آمال : أطفئ الأضواء يا سلطان

نشر في 05-08-2018
آخر تحديث 05-08-2018 | 00:19
 محمد الوشيحي مضت فترة، نسيت فيها ملامح الشائعات، أو الإشاعات كما نسميها بلهجتنا. وأنا الذي كان لا ينام إلا وفي حضنه شائعتان أو ثلاث، يداعبهن ويلعب في خصلات شعرهن، فيتغنجن عليه ويتدلعن.

مضت فترة، أوقفتُ فيها محركاتي عن الدوران، فركدت مياهي، وأعدت دباباتي إلى مرابضها، فهدأ الغبار، وأطفأت الأضواء، ودخلت في نوم عميييق.

لكن ابن العم، الزميل سلطان بن خميّس، حرّك الراكد وأشعل الأضواء القوية وسلطها على وجهي، بمقالته التي نشرتها جريدة سبر الإلكترونية، وتحدث فيها عن الشائعات، المكرور منها والجديد؛ ماذا عن بنايته التي في الجابرية؟ وماذا عن منزله في السرّة؟ وقسيمته في منطقة المنقف الجديدة؟... وغيرها.

آخ يا أبا محمد، كم أحن إلى تلك الأيام، أيام الشائعات التي لا تهدأ. والملايين الأربعة من الدنانير الكويتية التي دخلت في حسابي، ومعها شقة في لندن وسيارة فارهة. واليوم الذي اختلف فيه بعض المغردين، هل حصلت على قسيمة في الجابرية، أم مجرد أرض فضاء فيها؟ وأنا الذي يشعر بدوار البحر إن هو غادر "المنطقة العاشرة"، ويصيبه تنمل في فخذه اليسرى إن قرأ لوحة تشير إلى الجابرية أو اليرموك أو تلك المرابع.

اللذيذ في تلك الشائعات أننا كنا نعرف مطلقيها، أو بعضهم، وهم في الغالب من الساسة المماليك، المدموغين بدمغة واضحة جلية، مكتوب عليها "أملاك خاصة". يطلقون الشائعات تحت عنوان "لستُ وحدي من يُشترى، كلنا مماليك".

على أن بعض الشائعات حلو على القلب، وبعضها يسمّ البدن، وهو ما يتعرض للوالدين خصوصاً.

كانت أياماً يا بن خميّس، لها نكهة من لذة. وكما يحن محمود درويش إلى خبز أمه، أحن إلى شائعات المماليك. ولو كنتُ في مكانك لأكدتها في عقول أولئك البسطاء، وزدت عليها: "هو الآن في رحلة بحرية على يخته، لكنني سأسأله عن أحدث ممتلكاته بعدما يعود".

back to top