أوضاع عربية محزنة!

نشر في 18-07-2018
آخر تحديث 18-07-2018 | 00:19
 صالح القلاب لم يكن الوضع العربي بكل هذا السوء، وكل هذا الانهيار، على مدى نحو قرن وأكثر، كما هو عليه الآن، فهناك أربع دول قد "انفرط" عقدها، هي سورية والعراق واليمن وليبيا، وهناك القضية الفلسطينية التي غدت عالقة في عنق زجاجة ضيقة، حيث غزة في وادٍ والضفة الغربية في وادٍ آخر، وحيث لخص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في آخر لقاء له مع الرئيس محمود عباس (أبومازن)، الأوضاع كلها بأنها "رديئة"، والواضح أنه لم يكن يقصد أوضاع الفلسطينيين فقط، وإنما أوضاع هذه المنطقة كلها وأوضاع العالم بأسره.

كان العرب عندما تداهمهم تحديات حقيقية يهرعون إلى "قمتهم" العربية، فيتبادلون القبلات، وكل واحدٍ منهم يضع يده على خنجره، ويصدرون بياناً "عرمرمياً" يذهب إلى ملفات جامعتهم العربية وينام هناك على ضفاف النيل نومة أهل الكهف بانتظار أن ينضم إليه بيان آخر، وبحيث لم يعد هناك أي مكان لبيان جديد، وأصبح مبنى "جامعتنا"، التي لابد من الاعتراف بأنها غدت مفرقة وليست جامعة" مستودعاً كبيراً لأوراق بالية صفراء عفى عليها الزمن!

طرح منتدى "أصيلة" الأخير في المغرب عنواناً رئيسياً، إلى جانب عناوين أخرى متعددة وكثيرة، هو "أزمة الوضع العربي"، وحقيقة إن بعض المتدخلين لمسوا جوهر هذه الأزمة عندما قالوا إنه لا يوجد هناك وضع عربي، بل أوضاع عربية متردية، وإن الأمور غدت "فالج لا تعالج"، وإن الذين يزغردون الآن لانتصارات بشار الأسد سيكتشفون أن هذه الانتصارات إسرائيلية، وأن لاعب اللعبة هو بنيامين نتنياهو، الذي قال، وكرر هذا القول، إن هذا النظام السوري ومنذ عام 1970 على الأقل كان الضامن الرئيسي لأمن إسرائيل على جبهة الجولان الشمالية.

ثم ها هي بلاد الرافدين "تتفزر" أمام عيوننا، ونحن و"جامعتنا" لا نملك إلا الصمت و"المقت"، وهذا ينطبق على الحالة الليبية، وأيضاً بحدود معينة على الحالة اليمنية، وعلى الوضع الفلسطيني الذي اخترعت "حماس" له اختراعاً، وأصبح هناك "كيان" مشوه في "القطاع" لا مهمة له إلا المشاغبة على منظمة التحرير وحركة فتح والسلطة الوطنية، وكيان يسبح ضد كل تيارات بحور الكرة الأرضية، من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

إنها أوضاع عربية، وليس فقط وضعاً عربياً، توجع القلوب، ولم يعد باستطاعة أيٍ كان من المسؤولين أن يحاول، ولو محاولة، إشعال فتيل شمعة أمل صغيرة، ويقيناً إن هذا الظلام المخيم قد يصبح سرمدياً وأبدياً، وإن الـ22 دولة قد تصبح مئتي دولة... ليست متآخية على الأقل وإنما متحاربة ومتناكفة، وكل واحدة منها تلعن أختها وتتآمر عليها في الليل والنهار... وإلا ما معنى كل هذا الذي نراه ونسمعه في هذا الزمن الرديء...؟ ويا حسرتاه على الأجيال المقبلة... واللهم اشهد!

back to top