عملية إنسانية مشتركة بين فرنسا وروسيا في غوطة دمشق

• ماكرون وبوتين بحثا «الحل»
• «حوض اليرموك» يتحول إلى ركام
• مجلس منبج يفضل دمشق على أنقرة

نشر في 22-07-2018
آخر تحديث 22-07-2018 | 00:04
تحميل المساعدات الفرنسية بحضور عسكريين روس في مطار شاتورو أمس الأول (أ ف ب)
تحميل المساعدات الفرنسية بحضور عسكريين روس في مطار شاتورو أمس الأول (أ ف ب)
وسط محاولاته المستمرة منذ أشهر ليكون للغرب دور في مساعي الحل السياسي في سورية دون جدوى، أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون 50 طناً من المساعدات إلى غوطة دمشق الشرقية، في عملية مشتركة هي الأولى من نوعها مع روسيا، التي تدعم الرئيس بشار الأسد عسكرياً منذ 2015.
للمرة الأولى منذ بدء الحرب السورية في 2011، قدمت فرنسا بالتعاون مع روسيا ليل الجمعة- السبت مساعدات إنسانية إلى غوطة دمشق الشرقية، التي استعادها الرئيس بشار الأسد، في أبريل الماضي، بعد هجوم جوي وبري غير مسبوق أسفر عن مقتل أكثر من 1700 مدني، وإجلاء أكثر من 160 ألف شخص منها.

وأقلعت طائرة شحن روسية ضخمة من طراز "أنتونوف 124" تابعة للجيش الروسي، وعلى متنها 50 طناً من المعدات الطبية والمواد الأساسية، قيمتها 400 ألف يورو قدمتها فرنسا من مطار شاتورو إلى قاعدة حميميم، بحسب مدير المطار مارك بوتمين.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية، في بيان مشترك، "في إطار القرار 2401 الصادر عن مجلس الأمن، فإن هذا المشروع يهدف إلى تحسين إيصال المساعدات إلى السكان المدنيين"، مؤكدة بدء توزيع المساعدات أمس في الغوطة الشرقية، التي حاصرها النظام مدة خمس سنوات، بإشراف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا).

ضمانات حاسمة

وأكدت الخارجية الفرنسية أنها حصلت من موسكو على "ضمانات" بألا يعرقل النظام وصول المساعدات، كما يفعل مع قوافل الأمم المتحدة، وبألا يتم تحويل المساعدات أو استخدامها لأهداف سياسية، موضحة أن "الروس تدخلّوا بطريقة حاسمة جداً كي تصدر الأذونات"، وكي يتم إيصال المساعدات "في المهل المناسبة".

وإذ شددت على أن الشحنة "ليست عملاً سياسياً بل مساعدة إنسانية"، نفت الخارجية الفرنسية أي تكريس أو اعتراف بـ"سلام روسي" في سورية، قائلة: "مطالبنا من روسيا ورؤيتنا للحل السياسي لم تتغير، لكن إذا أردنا حلاً سياسياً فلابد من إجراءات تعزز الثقة".

واستباقاً لأي تساؤل عن تقديم المساعدة لمناطق سيطرة الأسد، شدد البيان المشترك على أنها تجري "وفقاً لمبادئ الإنسانية والحياد وعدم الانحياز والاستقلالية في جميع الأراضي السورية من دون استثناء، حيث يجب احترام القانون الدولي الإنساني بالكامل".

وشددت وزارة الخارجية الفرنسية على "أننا في ما يتعلق بالمسائل الإنسانية لم نحدد أبداً من هم أبناء سورية الأخيار ومن هم الأشرار"، مضيفة أن برنامج الطوارئ البالغ 50 مليون يورو، الذي أعلنه ماكرون في أبريل، يتوجه إلى كل سورية.

بوتين وماكرون

وبحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفيا، أمس، عددا من القضايا الدولية والإقليمية، مع التركيز على الجوانب الإنسانية لتسوية الأزمة السورية.

وأوضح الكرملين، في بيان له، أن المكالمة جاءت متابعة للمباحثات بين الرئيسين في موسكو الأحد الماضي، وأولت اهتماما خاصا للجوانب الإنسانية للتسوية السورية، بما في ذلك تنفيذ مبادرة روسية فرنسية مشتركة بمساعدة سكان غوطة دمشق الشرقية.

المنطقة الجنوبية

ميدانياً، أعلن التلفزيون السوري ومقاتلون بالمعارضة، أمس، أن النظام وحلفاءه حققوا تقدماً جديداً في المنطقة الجنوبية، وأصبحوا أقرب إلى حدود هضبة الجولان، التي تحتلها إسرائيل، إثر سيطرتهم على عدد من القرى بين محافظتي درعا والقنيطرة، التي تم إجلاء الدفعة الثانية من مقاتلي المعارضة وأقاربهم إلى شمال سورية.

وبموجب اتفاق أبرمته روسيا مع فصائل المعارضة في المنطقة، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "الدفعة الأولى التي تنقل 2800 شخص من مقاتلين ومدنيين وصلت إلى معبر مورك" في ريف حماة الشمالي، الذي يربط بين مناطق النظام والفصائل المسلحة.

حوض اليرموك

وفي ريف درعا الجنوبي الغربي، واصل النظام لليوم الرابع على التوالي قصف منطقة حوض اليرموك، التي يسيطر عليها فصيل "خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش" بمئات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة.

وغداة مقتل 26 مدنياً بينهم 11 طفلاً، وإصابة العشرات بجروح في هجوم جوي عنيف استهدف هذا الجيب، أفاد المرصد استمرار القصف السوري والروسي، موضحاً أن المعارك أوقعت أمس 13 قتيلا في صفوف القوات الموالية للنظام، بينهم ثمانية قتلوا في انفجار سيارة مفخخة.

وطال القصف بلدات وقرى عدة بينها تسيل، وحيط، وسحم الجولان، والشجرة، وتسبّب في دمار كبير في البنى التحتية و"تدمير أحياء بأكملها"، وفق المرصد الذي رجح ارتفاع حصيلة القتلى بسبب وجود "عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطيرة".

هجمات إدلب

وعلى جبهة ثانية، اتهم قائد القيادة الروسية في حميميم ألكسي تسيغانكوف أمس "الجماعات المسلحة" في إدلب بتكثيف هجماتها ضد القوات السورية في المحافظة، المشمولة باتفاق خفض التوتر الذي توصلت إليها الأطراف الثلاثة الضامنة تركيا، وروسيا، وإيران عام 2017.

وأكد تسيغانكوف، لوكالة "إنترفاكس" أن "المسلحين يقومون بمحاولات اختراق دفاعات الجيش السوري في محافظتي حمص واللاذقية"، مضيفا أنهم يستخدمون الانتحاريين والطائرات بدون طيار في هجماتهم، التي تستهدف تجمعات القوات السورية الحكومية.

إدارة منبج

إلى ذلك، أعلن مجلس منبج العسكري أنه بالتعاون مع "الإدارة المدنية الديمقراطية"، قد تولى الإشراف على إدارة المدينة بعد خروج آخر مستشاري قوات سورية الديمقراطية (قسد) منها قبل يومين.

وأشار مصدر قيادي في المجلس إلى وجود رغبة مشتركة لدى المجلس والإدارة المدنية في عودة منبج إلى فضاء سلطة الدولة السورية.

وشدد على رفض الجانبين للإدارة التركية للمدينة، وذكر أن السلطات التركية قطعت شوطا كبيرا مع الإدارة الأميركية للسيطرة على المدينة، وتشكيل حكم محلي وشرطة يتبعان لواشنطن وأنقرة هناك، وفق "خريطة طريق" تمتد إلى 6 أشهر منذ مايو الماضي.

وأشار المصدر إلى أن موسكو على علم بذلك، وستدخل على خط التفاوض مع تركيا، لتلبية رغبة سكان منبج الرافضين للوجود التركي.

وأكد أن المقاتلين الأكراد، "تلقوا درسا كبيرا في عفرين عندما لم يتخلوا عنها لمصلحة الدولة السورية، وآثروا مقاومة تركيا قبل أن تسقط".

قاعدة حميميم تتهم فصائل المعارضة باستفزاز قوات النظام في إدلب
back to top