حمود الشايجي: شخصيات نجيب محفوظ متصوفة

«أديب نوبل كان لديه مشروع إنساني ثقافي تاريخي»

نشر في 14-08-2018
آخر تحديث 14-08-2018 | 00:00
قدّم الكاتب حمود الشايجي محاضرة أدبية في مركز حروف الثقافي تمحورت حول الرؤية الصوفية في أدب نجيب محفوظ.
أقام مركز حروف الثقافي محاضرة بعنوان "الرؤية الصوفية في أدب نجيب محفوظ"، في مكتبة صوفيا بمجمع بروميناد. حضر المحاضرة جمع من الأدباء والمثقفين.

في البداية استهل الكاتب والشاعر حمود الشايجي حديثه عن الكتابة الصوفية، وأنها عرفت بالرمز، والدلالات، وكل كتب وروايات نجيب محفوظ لها دلالات بعضها مباشر وموجود، وبعضها ما بين السطور، والأخرى عميقة، لافتا إلى أنه كتبه تمشي على نفس مسار الكتّاب الصوفيين أمثال ابن عربي.

التسلسل التاريخي

وتحدث الشايجي عن "الثلاثية"، وأن نجيب محفوظ في بداية كتابته لها تساءل عن كيفية كتابة هذا التسلسل التاريخي الكبير في حكاية واحدة، فاستطاع أن يصل إلى مرحلة حكاية "الأجيال"، والتي كتبتها في ثلاثة كتب، لكن الحقيقة أن "الثلاثية" لم تكن ثلاثة كتاب، إنما كتاب وطبعة واحدة، وعند تسليمه "الثلاثية" للناشر، أعطاه الناشر الرد بعد فترة كبيرة، واقترح عليه أن يقسم "الثلاثية" إلى 3 أجزاء، وبالفعل تم ذلك.

أحد الرموز الإنسانية

وعلق الشايجي: "نجيب محفوظ بالنسبة لي هو أحد الرموز الإنسانية التي أقتدي بها، ولا أعتقد أن يوجد كاتب عربي إلى حد الآن يستطيع أن يقوم بما قام به نجيب محفوظ لسبب واحد، وهو أنه استطاع أن يجد ذاته، ويقول هذا أنا، وأنا أقبل وأريد أن أعمل الذي أحبه، وكرس حياته في الكتابة والقراءة، ولم يكن مجرد إنسان يريد أن يكتب، فكان لديه مشروع إنساني، يقدم فيه لدولته والوطن هذا التاريخ وهذا الزخم الثقافي".

وتابع أن الكثيرين اختلفوا على أسلوب كتابة نجيب محفوظ، لافتا إلى أن ذلك الاختلاف هو نقطة من نقاط القوة لدى محفوظ، والبعض يقول إن أسلوبه تقريري، في نفس الوقت البعض قال إن ذلك الأسلوب هو قوته وليست نقطة ضعف.

وذكر أن الذين قالوا إن الأسلوب التقريري نقطة ضعف، لأنهم أرادوا تحسينات في اللغة، بينما الذين قالوا إنها نقطة قوة عللوا السبب بأن محفوظ اهتم بالحدث والدراما، وقال الشايجي: "محفوظ كاتب عظيم، لأنه استطاع أن يخلق مساحة للقارئ داخل نصه".

شخصيات متصوفة

واستكمل الشايجي حديثه بأن شخصيات محفوظ كلها متصوفة، مضيفا: نحن لا نستطيع أن نحدده. وعن تحويل التصوف إلى سلوك يقول: "فكرة التصوف تكمن في كتابات محفوظ في أن الإنسان يعرف ذاته، أيا كانت الذات، حتى لو كانت ذاتا شريرة، ومحفوظ لا يحكم على الشخصية، ولكن يقول لنا هذه الشخصية، هذا إطارها وهذه ذاتها، ولها دور في المجتمع، فهي تحرك جزءا من المجتمع، وممكن لا تعجب قارئ، ولكن تعجب قارئا آخر"، وبيّن أنه في التصوف لا يوجد فعل شرير، ولكن فعل طيب، والفعل بطبيعته يحرك كل شيء من الدينامو، والنتائج ليست آنية، ولكنها موجودة وشاملة ومستمرة.

لكل مرحلة مقاييسها

من ناحية أخرى، بيّن الشايجي أن كل مرحلة من المراحل الزمنية يعالجها محفوظ وحدها، وصنع مجده الخاص، ولا نستطيع أن نقارن بين المرحلة والأخرى، لأن كل مرحلة لها مقياس.

كل مرحلة من المراحل الزمنية يعالجها محفوظ وحدها
back to top