لكويت خضراء

نشر في 20-07-2018
آخر تحديث 20-07-2018 | 00:08
 دانة الراشد للتخضير أهمية كبرى في تنقية الهواء والحد من تلوثه، وكذلك التقليل من درجة الحرارة بشكل ملحوظ، ونحن في أمس الحاجة إلى ذلك، حيث تحتل الكويت المرتبة العاشرة عالمياً في درجة تلوث الهواء وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، مما يسبب العديد من المشاكل الصحية لقاطنيها. (الجريدة، 20 نوفمبر 2013). كذلك فإن كثرة السيارات والمباني الإسمنتية الضخمة ساهمت في زيادة درجة الحرارة بشكل كبير.

تحويل الأراضي الصحراوية إلى واحات خضراء أصبح ممكناً في عصرنا، وذلك بفضل التقنيات الحديثة، فعلى سبيل المثال ابتكرت الصين معجوناً يجعل الأراضي الصحراوية خصبة، وهو مكون من عناصر طبيعية، حيث تم استخدام هذه التقنية للقضاء على التصحر في منغوليا. (قناة CGTN America 13 سبتمبر 2017).

هنالك العديد من الطرق والأساليب التي من الممكن أن تجعل الكويت خضراء، فالاستعانة بالخبراء والمختصين لتحديد أنواع النباتات التي يمكنها أن تتعايش في المناخ الصحراوي- والتي غالباً ما توجد على دائرة العرض الجغرافية نفسها- هو أحد الحلول الذكية التي نرى النتائج الإيجابية لتطبيقها في الدول الخليجية الشقيقة.

واحتذاءً بالعديد من هذه الدول الشقيقة يمكن التعاقد مع الشركات المختصة في زراعة وتخضير المدن، ويستحسن أن يكون ذلك مقروناً بإعادة التصميم الحضري للمدينة بشكل ملائم، بالإضافة إلى تظليل مناطق المشاة وإضافة النوافير لتلطيف الأجواء، كذلك فلا بد من الحرص على العناية المستمرة والدورية بهذه النباتات والأشجار.

كذلك فإن دعم المزارعين المحليين وتقدير جهودهم ضرورة، حيث تبرع المزارع ناصر العازمي بـ100 ألف شتلة من مزرعته المميزة ضمن حملة أطلقها تحت اسم «شتلة للتخضير». (الوطن، 20 نوفمبر 2015).

لقد تحدى المستحيلات وزرع العديد من النباتات والفاكهة والخضراوات التي كان يظن أغلبنا أن نموها في الكويت أمرٌ مستبعد، ذلك كله مجهود فردي رائع قل نظيره، ويمكن أن يُحدث تغييراً هائلاً إذا ما تمت الاستعانة بهذه الخبرات بصورة رسمية، ويمكننا دعم المزارعين المحليين أيضاً عن طريق شراء المنتجات المحلية من فاكهة وخضراوات.

أيضاً لا بد من وضع حد لاقتلاع الأشجار والصيد الجائر وقتل ما تبقى لنا من بيئة طبيعية، وذلك عن طريق نشر الوعي في وسائل الإعلام، وسن وتطبيق القوانين التي تشجع الزراعة، وتحد من أيادي التخريب التي قد تمسها، ولا بد أن تتم تنمية الوعي البيئي منذ الصغر كي يصبح جزءاً مهماً من ثقافة الأجيال القادمة.

هذه المقترحات أصبحت إجراءً اعتيادياً في الكثير من دول العالم المتقدمة، وما زلنا نحن نراها مستحيلة على الرغم من توافر المصادر المادية التي يمكن أن تدعم هذه الرؤية بشكل كبير وتجعل الكويت مكاناً أكثر سعادة وجمالا وصحة لنا جميعاً، فليكن الوطن أهم من الجشع والمصالح الشخصية.

• «فقط عندما يتم اقتلاع الشجرة الأخيرة، وعندما تؤكل آخر سمكة، ويتسمم آخر نهر، ستدرك أنه لا يمكنك أن تأكل المال!». (آلانس أبوموساوين).

back to top