نحت الجسم بالتبريد... تقنية فاعلة؟

نشر في 18-07-2018
آخر تحديث 18-07-2018 | 00:00
No Image Caption
نحت الجسم أو تفتيت الدهون بالتبريد علاج تجميلي للتخلّص من كتل الدهون في الجسم. تعطي هذه التقنية مفعولها عبر تجميد الخلايا الدهنية في مناطق محددة من الجسم.
مثل شفط الدهون، يستعمل جرّاحو التجميل ومعالجون آخرون تقنية نحت الجسم بالتبريد لاستهداف المناطق التي يصعب فيها التخلص من الدهون عن طريق الحمية الغذائية والرياضة.
تقنية نحت الجسم بالتبريد غير غازية، ما يعني أنها لا تتطلب إجراء أية جراحة ولا تستلزم إحداث شقوق في الجلد أو الخضوع للتخدير، من ثم لا تحمل مخاطر بقدر شفط الدهون، وتُعتبر آمنة عموماً ولكن يجب أن يطّلع الناس على بعض الآثار الجانبية المحتملة.

نستكشف في ما يلي تفاصيل نحت الجسم بالتبريد، بدءاً من طريقة عمله ومستوى فاعليته وصولاً إلى الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة.

ما معنى نحت الجسم بالتبريد؟

يتم تسويق تقنية تفتيت الدهون بالتبريد تحت اسم نحت الجسم بالتبريد أو CoolSculpting وقد صادقت عليها {إدارة الغذاء والدواء}.

تستعمل هذه التقنية وغيرها من أشكال تفتيت الدهون بالتبريد درجات حرارة متجمّدة لتفكيك الخلايا الدهنية. لا يؤذي البرد الخلايا الأخرى كما يفعل بالخلايا الدهنية، لذا يُفترض ألا تتضرر البشرة أو الأنسجة الكامنة.

خلال الجلسة العلاجية، يشفط المعالج الجلد من فوق منطقة النسيج الدهني في جهاز لتبريد الخلايا الدهنية. يسمح البرد بتخدير المنطقة المستهدفة ويذكر أشخاص أنهم يشعرون بدرجة من البرودة.

يستلزم معظم جلسات نحت الجسم بالتبريد ساعة من الوقت تقريباً ولا حاجة إلى أي وقت للتعافي نظراً إلى غياب المضار المترتبة على البشرة أو الأنسجة. لكن يعترف أشخاص بشعورهم بألمٍ في موقع العلاج، بما يشبه الألم الذي قد يشعرون به بعد ممارسة تمارين مكثفة أو التعرّض لإصابة عضلية بسيطة.

بعد الجلسة، قد تحتاج الخلايا الدهنية إلى فترة تتراوح بين 4 و6 أشهر قبل أن تخرج من الجسم. في غضون ذلك، ستتراجع منطقة الدهون بنسبة 20 %.

ما مدى فاعلية التقنية؟

يحقق نحت الجسم وأشكال أخرى من تفكيك الدهون بالتبريد معدلات نجاح مرتفعة. تنجح هذه التقنيات في التخلص من مناطق الدهون في الجسم وتقلّ آثارها الجانبية مقارنةً بمقاربات أخرى مثل شفط الدهون.

صحيح أن هذه التقنية قادرة على إزالة الدهون، لكنها ليست علاجاً سحرياً ويجب ألا يتوقع الناس تلاشي كتل دهونهم بالكامل. لا تفيد هذه التقنية جميع الناس ويواجه البعض آثاراً جانبية أسوأ من غيرهم.

قد يؤدي أسلوب الحياة وعوامل أخرى دوراً مؤثراً في هذا المجال أيضاً. من الطبيعي ألا تتقلص الدهون بالقدر نفسه إذا كان الشخص يتمسك بنظام غذائي غير صحي ولا يتحرك كثيراً رغم خضوعه لجلسات نحت الجسم بالتبريد.

كذلك، لا تستطيع هذه التقنية أن تشدّ البشرة المترهّلة. إذا تمطّط الجلد حول الرواسب الدهنية، قد يلاحظ الشخص بقاء فائض من الجلد بعد جلسة إزالة الدهون.

نتائج الأبحاث

تعتبر الأبحاث تقنية نحت الجسم بالتبريد علاجاً آمناً وفاعلاً نسبياً للتخلص من بعض مناطق الدهون. في عام 2015، حللت مراجعة واردة في مجلة {الجراحة التجميلية والترميمية} 19 دراسة سابقة عن تفكيك الدهون بالتبريد.

اكتشف الباحثون أن الناس خسروا بين 14.67 و28.5 % من الدهون في المناطق التي استهدفها علاج تفكيك الدهون بالتبريد خلال الدراسات التي قاست نسبة انحسار الدهون بأداة الفرجار التي تشبه المسطرة. وعندما قاست الدراسات نسبة انحسار الدهون بالموجات فوق الصوتية، خسر المشاركون بين 10.3 و25.5 %.

لكن لم يكتشف الباحثون أي رابط بين عوامل خطر صحية بارزة والجلسة العلاجية. ولم تضعف وظيفة الكبد أو تتراجع مستويات الدهون أيضاً، ما يعني أن نحت الجسم بالتبريد مجرّد عملية تجميلية. كذلك، قد لا يؤدي تجميد الدهون من دون تعديل عوامل أخرى في أسلوب الحياة إلى تحسين الوضع الصحي العام.

نُشرت مراجعة مختلفة في عام 2015 في {مجلة جراحة التجميل} بعدما حللت 16 دراسة واكتشفت أن نسبة تراجع الدهون لدى المشاركين بلغت 19.55 %.

يشدد المشرفون على الدراسة على ضرورة جمع بيانات طويلة الأمد حول هذه التقنية. كانت غالبية الدراسات الواردة في تحليلهم صغيرة ولم تقارن نتائج نحت الجسم بالتبريد بتلك التي يحققها الناس عند الخضوع لجراحات تجميل أخرى أو عند تعديل أسلوب حياتهم.

قد يسهم تدليك المنطقة المستهدفة بعد العلاج مباشرةً في تحسين نسبة انحسار الدهون لكن لا بد من إجراء أبحاث إضافية في هذا المجال. رصدت دراسة من عام 2014 زيادة في نسبة انحسار الدهون غداة تدليك البشرة بعد تلقي العلاج بشهرين. لكن بعد مرور أربعة أشهر، لم يعد الاختلاف بارزاً من الناحية الإحصائية.

آثار جانبية ومضاعفات

عملية تفكيك الدهون بالتبريد ليست غازية، ما يعني أنها لا تتطلب إحداث أي شقوق جلدية ولا تستلزم أي تخدير أو أدوية من شأنها أن تُسبّب الحساسية. من ثم، يتراجع مستوى المضاعفات والآثار الجانبية المحتملة مقارنةً بعمليات غازية أخرى مثل شفط الدهون.

اكتشف التحليل الوارد في {مجلة جراحة التجميل} أن 12 شخصاً فقط من أصل 1445 (أي أقل من 1 %) تعرّضوا لبعض المضاعفات. تعلّق أبرز أثر جانبي بتراجع الشعور في المنطقة المستهدفة.

تبرز مضاعفات أخرى أيضاً، من بينها:

• تورّم.

• ظهور كدمات.

• زيادة الحساسية.

• احمرار البشرة.

• ألم موضعي.

لم ترصد مراجعة من عام 2015 أي مضاعفات حادة مثل النزف أو تغيّر الاصطباغ الجلدي أو ظهور الندوب. لكن وصفت مقالة في عام 2014 حالة معزولة من فرط التنسّج الدهني المتناقض غداة جلسات تفتيت الدهون بالتبريد.

بحسب تلك المقالة، يبقى هذا الأثر الجانبي نادراً ولا يصيب أكثر من 0.005 % من الناس. يسجّل الأشخاص في هذه الحالة زيادة في الخلايا الدهنية، ما قد يؤدي إلى نتوء المنطقة التي خضعت للعلاج. يكون هذا الاضطراب أكثر شيوعاً لدى الرجال والأشخاص الذين يتحدرون من جذور لاتينية.

كم تدوم النتائج؟

تقضي هذه التقنية على الخلايا الدهنية فلا تعود إلى الظهور. لكن لا يعرف العلماء معلومات كثيرة عن آثار نحت الجسم بالتبريد على المدى الطويل أو مستوى فاعليته، فقد اكتفى معظم الدراسات بمراقبة المشاركين لبضعة أشهر بعد العلاج.

لكنّ القضاء على الخلايا الدهنية لن يمنع نشوء خلايا جديدة. لذا سيكون تبنّي أسلوب حياة صحي أساسياً للحفاظ على نتائج العلاج. سرعان ما تعود الدهون للظهور إذا كان الشخص لا يمارس الرياضة أو لا يلتزم بحمية صحية.

بدائل نحت الجسم بالتبريد

يبقى شفط الدهون أفضل خيار لكل من يريد تحقيق نتائج سريعة خلال جلسة علاجية واحدة. لكن سيزيد احتمال مواجهة المضاعفات بما أن الجراحة غازية بدرجة إضافية.

ذكرت المراجعة التي جرت في عام 2015 أن نسبة المضاعفات البسيطة التي ترتبط بشفط الدهون تصل إلى 21.7 %. في المقابل، تقتصر نسبة المضاعفات البارزة على 0.38 %.

يمكن اللجوء أيضاً إلى الأنواع التالية من تقنيات تقليص الدهون بطرائق غير جراحية:

• تحليل الدهون بالحِقَن (Kybella): تُستعمل حقنة للقضاء على الخلايا الدهنية.

• تحليل الدهون بالليزر (SculpSure): يُستعمَل الليزر الساخن لتذويب الخلايا الدهنية.

• تحليل الدهون بالتردد الراديوي (Vanquish): تُستعمَل الموجات الراديوية للقضاء على الخلايا الدهنية.

القضاء على الخلايا الدهنية لن يمنع نشوء خلايا جديدة
back to top