت تحليلات اقتصادية ومالية نشرت في العديد من كبريات الصحف الأميركية عن قلقها من احتمال استمرار انهيار العملة التركية، في ظل ترجيحات تنقل عدواها إلى اقتصادات ناشئة أخرى، في قارات آسيا وأميركا اللاتينية وإفريقيا.

وكررت أوساط سياسية توقعاتها بأن تنحدر علاقات واشنطن بأنقرة إلى درك جديد، يساويها بالعلاقة مع طهران، في ظل تهديدات الرئيس التركي بالتفتيش عن علاقات وتحالفات واتفاقات جديدة بعيداً عن واشنطن.

ورغم استبعاد العديد من الخبراء والمحللين وصول الأمور إلى هذا الحد، تتجه الأنظار إلى ما قد يصدر عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، حيث ينخرط عسكريون من البلدين في حوارات وعمليات تنسيق ميدانية شمال سورية، فضلاً عن العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وتوقعت أوساط أميركية أن تؤدي العملية العسكرية، التي أطلقتها عملياً قوات النظام السوري في محافظة إدلب، إلى مشكلات إضافية مع القوات التركية المنتشرة في مناطق خفض التصعيد بالمنطقة. وتعتقد تلك الأوساط أن دمشق وموسكو ستحاولان استغلال الضغوط التي تتعرض لها تركيا في هذه المرحلة لإجبارها على الالتحاق نهائياً بمعسكريهما، أو تقديم تنازلات، في وقت تحجم واشنطن عن دعم أنقرة في تلك المنطقة.

back to top