جمرة القيظ

نشر في 31-07-2018
آخر تحديث 31-07-2018 | 00:09
بما أننا نعيش الآن في خضم "جمرة القيظ" فمن السهل علينا أن ندرك أحد أسباب هذا الزخم من التواصل الاجتماعي والرسائل النصية و"تويتر" وصولاً إلى المقالات الصحافية والزوايا والمشاركة في التحليلات، سواء كانت سلبية أو إيجابية.
 يوسف عبدالله العنيزي يقول علماء الفلك والأرصاد الجوية إن "جمرة القيظ" هي أشد فترات الصيف حرارة، حيث تتجاوز فيها معدلاتها المعتادة، وتستمر على مدى أسبوعين تقريبا، وبما أننا نعيش الآن في خضم "جمرة القيظ" فمن السهل علينا أن ندرك أحد أسباب هذا الزخم من التواصل الاجتماعي والرسائل النصية و"تويتر" وصولاً إلى المقالات الصحافية والزوايا والمشاركة في التحليلات، سواء كانت سلبية أو إيجابية.

وقد ركب الموجة عدد من المشاركين ممن يمكن أن نطلق عليهم المثل الذي يردده إخواننا المصريون "عاوزين جنازة ويشبعوا فيها لطم"، فانتشرت التحليلات بكم هائل من الاستهزاء والسخرية، ومحاولة النيل من الكويت الغالية في وقت أشد ما يكون فيه الوطن للتكاتف، وذلك لمواجهة هذا الكم من الضغوط، بل تجاوز بعضهم ليصل إلى التشكيك في قوة الدولة والمقدرة على مواجهة هذه الأحداث والوقائع، ولا نريد ترديدها، فقد تطوع الكثيرون بذلك، وشكك البعض في الحياة الديمقراطية وحرية الرأي.

وأنا على يقين بأن بعض المقالات وبعض الرسائل النصية أو الصوتية ما كان يستطيع كاتبها نشرها في أي بلد من عالمنا العربي، ومن يريد أن يجرب ذلك فنصيحتي له أن يكتب وصيته، ويتدثر بكمّ من البطانيات فإن الأجواء خلف الشمس تتصف بالتجمد.

من المؤكد أن كل مواطن مخلص ومحب لهذا الوطن يعتصر قلبه ألما وحسرة عندما يرى هذا الكم الهائل من الفساد والتردي الذي طال جميع مناحي الحياة، وذلك دون أن نرى يداً تمتد لوقف سيل الفساد الجارف وانتشال المواطن من مستنقع الإحباط، خصوصاً أننا كنا في المقدمة، وحملنا راية الريادة، وسنظل كذلك إن شاء الله، وإن كان شابه بعض القصور.

فهل كانت الكويت في أيام الزمن الجميل "مدينة أفلاطون الفاضلة"، أم كنا لا نعرف بعد تكنولوجيا التواصل الاجتماعي، أم أن المجتمع الكويتي كان عصيا على الاختراق؟ نعم كان هناك زوايا صحافية تتناول قضايا الوطن بالتحليل والانتقاد، وكان هناك نخبة من أبناء الوطن ورجاله ممن كان لهم دور بارز في بناء الرأي العام نعتز ونفخر بهم من أمثال عميد الصحافيين المغفور له، بإذن الله، محمد مساعد الصالح، وكم سعدت باستضافته في منزلي في العاصمة الأردنية عمّان عندما كنت أتولى رئاسة البعثة الدبلوماسية هناك، وكم شعرت بتواضع هذا الرجل وشموخه واعتزازه بالانتماء إلى الكويت الغالية.

كان رحمه الله يكتب زاوية "الله بالخير"، وزاوية "من عرة وبرة"، وكان هناك الكاتب سليمان فهد الفهد وزاوية "خذ وخل"، إضافة إلى عدد من الشعراء من أمثال فهد العسكر، وفهد بورسلي، وصالح النصرالله وزيد الحرب وغيرهم، من أبناء هذا الوطن الغالي، ندعو لهم بالرحمة والمغفرة، وكانت مقالاتهم وانتقاداتهم تفيض حباً وعشقا لهذا الوطن، كم هو رائع هذا الوطن وأهله.

ودعاء من القلب أن يحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top