سوريون يستنجدون بإسرائيل... ودمشق تفتح النار على طهران

• هدنة بالساحل وريف حمص برعاية مصرية
• إخلاء كفريا والفوعة مقابل أسرى وسجناء

نشر في 18-07-2018
آخر تحديث 18-07-2018 | 00:04
سوريون في طريقهم للسياج الحدودي مع إسرائيل أمس (أ ف ب)
سوريون في طريقهم للسياج الحدودي مع إسرائيل أمس (أ ف ب)
مع تلقي إيران ضربة موجعة من حليفها السوري بشار الأسد، على غرار شركائها في الصين وروسيا، توجه عشرات السوريين الفارين من جحيم المعارك في المنطقة الجنوبية إلى خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل طالبين المساعدة من إسرائيل.
في ظل تقدم قوات الرئيس السوري بشار الأسد والميليشيات المساندة لها على حساب فصائل المعارضة في ريف درعا الشمالي الغربي، واستمرار استهدافها للقنيطرة، توجه عشرات المدنيين صوب السياج الحدودي من هضبة الجولان المحتل وهم يرفعون الرايات البيضاء، طالبين المساعدة والمأوى من إسرائيل قبل أن يعودوا أدراجهم.

وبحسب وكالة رويترز، والقناة العاشرة الإسرائيلية، فإن «المدنيين وصلوا قرب خط وقف إطلاق النار في الجولان، وكانوا على وشك الدخول إلى المنطقة المزروعة بالألغام».

وخاطب ضابط بالجيش الإسرائيلي، على الجانب الآخر من السياج الحدودي، الحشد باللغة العربية، عبر مكبر للصوت، قائلا: «صباح الخير يا جماعة. ارجعوا عن الشريط لحدود دولة إسرائيل. ابعدوا لورا أحسن ما يصير شي مش منيح. ارجعوا لورا»، مؤكدا أنه لن يتخذ أي إجراءات ضدهم في حال ابتعدوا عن السياج.

واستنفر الجيش، الذي دفع مطلع الشهر الجاري بتعزيزات عسكرية كبيرة للجولان المحتل تحسبا لأي تطورات على خلفية المعارك الدائرة في درعا، قواته وأرسل المزيد من الجنود لمنع دخول اللاجئين إلى الأراضي الإسرائيلية».

رسالة لإيران

وعلى غرار روسيا، التي تسعى لإخراجها من سورية، والصين التي رفضت تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، فتح النظام السوري النار على حليفه الإيراني، بسبب تأكيده المستمر على أنه لولا تدخل طهران لسقط الأسد منذ سنوات، ولحكم تنظيم داعش سورية ومعها العراق.

ووجهت صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية انتقادا شديد اللهجة إلى مستشار مرشد إيران الأعلى علي أكبر ولايتي، بعد تأكيده خلال زيارته لموسكو قبل أيام على أنه لولا تدخل إيران إلى جانب الأسد لسقط خلال أسابيع، ولو لم تكن موجودة لكانت سورية والعراق تحت سيطرة زعيم «داعش» أبوبكر البغدادي.

ونشرت الصحيفة مقالا بعنوان «عذرا علي أكبر ولايتي، كان ليسقط العالم وسورية لن تسقط»، معتبرة تصريحات ولايتي «مبالغة اعتدنا على سماعها من بعض وسائل الإعلام أو المحللين السياسيين الإيرانيين أو الذين يدورون جملة وتفصيلا في الفُلك الإيراني».

وأشارت الصحيفة، المقربة من الأسد، إلى أن التدخل العسكري الإيراني لمصلحة النظام السوري لم يبدأ إلا في ربيع عام 2013، مع مشاركة «حزب الله» اللبناني في معركة القصير.

بقاء أميركي

وخلافا لوعد قطعه البيت الأبيض بالانسحاب من سورية، عاد مستشار الأمن القومي جون بولتون ليؤكد أن الجيش الأميركي باق إلى حين زوال الخطر الإيراني.

وتعقيبا على تأكيد رئيسه دونالد ترامب لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في هلسنكي أمس الأول، أن واشنطن لن تسمح لإيران بالاستفادة من الانتصار على «داعش» في سورية، قال جون: «أعتقد أن الرئيس أوضح أننا موجودون هناك حتى تتم إزالة داعش، وطالما استمر الخطر الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط».

تقدم النظام

وغداة سيطرتها على تل الحارة الاستراتيجي، المطل على هضبة الجولان، اقتربت قوات الأسد والميليشيات المساندة من السيطرة على ريف درعا الشمالي الغربي، والوصول إلى الحدود الإدارية لمحافظة القنيطرة، إثر دخولها قرية عقربا وانتزاع تلها وتل المحص جنوب قرية نمر، إضافة إلى بلدة المال وتل المال من فصائل المعارضة.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، تتجه قوات النظام حاليا للسيطرة على ريف القنيطرة الأوسط، ومن بلداته نبع الصخر، عين الباشا، كوم عين الباشا. وتسعى لمحاصرة حوض اليرموك بشكل كامل، ومدينة نوى الخارجة عن سيطرتها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 20، بينهم سيدتان و5 أطفال على الأقل، جراء قصف للطائرات الحربية على مدرسة تأوي نازحين ببلدة عين التينة الواقعة في الريف الأوسط لمحافظة القنيطرة، لافتا إلى أن نحو 1560 ضربة جوية وبرية استهدفت مثلث الموت بريفي درعا الشمالي الغربي والقطاع الأوسط من ريف القنيطرة خلال الـ48 ساعة الماضية.

حمص والساحل

إلى ذلك، وبرعاية مصرية وضمانات روسية شهدت القاهرة أمس الأول توقيع اتفاقين لوقف إطلاق النار في الساحل السوري وفي ريف حمص الشمالي.

وفي مقر جهاز المخابرات المصري، الذي رعى مفاوضات طويلة في صمت، وقَّعت فصائل المعارضة المسلحة في الساحل السوري، اتفاقاً لوقف إطلاق النار، شمل إجراءات المشاركة في جهود مكافحة الإرهاب لمنع «جبهة النصرة» سابقاً و«داعش» من الظهور في هذه المناطق، فضلا عن عودة اللاجئين والنازحين والإفراج عن المعتقلين من جميع الأطراف.

كما وقعت فصائل ريف حمص الشمالي، وعلى رأسها «جيش التوحيد»، اتفاقا آخر لعب فيه دور الوسيط رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا، للانضمام لجهود مكافحة الإرهاب وإنشاء قوة لحفظ الأمن والسلام، استكمالا لاتفاق تم في القاهرة أيضا في أغسطس 2017 لوقف اطلاق النار في عشرات البلدات بريف حمص.

«قسد» و«النصرة»

وفي دير الزور، بدأت قوات سورية الديمقراطية (قسد) هجوماً بدعم جوي أميركي على مدينة هجين، الواقعة تحت سيطرة «داعش» على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وفي إدلب، توصلت «النصرة» أمس إلى اتفاق مع الميليشيات الإيرانية، ينص على إخراج أهالي بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام باتجاه دمشق وريفها، مقابل إطلاق سراح 1500 معتقل من سجون النظام، إضافة إلى عشرات الأسرى العسكريين.

وبموجب الاتفاق سيسلم النظام 40 أسيرا من مسلحي «النصرة»، وجبهة «تحرير سورية» و»جيش إدلب الحر»، إضافة إلى 4 مدنيين معتقلين لدى ميليشيات النظام في البلدتين.

في هذه الأثناء، دخل أمس رتل للجيش التركي يضم آليات عسكرية ويحمل معدات لوجستية ومواد غذائية إلى الأراضي السورية عبر معبر كفر لوسين في ريف إدلب الشمالي، في طريقه إلى نقاط المراقبة، التي أقامها في الآونة الأخيرة بالمحافظة.

back to top