4 وزراء عراقيين إلى السعودية... وتظاهرات في «حقول البصرة»

● تأجيل احتجاجات في محافظات
● وزير الداخلية: المدن المقدسة يجب أن تبقى آمنة
● «العصائب»: الاعتداء على مقار «الحشد الشعبي» مخطط نفذته عناصر «منحرفة عقائدياً»

نشر في 18-07-2018
آخر تحديث 18-07-2018 | 00:05
لا تزال الأوضاع في جنوب العراق متوترة ومرشحة للتصاعد في أي لحظة. ومع ترقب لنتائج زيارة وفد عراقي للسعودية اليوم، دعا وزير الداخلية إلى تحييد المدن المقدسة مثل كربلاء والنجف، بينما اعتبر الحشد الشعبي أن حرق مقراته مخطط من عناصر منحرفة.
يتوجه اليوم 4 وزراء عراقيين إلى مدينة جدة السعودية، لبحث أزمة الطاقة مع اتساع رقعة التظاهرات في البلاد احتجاجاً على نقص الماء والكهرباء وتردي الخدمات الأخرى.

وأفاد بيان صادر عن وزارة التخطيط بأن «الوزير سلمان الجميلي رئيس الجانب العراقي في المجلس العراقي - السعودي يتوجه على رأس وفد رفيع المستوى اليوم الى مدينة جدة السعودية».

وأكد الجميلي أن «زيارة الوفد تأتي بناء على تكليف من رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي»، موضحا أن «الوفد يضم وزراء النفط عبدالجبار اللعيبي، والكهرباء قاسم الفهداوي، والنقل كاظم الحمامي، وعددا من المديرين العامين في عدد من الوزارات».

وتابع أن الوفد «سيبحث مع الجانب السعودي عددا من القضايا والملفات المهمة في إطار عمل مجلس التنسيق العراقي – السعودي»، لافتاً إلى أن «ملف الطاقة الذي يشمل الكهرباء والوقود سيكون أحد أهم الملفات التي سيتم بحثها مع الجانب السعودي».

وأشار إلى أن «الوفد سيبحث أيضا قضايا أخرى تتعلق بتفعيل النقل الجوي والبحري والبري بين البلدين».

وكانت «الجريدة» قد نقلت أمس الأول، عن مصادرها في بغداد، أن الوفد العراقي سيبحث في الرياض استبدال الكهرباء التي قطعتها إيران عن بغداد منذ أسابيع، بذريعة وجود ديون مترتبة عليها، بكهرباء من السعودية. ويجري الحديث منذ أشهر في العراق عن ربط البلاد بشبكة الربط الكهربائية الخليجية، وبالتالي فإن الخطط لإجراء هذا الربط موجودة.

حقول البصرة

في غضون ذلك، استخدمت الشرطة العراقية الهراوات وخراطيم المياه لتفريق نحو 250 محتجا تجمعوا عند المدخل الرئيس لحقل الزبير النفطي الضخم أمس، وسط تصاعد التوتر في مدن بجنوب العراق، بسبب تدهور الخدمات العامة. وقال مسؤولون في الحقل، الذي تديره شركة إيني الإيطالية، إن عمليات الإنتاج تسير بشكل طبيعي.

وعبّر المحتجون عن غضبهم عند عدة حقول نفطية منذ بدء التظاهرات قبل 9 أيام. ويقول مسؤولون محليون إن إنتاج النفط لم يتأثر في أي حقل.

وأنتج العراق، ثاني أكبر منتج للخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد السعودية، نحو 4.5 ملايين برميل نفط يوميا في يونيو. وقال مسؤول نفط عراقي في مايو إن إنتاج حقل الزبير بلغ 475 ألف برميل يوميا.

وقال رجل أمن في مكان الاحتجاج: «لدينا أوامر بعدم إطلاق النار، لكن لدينا أيضا أوامر بعدم السماح لأي أحد بالتأثير على العمليات في حقول النفط، وسوف نتخذ ما يلزم من إجراءات لإبعاد المتظاهرين عن الحقول».

كما تظاهر العشرات من أهالي محافظة البصرة، عند مدخل موقع البرجسية النفطي في قضاء الزبير غربي المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص عمل وتحسين الخدمات.

لكن التقارير المحلية أشارت الى أن الاحتجاجات انحسرت في البصرة، مقارنة بما كانت عليه خلال الأيام الماضية، خصوصا أن أكثر الاحتجاجات تم تفريقها بالقوة، كما تم إلقاء القبض على محتجين في مناطق مختلفة من المحافظة.

تظاهرات متفرقة

وتظاهر العشرات من أصحاب العقود والأجور اليومية في صحة ذي قار، أمس، للمطالبة بزيادة وصرف رواتبهم لتصبح أسوة ببقية المحافظات التي تتقاضى 350 ألف دينار. كما طالب المتظاهرون بصرف رواتبهم المتأخرة منذ سبعة أشهر، وتوفير وظائف على الملاك الدائم.

ومساء أمس الأول تظاهر المئات في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، وسط إجراءات أمنية مشددة. وأعلنت الشرطة العراقية انها فرقت عشرات المتظاهرين في حي الشعلة شمالي بغداد، بعد أن حاولوا قطع أحد الطرق.

وكشفت قيادة شرطة ديالى، عن تأجيل خمس تظاهرات سلمية في المحافظة، استجابة لما سمته الضرورة الأمنية. وكانت نخب عشائرية قد قررت تأجيل اقامة تظاهرات سلمية في ب‍عقوبة وبقية مدن ديالى، بسبب التحديات الأمنية وانشغال القوات في تعقب وملاحقة «داعش».

العبادي والنجف

واعتبر رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال لقائه وفدا من محافظة النجف، أمس الأول، أن هناك من يريد «التخريب» لكي تتراجع المحافظة اقتصاديا، وأكد دعمه للتظاهر السلمي. وقال العبادي إن «الأمن أساس الحياة»، مضيفاً: «اتخذنا قرارا بإلغاء الإدارة السابقة لمطار النجف، وعادت الرحلات إلى المطار».

استهداف «الحشد»

وبينما تواصلت ظاهرة حرق مقار حزبية، خصوصا في السماوة والمثنى، دعا الناب السابق عن «حركة عصائب أهل الحق» حسن سالم، الأجهزة الأمنية الى «تفعيل جهدها الاستخباري، والقبض على العناصر المنحرفة التي استهدفت مقار الحشد الشعبي»، مشددا على أن «استهداف المؤسسات الدينية ورجال الدين ومقار الحشد من قبل تلك العناصر المنحرفة هو مخطط معد له مسبقا لزعزعة امن البلد واستقراره».

وقال سالم إن «الأجهزة الأمنية مطالبة بتشخيص العناصر المندسة والمنحرفة عقائديا التي استغلت التظاهرات وحاولت الاعتداء على الأملاك العامة في محاولة لزعزعة أمن واستقرار البلد»، مبينا أن «مهاجمة مؤسسات الدولة ومقار الحشد الشعبي ورجال الدين والمؤسسات الدينية هو جزء من مخطط معد مسبقا، ولابد من التصدي له بكل قوة».

وأضاف سالم أن «هناك ضرورة لتوسيع الجهد الاستخباري واليقظة والحذر لمنع تلك العناصر المنحرفة من تحقيق مآربها الرخيصة، والعمل على القاء القبض على هؤلاء المندسين لمعرفة الجهات التي خلفهم»، لافتا الى أن «تلك الجهات أغاظها الحشد الشعبي والانتصارات التي حققها وإفشاله المؤامرات التي خططوا لها، فسعوا جاهدين لاستهداف مقاره».

وكان عدد من المتظاهرين قد هاجموا مقار الحشد الشعبي في عدد من المحافظات الجنوبية.

الأعرجي

وكان وزير الداخلية قاسم الأعرجي، قد أكد أمس أنه «يجب أن تبقى المدن المقدسة آمنة»، مضيفا أن «المطالبة بتوفير الخدمات يجب أن تكون بأسلوب حضاري»، مشيراً الى إصابة 51 عنصرا من القوات الأمنية فقط في تظاهرات كربلاء أمس الأول.

وقال الأعرجي خلال مؤتمر عقده مع شيوخ ووجهاء عشائر العراق إن «العراق يحتاج الى إدارة صحيحة وأياد مخلصة، ونحتاج الى محاربة حقيقية للفاسدين»، مبينا أن «بعض الحكومات المحلية لم تكن بمستوى مطالب الجماهير». وأضاف أن «أغلبية المتظاهرين لم يخرجوا للإساءة لأحد».

وأشار الأعرجي الى «اننا نرفض ونشجب أي تجاوز على العراقيين أو الشركات الحكومية وغير الحكومية»، مبينا «أننا وجهنا الأجهزة الأمنية بمتابعة المندسين الذين أساءوا للمتظاهرين».

back to top