إسرائيل تضرب موقعاً بحلب... والأسد على بوابة الجولان

• ألف غارة على «مثلث الموت»
• الأكراد ينسحبون من منبج
• «مغاوير الثورة»: لم نترك التنف

نشر في 17-07-2018
آخر تحديث 17-07-2018 | 00:06
دخان الغارات السورية والروسية يغطي القنيطرة أمس (أ ف ب)
دخان الغارات السورية والروسية يغطي القنيطرة أمس (أ ف ب)
عشية تحقيق قوات الرئيس السوري بشار الأسد تقدماً جديداً في المنطقة الجنوبية، إثر معارك وموافقة فصائل المعارضة على التسوية، هاجمت إسرائيل للمرة الثالثة خلال أيام، مواقع للميليشيات الموالية له في حلب، مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 نصفهم إيرانيون.
في خضم تقدم قواته واقترابها من السيطرة على المنطقة الحدودية الجنوبية، خسر الرئيس السوري بشار الأسد نحو 22 مقاتلا، بينهم 9 إيرانيين في قصف جديد استهدف ليل الأحد - الاثنين موقعا عسكريا للميليشيات الموالية له في حلب، واتهمت دمشق إسرائيل بتنفيذه.

ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن "الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مركزا للحرس الثوري الإيراني، قرب مطار النيرب العسكري في ريف حلب الشرقي، يُستخدم في تأمين الدعم اللوجستي لجبهات القتال، من مواد غذائية وآليات ولا توجد فيه مستودعات أسلحة".

ونقل الإعلام الرسمي السوري عن مصدر عسكري أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت "أحد مواقعنا العسكرية، واقتصرت الأضرار على الماديات"، معتبرا أن القصف يأتي في "سياق المحاولات اليائسة المتكررة لدعم المجاميع الإرهابية المهزومة في درعا والقنيطرة".

وهذه المرة الثالثة التي تستهدف فيها إسرائيل مواقع عسكرية بسورية في يوليو، إذ كانت دمشق اتهمتها في 8 الجاري بقصف مطار التيفور العسكري في حمص، وتكرر الأمر يوم 12 مع إعلان إسرائيل ضربها 3 مواقع عسكرية في جنوب سورية، وأعلنت دمشق في الحادثتين أن دفاعاتها الجوية تصدت للصواريخ.

معركة القنيطرة

وبعد استعادتها الجزء الأكبر من محافظة درعا، وسعت القوات الحكومية منذ صباح أمس الأول حملتها على الجنوب، لتشمل محافظة القنيطرة، التي تسيطر فصائل المعارضة على الجزء الأكبر منها، بما فيه القسم الأكبر من المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وعلى جبهة درعا، سيطرت قوات الأسد والميليشيات المساندة على تل الحارة الاستراتيجي بريف درعا الغربي، الذي يعتبر معبرا الى الجولان، ودخلت بلدات الحارة وسملين وزمرين، بعد موافقة فصائل المعارضة فيها على الاتفاق الروسي، الذي ينص على دخول مؤسسات الدولة وتسليم المقاتلين سلاحهم الثقيل والمتوسط.

كما سيطرت قوات النظام على بلدة الطيحة، لكن إثر معارك مع مقاتلين معارضين رافضين للتسوية، بقيادة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

وأكد مصدر عسكري أن وحدات من الجيش استهدفت المنطقة بقصف مركز بكل الوسائط النارية قبل أن تتمكن من دخولها بعد الاتفاق مع الأهالي، مبيناً أنها "تابعت تقدمها باتجاه بلدة كفر ناسج، كما سيطرت على قرى كفر شمس وأم العوسج، بعد القضاء على أعداد كبيرة من المسلحين وتدمير أسلحتهم وعتادهم".

واتهم مصدر في الجبهة الجنوبية، التابعة للجيش الحر، "القوات الحكومية المدعومة بالطيران الروسي باستخدام القوة المفرطة في تدمير البلدات والقرى في ريف درعا والقنيطرة، وقصفت بلدات مثلث الموت (ريف درعا الشمالي الغربي وريف القنيطرة الجنوبي الشرقي) بأكثر من 1000 غارة جوية وصواريخ ومدفعية ثقيلة وبراميل متفجرة، ولم يتوقف القصف على مدار الساعة".

وأشار القائد العسكري إلى أن القوات الروسية تقوم بالتمهيد الجوي أمام القوات، إذ شنت أكثر من 200 غارة فقط على مناطق تل الحارة وتل المال وبلدات مسحرة ونبع الصخر.

منطقة التنف

وعلى جبهة قريبة، نفى قائد فصيل "جيش مغاوير الثورة" العقيد مهند الطلاع أمس الأول انسحاب قواته المدعومة أميركيا من منطقة التنف على الحدود السورية العراقية ومناطق الـ"55" ومخيم الركبان الحدودي وتسليم سلاحها الثقيل إلى الأردن، مؤكدا أنها "مستمرة في التعاون مع قوات التحالف بقيادة واشنطن للبقاء في المنطقة والاستمرار في قتال تنظيم داعش إلى حين دحره والوصول إلى حل سياسي".

وإلى جانب "مغاوير الثورة"، يوجد في التنف، التي تضم قاعدة أنشأتها القوات الأميركية عام 2014، عدد من فصائل المعارضة منها "أسود الشرقية" وقوات "أحمد العبدو"، التي سلمت بعض مناطقها ودخلت في مصالحة مع النظام، وخرج عدد كبير من مقاتليها إلى شمال سورية.

وغداة إعلان قوات سورية الديمقراطية (قسد) انسحاب آخر عناصر وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة منبج، أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتصالا أمس مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، ناقشا خلاله التطورات في سورية، وأهمية تطبيق خريطة الطريق التي تم التوصل إليها في يونيو الماضي، عقب أشهر من الخلافات، لتفادي تدخل عسكري تركي في المنطقة.

وأكدت الرئاسة التركية أن الزعيمين أكدا خلال المكالمة أن تطبيق اتفاق منبج "سيسهم بشكل كبير" في حل الأزمة السورية، موضحة أنهما جددا أيضا عزمهما على تحسين العلاقات الثنائية في كل المجالات.

وبعد إعلانه "انسحاب الدفعة الأخيرة من وحدات حماية الشعب بعد إنهاء مهمتها في تدريب وتأهيل القوات في منبج، بالاتفاق مع التحالف الدولي"، أكد مجلس سورية الديمقراطية أنه سيعمل على تشكيل إدارة موحدة للمناطق الواقعة تحت سيطرة ذراعه العسكرية "قسد"، في خطوة من شأنها تعزيز نفوذها في شمال سورية وشرقها.

وتهدف الخطة، التي أعلنها المجلس في مؤتمر بمدينة الطبقة، إلى دمج عدد من الإدارات أو المجالس المحلية في نحو ربع مساحة سورية، التي انتزعت "قسد" أغلبها من "داعش" بمساعدة واشنطن.

back to top