واشنطن: روسيا لا تملك القدرة على إخراج إيران من سورية

إجلاء فصائل المعارضة من القنيطرة... وموسكو تقترح عودة 1.7 مليون لاجئ

نشر في 21-07-2018
آخر تحديث 21-07-2018 | 00:04
أهالي الفوعة وكفريا في بلدة جبرين بحلب أمس   (أ ف ب)
أهالي الفوعة وكفريا في بلدة جبرين بحلب أمس (أ ف ب)
مع تأكيدها عدم قدرة روسيا على إخراجها من سورية، اتهمت واشنطن النظام في طهران بـ "نهب" ثروات إيران وترك شعبها يعاني من أجل "تمويل الإرهاب والحروب الخارجية" وإنفاقها أكثر من 16 مليار دولار لدعم الرئيس بشار الأسد ووكلائها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية، في تصريحات نشرتها شبكة "سي إن إن"، "النظام الإيراني أعطى الأولوية لجدول أعماله الأيديولوجي ودفع بإيران إلى دوامة اقتصادية. كان يمكن تفاديها باستخدام إيرادات النفط المتزايدة خلال فترة عمل الاتفاق النووي".

وأضاف: "لكنها ذهبت بدل ذلك إلى الإرهابيين والدكتاتوريين والميليشيات بالوكالة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. ما نراه في إيران هو أن هذا البلد يتمتع بثروة هائلة، ويملأ النظام الإيراني جيوبه، بينما يطالب مواطنوه بوظائف أفضل وإصلاحات اقتصادية والمزيد من الفرص".

وأعلن المسؤول الأميركية أن "إيران أنفقت أكثر من 16 مليار دولار لدعم الأسد ووكلائها في العراق واليمن، وتعطي 700 مليون دولار سنويا لحزب الله اللبناني، ووفق اعتقادي، أعطت 4 مليارات دولار على شكل ائتمانات لنظام الأسد".

وأضاف: "كل هذه الإيرادات حصون للحرب، وتنفق إيران مليارات الدولارات في بلدان أخرى وتزعزع استقرار هذه الدول المهمة في الشرق الأوسط، كما قلت، سواء كان ذلك في سورية أو لبنان أو العراق أو اليمن، ولهذا الأمر عواقب من الدرجتين الثانية والثالثة".

بدوره، اعتبر مدير المخابرات الوطنية الأميركية دان كوتس، أمس الأول، أن "إيران لاعب سيئ على الساحة الدولية"، مؤكدا أن "روسيا ليست لديها الإرادة أو القدرة لإخراجها من سورية أو مواجهة قراراتها ونفوذها".

واعتبر كوتس، خلال مؤتمر "أسبن" للأمن في كولورادو، أن "سلوك إيران المخرب في المنطقة ما زال مستمرا، ولم يتغير رغم انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

وأضاف: "رأينا أن إيران كثفت من تلاعبها وأفعالها من حيث دعم الجماعات الإرهابية والأنشطة المدمرة في المنطقة وبرامج الصواريخ والتدخل في سورية والتدخل في اليمن ومجموعة واسعة من الأنشطة الأخرى".

وأشار دان كوتس إلى حساسية وجود القوات الإيرانية في المنطقة الجنوبية من سورية، موضحا أن "هناك العديد من الدول توجد في هذه المنطقة، وأن أي فرضية خاطئة قد تؤدي إلى اندلاع شرارة لحدوث مشكلة كبيرة، وهذه نقطة حساسة للغاية لم نهتم بها، لأن إسرائيل ذكرت أنها لن تسمح بوجود إيران ونفوذها على طول حدودها، وستتخذ إجراءات".

في المقابل، أكد السفير الروسي في إيران ليفان جاغاريان، أن موسكو لا تجري أي مباحثات مع طهران حول انسحاب قواتها من سورية، نظرا لأن حكومة الأسد هي المخول الوحيد بذلك، وعليها حلها، نافيا ظهور توتر إثر محاولة روسيا إقناع إيران بهذه القضية.

وشدد جاغاريان، في تصريح لوكالة "إنترفاكس"، على أن موسكو تبذل أقصى الجهود الممكنة لمنع حدوث أي صدام إيراني - إسرائيلي داخل الأراضي السورية، مضيفا أن إسرائيل توجد بشكل أو بآخر داخل سورية وكذلك إيران.

وعلى الأرض، بدأت عصر أمس عملية إجلاء مقاتلين ومدنيين من محافظة القنيطرة السورية، حيث تقع هضبة الجولان بموجب اتفاق أبرمته روسيا ينص على استسلام الفصائل عمليا مقابل وقف المعارك وعودة الجيش السوري إلى نقاط ما قبل 2011.

وأرسلت وزارة الدفاع قولها الروسية مقترحات مفصلة لواشنطن بشأن تنظيم عودة اللاجئين لسورية، مؤكدة أن أكثر من 1.7 مليون لاجئ سيتمكنون من العودة.

في هذه الأثناء، زار الأسد وعقيلته أسماء الأخرس، أمس، أبناء وبنات ضحايا الحرب المستمرة منذ أكثر من 7 سنوات في مخيم أبناء النصر في قرية الزينة بمدينة مصياف في ريف حماة.

وقال الأسد لأبناء القتلى والجرحى، "قمة الوطنية هو أن تمسك السلاح وتدافع عن بلدك ولو كتب تاريخ سورية بشكل صحيح سيذكر بأن كل واحد فيكم قد غيّر خريطة العالم السياسية. فكل واحد منكم لم يكن يعمل واجبه فقط، بل كان يكتب التاريخ".

back to top