آمال : عمة عمتنا

نشر في 22-07-2018
آخر تحديث 22-07-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي ها هي إجازتي السنوية تنتهي، وها هو القلم يستيقظ بعد سباته، ويرقص رقصة الشيطان، حتى قبل أن يغسل وجهه. والحديث عن الشأن الداخلي الكويتي سيقودني إلى الحديث عن الفساد في كل شوارع هذا البلد المزيون وأزقته، وقد يقودني إلى النيابة، وقد "تباصيني" النيابة إلى المحكمة، وقد أحصل على البراءة بعد أن أحوس حوسة الأرملة، وقد أُسحب من ياقة دشداشتي إلى السجن، أو أدفع مصروف عيالي في حكم مدني، فكل كلمة هنا محسوبة، وكل حرف مرصود، وكل فاصلة بثمنها، وكل نقطة بفاتورتها، فنحن في بلد الحرية والديمقراطية (هنا غمزة بالعين اليسرى حفظك الله)، وكل المسؤولين شرفاء، وهذا الفساد المتناثر فوق رؤوسنا لا علاقة لهم به، وبالله تصبوها القهوة وزيدوها هيل.

لذا تعال معي نذهب إلى عمتنا أميركا قبّحها الله يحفظها، وفي طريقنا إليها نخطف لمحة سريعة عن الكويت من دون أن ينتبه الكمين. تعال نتحدث عن عمتنا، وعما فعله عمنا الأكبر دونالد ترامب وما هبّبه في روسيا. ولو كنتُ أميركياً مصلتماً لرميت الطلاق المبين في ميدان التايمز، إن الرئيس الأحمر بوتين "ماسك على ترامب مستمسك" و"كاسر عينه كسراً لا يُجبر"، ولمشيت في شوارع نيويورك بلوحة مكتوب عليها بالفوسفوري البراق "في بطن صاحبنا بلاء".

وبعد حديث ترامب، الذي حاول فيه تبييض ريش الغراب، وبعد حرصه على التعويض في مباراة الإياب، قال أهل فيزياء الكم "رقّع يا مرقع" فأجابهم أهل فيزياء الكيف "شيءٍ ينترقع وشيءٍ ما ينترقع"، فالرجل الذي ارتدى جلد الضبعة في اجتماعاته مع الأوروبيين وغيرهم، ارتدى جلد سنجاب مربوش أثناء اجتماعه مع عمه ومعزبه بوتين. وهنا بانت المناصب والرتب؛ فأميركا عمتنا وروسيا عمة عمتنا، وترامب عمنا وبوتين عم عمنا، وكلنا قرايب وأحباب، وانفخ البلالين يا نجاتي.

back to top