ماهيّة أدوية مضادات الحساسية

نشر في 10-08-2018
آخر تحديث 10-08-2018 | 00:05
 د. روضة كريز تتوافر أدوية الحساسية بأشكال دوائية متعددة، كالحبوب والشراب والاستنشاق، وقطرات أنفية أو عينية، ودهانات جلدية وحقن! وكثير من هذه الأدوية نراها على أرفف الصيدليات تحت استشارة الصيدلاني، ولا تحتاج إلى وصفة، والبعض الآخر يحتاج إلى وصفة طبية حسب الحالة العلاجية وصعوبتها.

وتعرف هذه الأدوية بمضادات الهيستامين، الذي يطلق كرد فعل للجهاز المناعي تجاه أي مادة تحسسية، كالغبار وحبوب الطلع والتدخين أو رائحة الأصباغ والعطور، كذلك قد يفرز الهيستامين في الدم نتيجة تعرض البشرة للمواد الكيميائية كمواد التنظيف أو الكريمات المهيجة للبشرة أو للعين مثلاً فتؤدي إلى احمرار وحكة ودموع فيها أو ما يُسمى بالأرتيكاريا، وهي من أنواع الحساسية على شكل بقع حمراء ساخنة ومنتفخة قد تصل إلى مرحلة الأنجيوأديما! فيضطر الطبيب إلى وصف نوعين من مضادات الهيستامين لإنقاذ المصاب بأسرع وقت وأقل المضاعفات العلاجية! كما أن الأدوية المضادة للهيستامين قد تعالج حرقة المعدة والشعور بالقيء أو الدوخة أو اضطراب النوم أو السعال المتكرر.

ومن أكثر الأشكال الصيدلانية المتداولة في هذا الوقت من كل عام هي الحبوب والشراب من أدوية الحساسية، وذلك لإيقاف أي فعل تحسسي ناتج عن التعرض للتغيرات الجوية وظروف السفر وغير ذلك، كما أن هذه الأدوية تستعمل لإيقاف الحكة الناتجة مع الطفح الجلدي عند التعرض للمواد الكيميائية أو بعض أنواع الصابون عند الأطفال. أما البخاخ الأنفي فلا ننصح به إلا في الأزمات كاحتقان الجيوب الأنفية نظراً للآثار الجانبية السريعة لهذه البخاخات كالشعور بالمرار والنعاس والتعب، وأحياناً فقدان الطعم، في حين قطرات العين تعالج الحكة واحمرارها وانتفاخها نتيجة الأرتيكاريا أو الأكزيما، وقد تكون بعض القطرات مزيجا من مضادات الهيستامين ومضادات التهاب أو ستيرويدات، التي قد تصرف بعد العمليات الجراحية لسحب المياه البيضاء عند كبار السن أو تركيب عدسات أو ما شابهها.

أما العلاجات الستيرودية (الكورتيزون) فكلها تحتاج إلى وصفة طبيب مختص، حيث يصفها في حالة الالتهابات التحسسية المزمنة للأنف أو الصدر على شكل بخاخ أو استنشاق في حالات الربو التحسسي، وقد تكون كما أسلفت قطرات عينية أو حبوبا، أو كريمات جلدية لتخفيف الأعراض التحسسية الالتهابية معاً، كما في حالة الأكزيما والصدفية، على سبيل المثال. غير أن استخدامها على المدى الطويل يمكن أن يسبب إعتام عدسة العين وهشاشة العظام وضعف العضلات وقرحة المعدة وزيادة نسبة السكر في الدم (الغلوكوز) وتأخر النمو عند الأطفال، ويمكن أيضا أن تضاعف ارتفاع ضغط الدم. ويمكن لبخاخات الربو الستيرودية أن تسبب تهيج الفم والحلق، وينصح بالمضمضة مباشرة بعد استخدام البخاخ، وبما أن بعض أدوية مضادات الحساسية يمكن أن تسبب النعاس والتعب، فإنه لا ينبغي أن تؤخذ عند القيادة أو القيام بأنشطة أخرى يحتمل أن تكون خطرة، ويرجى التأكد من الصيدلاني.

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية

back to top