بعيداً عن القيل والقال

نشر في 07-08-2018
آخر تحديث 07-08-2018 | 00:10
 يوسف عبدالله العنيزي تعيش البلاد في هذه الفترة حياة ديمقراطية وحرية إبداء الرأي والنقاش بصور متميزة، ويظن البعض أن ذلك قد تجاوز السقف، وخرج من إطار حرية الرأي إلى مراحل أخرى نعفّ عن ذكرها، ولكني على يقين بأنها الكويت المتميزة بكل شيء، متميزة بقيادتها، متميزة بنظامها السياسي، متميزة بنظامها الاجتماعي، متميزة بقيادتها لمواكب الخير والإنسانية على مساحة الدنيا فحازت، عن استحقاق وجدارة، هذه المكانة الدولية التي لا ينافسها فيها أحد.

ورغبة في إعطاء القارئ العزيز فرصة لالتقاط الأنفاس والراحة والاستجمام فإنه يسعدني أن أدعوه لمرافقتي في إحدى رحلات العمل الدبلوماسي الذي مارسته على مدى 38 عاماً، ففي أثناء عملي في جمهورية فنزويلا الصديقة في الفترة بين 1996 و2000 تلقيت قراراً وزارياً بتكليفي بتمثيل القيادة السياسية في حفل تنصيب الرئيس المنتخب في جمهورية نيكاراغوا الصديقة.

وبناء على هذا التكليف شددت الرحال إلى مدينة "ماناغوا" عاصمة جمهورية نيكاراغوا، وقد كانت رحلة طويلة لكنها ممتعة عبرنا فيها أميركا الجنوبية إلى أميركا الوسطى مروراً بجبال الأنديز الرائعة، وقد تحولت فوهات البراكين إلى بحيرات تحيط بها الجبال المكسوة بالثلوج، فغدت تلك المناظر لوحات ربانية رسمتها يد الخالق جلّت قدرته، ولا تملك حين تراها إلا أن تهتف من القلب "سبحان الله".

في اليوم الثاني لوصولي إلى مدينة ماناغوا سعدت بحضور ذلك الحفل الرائع لتنصيب الرئيس الجديد، وقد تفضل مدير المراسم في وزارة الخارجية الذي أرتبط معه بصداقة قديمة أثناء عملنا سفراء لبلدينا في الجزائر الشقيقة تفضل بتقديمي لفخامة الرئيس، حيث نقلت لفخامته تهاني القيادة السياسية والشعب الكويتي بمناسبة توليه قيادة هذا البلد الصديق.

قضيت في تلك المدينة الجميلة أسبوعاً حتى حان موعد العودة إلى مقر العمل في مدينة كراكاس، وكان خط الرحلة يمر بمدينة "كانكون" في المكسيك، حيث قضيت بعض الأيام قمت خلالها بزيارة بعض المناطق السياحية، منها تلك السواحل الخلابة وغابات الكورال على سواحل بحر الكاريبي.

ولعل أروع ما أثار فضولي تلك الأهرامات المنتشرة في المكسيك، وأشهرها هرم "كوكو لكان"، وقد تبادر إلى الذهن وأنا أقف أمام ذلك الهرم الرائع تساؤل لم أجد له إجابة: ترى هل هناك علاقة بين هذه الأهرامات في المكسيك بأميركا الوسطى والأهرامات في منطقة الجيزة في مصر العزيزة في قارة إفريقيا؟ وما العلاقة بين الحضارة الفرعونية المصرية وحضارة "المايا" في أميركا الوسطى؟

في اعتقادي وفي محاولة للمقارنة بين أهرامات مصر وأهرامات المكسيك فقد لاحظت أن الأهرامات المصرية أكثر تعقيدا وضخامة مع اتفاق بينها في الغايات والمعتقدات.

وعودة للكويت الغالية والدعاء بأن يحفظ الله هذا الوطن وقيادته وأهله من كل سوء ومكروه.

back to top