«مو بكيفك»

نشر في 10-08-2018
آخر تحديث 10-08-2018 | 00:04
 فواز يعقوب الكندري علينا أن نستشعر قيمة مقولة "مو بكيفك" في زمن يريد الأسياد أن يكون المجتمع إمّعات، واجتهاد أصحاب الفتاوى بأن يعيش البشر في امتهان، وتوجّه المشاهير الصّارخ في أن يعاملوا النّاس على أنّهم أغنام، فالحياة يا سيدي أقصر من أن تعيشها تافهاً، يستغفلون فيها عقلك، ويوجّهون فكرك، ويستنزفون ثرواتك.

"مو بكيفك" أن أصمت عن حقّي، وأمتهن كرامتي، وأبيع مبادئي، وتُسرق أمام عيني ثرواتي تحت بند: "وإن ركب ظهرك".

"مو بكيفك" أن تحاول أن تجعلني أشعر بأنّ مظهرك صحابيّ، والسّواك الذي بيدك مفتاحٌ للجنّة، وأن اللّحى التي ترتدي وجهك حصانة، فتحرّم الطوّاف حول القبور، وتحلّل الطّواف حول القصور.

"مو بكيفك" أن تبرّر النّهب والاستيلاء الطّاغي على الثّروات بحجّة أنّ الفساد في كلّ العالم وتعانيه كلّ البلدان، فإنّك لن تجبر العاقل على أن يكون حيواناً لأنّ وطنه أشبه بالغابة.

"مو بكيفك" أن توجّهني كل مرّة للمشكلة التي اختلقتها حتّى تغطّي على مصيبة أعظم، فإنّ الله خلق لي عقلاً جعلني أتجاهل موضوع الشهادات المزوّرة التي اعتمدتموها أنتم، وأخرجتموها اليوم من سراديبكم حتى ننسى الظّلم الذي لحق بالشّباب وبعض السياسيين.

"مو بكيفك" أن تفرض عليّ البرلمان الصّوري الذي هندستهموه لمصالحكم وتريدونني أن أشارك فيه، فأكذب على نفسي مبرراً ذلك بأنه واقع يجب أن نعيشه، فإسرائيل واقع، وتل أبيب واقع، ولن يعترف بها الفضلاء لأنّه واقع دنيء.

"مو بكيفچ"، وهذي مهمّة، أن تخرجي على السوشيال ميديا بشفاهٍ لوّنتها (هديّة)، ومجوهراتٍ تبرق على عنقك (هديّة)، وثيابٍ تظهر تفاصيل جسدك (هديّة)، لتقودي تلك الفتاة التي تجلس على سريرها تشاهدك عبر هاتفها الصّغير إلى أن تصرف أموالها وتشتري بضاعة ولي نعمتكِ. عن جد "مووووو بكيفچ". لو أنّك تعيش "مو بكيفك" بتفاصيلها، لشعر هؤلاء البشر الورقيون أنّ نهاية كذبهم اقتربت، وأنّ الوطن لم يعُد يسعهم.

back to top