«بداية جيدة جداً» بين ترامب وبوتين في هلسنكي

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أن قمته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين شهدت "بداية جيدة جداً".

وبعدما اجتمعا على انفراد مدة ساعتين، قال ترامب رداً على أسئلة الصحافيين مع انضمام مسؤولين رفيعي المستوى إلى الرئيسين لإجراء محادثات إضافية، إنها "بداية جيدة جداً".

وكان ترامب افتتح الاجتماع، وهو يجلس إلى جانب نظيره الروسي، في أحد القصور الرئاسية الفنلندية، بكلمات ودية مؤكداً أن هدفه طويل الأجل هو تحسين العلاقات.

وأعلن ترامب أمام وسائل الإعلام قبيل اجتماعهما المغلق: "أعتقد أننا سنقيم علاقة استثنائية. أتمنى ذلك. كنت دائماً أقول وأنا متأكد من أنكم سمعتم على مدى الأعوام الماضية، وأثناء حملتي الانتخابية، أن إقامة علاقات ودية مع روسيا أمر محمود وليس مكروها".

وتابع ترامب، إنّ العالم يأمل رؤية تعايش سلمي وجيد بين الولايات المتحدة وروسيا، ونمتلك فرصاً كبيرة لتحسين علاقاتنا، نحن دولتان تمتلكان أكبر مخزون نووي، وأعتقد أن بوسعنا فعل شيء في هذا الخصوص، لأن هذه القوة ليست جيدة".

وتوجّه ترامب لبوتين بالقول: "أريد أن أهنئكم على نجاح تنظيم بطولة عظيمة لكأس العالم، إحدى أفضل البطولات على الإطلاق، كما أن فريقكم أدى أداء رائعاً جداً".

وتابع أن محادثاته مع بوتين ستتناول "كل شيء بدءاً من التجارة ومروراً بالشؤون العسكرية والصواريخ وانتهاء بالصين. سنتحدث قليلاً عن الصين وصديقنا المشترك الرئيس شي (جيبينغ)، إضافة إلى التوترات في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا". أضاف :"التعايش مع روسيا أمر جيد، ليس أمراً سيئاً وأعتقد حقاً أن العالم يريد منا أن نتعايش".

بوتين

من ناحيته، قال بوتين لترامب في بداية قمتهما، إن الوقت قد حان للتحدث عن العلاقات بين موسكو وواشنطن. وأضاف أن عليهما أيضاً مناقشة قضايا دولية معقدة متعددة الأطراف. وتابع وهو يجلس بجانب ترامب "هناك ما يكفي منها بما يدفعنا لبدء الاهتمام بها".

الغباء الأميركي

وقبل ساعات من القمة، صب ترامب غضبه على التحقيق في احتمال وجود صلات بين حملته الانتخابية عام 2016 وروسيا.

وكتب على "تويتر": "علاقاتنا مع روسيا لم تكن يوماً أسوأ مما هي عليه الآن، ويرجع ذلك لسنوات عدة من الحمق والغباء الأميركي والآن هذه الحملة الظالمة المصطنعة" في إشارة إلى التحقيق. وكرر ترامب تأكيده أن سلفه باراك أوباما لم يتخذ أي إجراء في شأن التدخل الروسي المزعوم.

وأكدت الخارجية الروسية أنها تتفق مع ترامب على أن "الغباء الأميركي" هو السبب في تدهور العلاقات بين الجانبين. وكتبت على حسابها على موقع "تويتر": "نتفق" مع ترامب.

كما شكا الرئيس الأميركي من "قلة تقدير" لنجاحاته.

وكتب على "تويتر" أيضاً:" للأسف، وبغض النظر عن مدى نجاحي في القمة، وحتى لو أخذت المدينة الرائعة موسكو تعويضاً عن كل الخطايا والشرور التي ارتكبتها روسيا على مدار سنوات، فعندما سأعود سيتم انتقادي وسيقولون إنه كان يتعين علي أن أحصل على سان بطرسبورغ أيضاً".

وهاجم ترامب وسائل الإعلام مجدداً وقال: "الكثير من وسائل الإعلام الإخبارية لدينا هي في الواقع عدوة الشعب وكل ما يعرفه الديمقراطيون هو المقاومة والعرقلة!". أضاف: "هذا هو السبب في وجود مثل هذه الكراهية والشقاق في بلادنا، ولكن في وقت ما، ستشفى!".

هيلاري

وتعليقاً على تصريحات ترامب، قالت هيلاري كلينتون، منافسته الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية عام 2016، على تويتر "كأس عالم عظيم. سؤال للرئيس ترامب أثناء لقائه مع بوتين: هل تعلم لأي فريق تلعب؟"

بيسكوف

وفي موسكو، عبر الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن أمل موسكو برؤية "بدايات للإرادة السياسية" لتطبيع العلاقات بين واشنطن وموسكو.

وقال: "العلاقات الروسية - الأميركية تمر حالياً في حالة مؤسفة جداً، وروسيا لم تبادر إلى هذا التدهور في العلاقات. ونأمل أن يعرض الجانبان بدايات ما للإرادة السياسية والانتقال إلى تطبيع العلاقات".

وصرح بيسكوف بأن أنظمة السلاح الجديدة التي تنتجها روسيا تهدف إلى تعزيز التكافؤ النووي.

وهذه المرة الرابعة التي يلتقي فيها رؤساء من البلدين في العاصمة الفنلندية. وعلى هذا الأساس فقط ستندرج القمة في سياق القمم السابقة بين جيرالد فورد وليونيد بريجنيف (1975) وجورج بوش الأب وميخائيل غورباتشيوف (1990) وبيل كلينتون وبوريس يلتسين (1997).

سالفيني

وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني أمس، خلال زيارته لموسكو إنه يريد للعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا أن تُرفع "بحلول نهاية هذا العام".

وقال سالفيني اليميني المتطرف إنه سيلجأ إلى كل الوسائل المتاحة لإقناع الشركاء الأوروبيين بإلغاء العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية ضمها شبه جزيرة القرم في 2014 وما أعقب ذلك من أنشطة وعمليات في شرق أوكرانيا.

وتابع وزير الداخلية الإيطالي، أن "استخدام حق النقض هو الملاذ الأخير لكنني لا أستبعد شيئاً"، مضيفاً "إيطاليا هي البلد الأوروبي الأكثر تضرراً من هذه العقوبات".

وقال سالفيني، إنه يريد خلق فرص للتعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في البلدين.

وقال سالفيني إن عودة روسيا إلى مجموعة السبع "مشروعة تماماً". وكان ترامب أبدى اقتراحاً مماثلاً الشهر الماضي.