همسات على ضفاف المستشفيات!

نشر في 28-07-2018
آخر تحديث 28-07-2018 | 00:06
 خالد مقبل الماجدي لكي تدرك قيمة الحياة اذهب إلى المستشفى لتشاهد قيمة الحياة الدنيا واﻵخرة، واﻹنسان واﻹنسانية والعلم وغيرها، ففي حالة الضعف يشعر الإنسان بضرورة التقرّب إلى الله تعالى.

1 - في المستشفى اختصار لمشهد الحياة، ففي أحد اﻷجنحة تنظر لولادة طفل وترى في الجناح اﻵخر حزنا لفقد عزيز.

2 - في المستشفى تتجلى أسمى معاني اﻹنسانية من طبيب أو ممرض أو أي عامل في الفرق الطبية وما أكثرهم.

3 - في المستشفى دروس كثيرة لمشاهد عديدة لمن طغى وتجبّر، فهذا من لا يستطيع التنفس، وذاك لا يستطيع الوقوف وتلك مقطوعة الرجل وهذه فاقدة البصر، وطفل بلا أم، وطفلة تئن، وغيرها من المشاهد المؤلمة والمحزنة التي تجعلنا نعتبر.

4 - في المستشفى تعرف قيمة العلم قبل دخول الناس إليه وبعد خروجهم بالشفاء، حيث الأطباء وأدوات العلاج واﻷدوية وغيرها نتاج العلم والمعرفة والبحث العلمي.

5 - في المستشفى تزور المرضى وتشاهد تنوع حالات مرضهم فتؤمن رغماً عنك وتتّعظ بالفطرة وتحزن لا شعورياً ويفيض دمعك دون تحضير، وتستذكر الحياة اﻵخرة وما أعددنا لها، وتشاهد الكثير ليبدأ حياته مستقيمة من جديد، إلا إذا كان على قلبه غشاوة.

6 - أنصح أصحاب القلوب القاسية بزيارة المستشفيات والمرضى وحالات طبية متعددة عسى أن تلين قلوبهم وتخشع!

سبحان الله، لنا عيون وآذان وقلوب وعقول وأيادٍ وأرجل، فهل نفي الله حق الشكر على هذه النعم؟ لماذا لا ندرك قيمة النعمة إلا بعد زوالها؟! لماذا لا نشكر الله على نعمه ونحن نتمتع بها؟! هل حقاً نحن ننسى؟ لو زرت المستشفى لأدركت فضل الله عليك، لأنك سترى من يجلس بانتظار جرعة الدواء لمواجهة ذلك السرطان الذي فتك بجسمه، أو جرعة الدواء التي تنقله من داء لداء! أو من كتب الله على طفله أن يولد وهو مريض لا يقوى على الحركة، ولا يقوى على أن يسير على قدميه!

بصراحة في المستشفى تختلط المشاعر بين الحزن والفرح، ونعرف القيمة الحقيقية للدنيا، فهناك «بروفات» نهاية الحياة، والمطلوب أن نحب بعضنا ولا ننغّص حياة بعضنا وأن نعدّ العدة للآخرة، ﻷن الحياة لا تستحق، فهلّا فعلنا!

back to top